-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من بينها عدم ترسيم الزواج وضياع حقوق الأطفال

الزواج عبر الإنترنت يورط جزائريات في مشاكل معقدة

سمية سعادة
  • 6369
  • 7
الزواج عبر الإنترنت يورط جزائريات في مشاكل معقدة

لا يزال الزواج عن طريق الإنترنت يحصي ضحاياه من النساء الجزائريات اللواتي اعتقدن أن أحلامهن الوردية ستتحقق على عتبات بلد آخر يمنح المرأة الحق في أن تعيش الرفاهية بعيدا عن تدخلات أهل الزوج وضغوطهم.

غير أنه بعد أشهر قليلة، تكتشف هذه المرأة أن أحلامها استدرجتها إلى مشكلة في غاية التعقيد لا تكفي سنوات طويلة لإيجاد حل لها، ذلك لأن الوعود التي تلقتها من الرجل الجالس خلف شاشة مضيئة، ما هي إلا صنارة للاصطياد التي تنتهي بإغراق المرأة في بحر عميق من المشكلات.

هذا هو حال الكثير من الجزائريات اللواتي ركبن موجة الزواج عن طريق الانترنت فانقلب بهن قارب السعادة في بداية الطريق.

حقوق ضائعة ومشاكل عالقة

السيدة “ليندة ح” ذات الـ 42 سنة هي واحدة من الجزائريات اللواتي خضن تجربة الزواج المختلط الذي انتزع منها راحة البال وورّطها في مشاكل كثيرة مازلت ارتداداتها تلاحقها حتى بعد مرور حوالي 8 سنوات عن ارتباطها بهذا الرجل .

“جواهر الشروق” التقت ليندة بسطيف حيث تقيم، وتحدثت لنا عن أحداث في غاية الخطورة جابهتها بمفردها في الأردن حيث يقيم زوجها الذي توفاه الله قبل سنوات.

وحول هذا الموضوع، تقول محدثتنا إنها تعرّفت على رجل أردني مقيم في دبي قبل نحو 8 سنوات عن طريق السكايب، كانت حينها في الـ 34 من عمرها.

أخبرها الرجل الأردني الذي كان موظفا في دبي أن لديه زوجة واحدة في الأردن وأنه يريدها كزوجة ثانية.

صدّقت ليندة كلامه وأقنعت أهلها بأنه الرجل المناسب الذي ستمضي معه حياتها، فوافقت الأسرة عليه، وأقامت مأدبة عشاء بسيطة للإعلان عن زواج ابنتها.

سافرت محدثتنا إلى دبي في جوان 2013، وهناك في مطار دبي كان الزوج في انتظارها، حيث أخبرها أنه لا يمكنه زيارة الجزائر بسبب ظروف عمله.

وعلى عكس الزيجات التي تتم بهذه الطريقة، حيث تتفاجأ المرأة بمصائب في انتظارها، وجدت ليندة زوجها إنسانا خلوقا، مصليا وميسور الحال، وقد طمأن والدتها بأن ابنتها ستكون في أمان معه.

وبالفعل، عاشت معه لمدة سنة كاملة حياة مستقرة لا تشوبها المشاكل، غير أنه اعترف لها أن لديه ثلاث زوجات في الأردن وليس زوجة واحدة كما أخبرها.

لم يؤثر هذا الأمر كثيرا على علاقة ليندة بزوجها، وقامت بزيارة أهلها في سطيف دون أن يكون في نيتها أن لا تعود إليه، ولكن ما حدث بعد أن انتهى عقد عمله في دبي بعد سنة من زواجهما، جعلها تبدأ عهدا جديدا من المشاكل.

ففي الوقت الذي عاد فيه زوجها إلى بلده، زارت ليندة مدينتها وكانت على وشك الولادة، وهي لا تملك عقد زواج أو دفتر عائلي لتسجل فيه طفلها القادم لأنها لم تتمكن من الحصول على شهادة إقامة في دبي، بل كانت تحمل فيزا سياحية لا تعطيها الحق في تسوية وضعيتها كزوجة.

وعندما اقتربت لحظة ولادتها، ذهبت إلى مستشفى الأم والطفل بسيطف وبعد أن وضعت مولودها الذكر اعتبر مجهول النسب لأنه لا يملك دفترا عائليا رغم أن والده أرسل إلى زوجته وثائقه الرسمية التي لم يُعترف بها في المستشفى باعتباره أجنبيا.

دخلت أسرة ليندة، بما فيه إخوتها في صراع مع المستشفى لانتزاع حق الطفل في اسم والده الأردني، ولكن الإدارة اعتبرت أن الأمر يعتبر خرقا للقانون، فاضطرت محدثتنا في الأخير أن تلقب ابنها على لقبها.

لم تنته مشكلة ليندة عند هذا الحد، فأرادت أن تسافر بعد ولادتها إلى الأردن من أجل أن تحصل على وثائق ابنها، ولكن أول مشكلة واجهتها سعر التذكرة لأنها كانت بدون عمل.

ومن أجل أن تثبت حق ابنها في اسم أبيه، استلفت مبلغا كبيرا وسافرت إلى الأردن عبر تركيا، وهناك واجهت مصاعب كثيرة في المطار ولكنها وجدت بعض الجزائريين الذين قدّموا لها ما تحتاج إليه من مساعدة.

وصلت ليندة إلى الأردن، وقد أخبرها زوجها من قبل أن ابنه من إحدى زوجاته توفي فجأة، وأنه غير مستعد لحل مشاكلها، ولكنها أصرّت على الذهاب، وهناك كادت تلقى حتفها لأن واحد من ربائبها كان سيطلق عليها النار، ولولا أقارب زوجها الذين ساعدوها على الهرب لكانت في عداد الموتي.

وحول هذا الموضوع، تقول ليندة إنها عاشت لحظات مرعبة وكأن الأمر يتعلق بفيلم” أكشن” وليس حقيقة شاهدتها بأم عينيها.

وكل هذه المخاطر التي تعرضت لها ليندة لم تثنها على حل مشكلتها، فاعتمدت على نفسها في استخراج وثائق ابنها وعانت كثيرا قبل أن تحصل عليها لأن زوجها تخلى عنها وقال إنه لن يدفع فلسا واحدا لاستخراجها.

عادت ليندة مرة أخرى إلى الأردن رفقة أختها لاستكمال استخراج الوثائق حينها كان زوجها قد فارق الحياة بسبب إصابته بالسرطان، وعادت إلى الجزائر بالعقد الشرعي والدفتر العائلي، ولكنها لم تحصل على حقوقها المادية ولا حقوق ابنها الذي فقد حقه من الميراث، ناهيك عن الديون التي لم تسدّدها للشخص الذي استدانت منه نحو 18 مليون للذهاب إلى الأردن.

عيوب الزواج عبر الانترنت

قبل أن تفكري في الارتباط عبر الانترنت، عليك أن تعلمي أن هذا الزواج:

– يفتقر إلى الصدق في غالب الأحيان، فالكثير من الرجال ينشؤون حسابات وهمية للتسلية والابتزاز فقط.

– بعض الرجال المتزوجين يقيمون علاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التخلص من الملل في حياتهم الزوجية.

– الوعود المقدمة من طرف الرجل أكثرها وهمية الغرض منها استمالة الطرف الآخر وحمله على الموافقة على الزواج.

– الزواج عبر الانترنت قليلا ما ينجح وذلك راجع للاختلافات الكبيرة في البيئة الثقافية والاجتماعية
اتخاذ الاحتياطات.

إذا كان لا بد من هذا الزواج، فينبغي التأكد بعض الأمور التي تضمن الحقوق للطرفين خاصة المرأة:

– من الضروري جدا أن يتدخل الأولياء كطرف ثالث وفعال في إدارة هذه العلاقة.

– يجب أن تتعرف عائلة المرأة على عنوان الرجل ومكان عمله.

– يجب التأكد بأن هذا الزواج سيكون في إطار من الدقة والأمان.

– لابد من توفر الضوابط الإسلامية والأخلاقية في هذا الزواج.

– يجب أن تتوفر طرق للتحقق من صدق المعلومات التي يعطيها الطرفان لبعضيهما.

– من المهم جدا أن يكون هناك تعارف ولقاء بين عائلتي الطرفين في أرض الواقع وليس المواقع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • عادل

    سامحوني بصح انا نتشفا فللي تخلي ولاد بلادها و تجري وراء ناس الشام، تحسابلها صح كيما فلمسلسلات

  • ناصر

    الزواج المختلط يجب ان يتم عن طريق التمثيليات الرسمية لبلدي الزوجين وإلا فلا، نحن لا نعيش الآن في قرى ومدن كل ساكنيها يعرف بعضهم البعض، نحن نعيش في عالم دوله تفصلها حدود وتنظمها قوانين وإجراءات ووثائق، من تجاوزها لا يلومن إلا نفسه حتى في الحي الواحد يجب التحصن بالقانون والتوثيق في كل عقد واتفاق فيه حياة ومال وبشر .......... !

  • خليفة

    الطمع يفسد الطبع ،و قد قلنا مرارا و تكرارا ان الزواج بالاجانب مصيره الفشل ،و كثير من الجزائريات يبحثن عن سعادة مزعومة من زواج غير مضمون النتاءج ،انهن كمن يطارد طيف دخان ،مات الزوج و ماتت معه اسراره ، و ترك وراءه زوجة مسؤولة عن ابن محروم من الميراث و مثقلة بديون عليها للاخرين ،اين هي السعادة المزعومة من هذا الزواج ؟

  • فاكهة الجبل

    كانت رابعة بعد الصلاة تسبح وتقرأ القرآن ما تيسر وتحمد الله على نعمه لم تتصل برجل لتخبره ان وقت العشاء قد حان ولم يرد لان هناك من يطبخ له عشاء مختلف وتصبح الايادي التي طبخت اول مرة هي الاطيب

  • جزائري معترب

    وهل المتزوجات من جزائريين في قمة السعادة والرفاهية والفرح والسرور...ههههههه وكيف يكون التعارف بين العائلتين إذا كانت الجزائر من شبه المستحيل الحصول على فيزا زيارة؟؟ والمعاملة الجافة في القنصليات الجزائرية للأسف. طرفة: سائح وصل الجزائر وركب في التاكسي، في الطريق طلب من السائق ان يذهب به إلى أكثر مكان يحبه أهل البلد ويزوروه باستمرار، فرجع به إلى المطار...... يتناحو قاع

  • مغترب

    نصائح قمة للمرأة المقبلة على الزواج عن بعد

  • محمد

    الطمع. لو كان ابن بلدها او بنت بلده لما رضو به بمثل هته الشروط