السردين… فرصة المستهلكين!

تشهد الأسواق المحلية عبر مختلف ولايات الوطن، هذه الأيام انهيارا في أسعار السردين، التي وصل سعرها إلى أقل من 200 د.ج، فيما انخفض سعر السردين صغيرة الحجم في بعض المناطق الساحلية إلى ما دون الـ 100 د.ج، وهو ما أثار جدلاً، حول حجم الأسماك المعروضة للبيع.
وفي السياق، اتصلت “الشروق” اليومي بالمختصين في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، لمعرفة موقفهم مما يتم الترويج له بشأن التهديدات التي تحيط بالثروة السمكية في السواحل الجزائرية، التي سجلت هذه السنة وفرة في إنتاج السردين، وصل خلال فصل الذروة إلى حدود 100 طن يوميا في بعض موانئ الصيد، فيما يتراوح المعدل اليومي على 14 ولاية ساحلية بين 20 و30 طنا يوميا من السردين، وهو ما انعكس على الأسعار.

كريم باني: الصيادون يملكون الوعي الكافي للحفاظ على الثروة السمكية
كشف رئيس الغرفة الجزائرية للصيد البحري وتربية المائيات، كريم باني، في اتصال لـ”الشروق”، بأن انهيار أسعار السردين في الأسواق هذه الأيام يرجع أساسا إلى وفرة المنتج خلال هذه الفترة، عبر مختلف موانئ الصيد الجزائرية، مؤكدا بأن نسبة 20 بالمائة من حصة الصيد للسردين صغيرة الحجم مسموح بتسويقها قانونا، وأن استهلاكها لا يضر بصحة المستهلك، بل بالعكس من ذلك فهي صحية وغنية بالبروتينات والفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
وفند رئيس الغرفة بأن يكون صيد السردين من الحجم الصغير يهدد الثروة السمكية بالجزائر، لأنه وحسبه، فإن هذا النوع من السمك هو من الأسماك المهاجرة، التي تتبع ظروفا مناخية معينة وتوفر الغذاء، مضيفا بأن الصيادين والمهنيين يملكون الوعي الكافي، للحفاظ على الثروة السمكية وعدم اصطيادهم للأسماك صغيرة الحجم إلاّ في حدود النسبة المحددة قانونا والمقدرة بـ20 بالمائة، وهي الكمية التي تعلق في الشباك ولا يمكن للصياد فرزها.
وأكد المتحدث بأن قوارب الصيد تخضع لمراقبة شديدة من طرف حراس السواحل، الذين يتكفلون بمراقبة المنتج في الميناء وحتى في عرض البحر ولا يسمحون بأية تجاوزات حول نوعية السمك التي يتم إخراجها من البحر.
وأوضح باني أن وفرة المنتج وانهيار أسعار السردين يثير قلق بعض الأطراف، على الرغم من أن ذلك يصب في مصلحة الصيادين والمواطنين على حد سواء، لأنّ وفرة الإنتاج من شأنها خلق ديناميكية تجارية في الأسواق، ببيع كميات معتبرة من السمك تعود بالفائدة المادية على الصياد، فيما يستفيد المواطن من استهلاك السمك بسعر منخفض، خاصة خلال هذه الفترة التي تعرف بفترة الذروة والتي غالبا ما تمتد من أواخر شهر ماي إلى غاية بداية شهر أكتوبر، حيث ستستمر أسعار السردين في الاستقرار، ما يمكن المستهلك من استهلاكها بثمن في متناوله.

مدير الصيد البحري للعاصمة: معدل إنتاج يومي بين 20 و30 طنا
من جهته، أكد مدير الصيد البحري وتربية المائيات لولاية الجزائر العاصمة، قادري شريف، لـ”الشروق”، بأن موانئ الصيد البحري عبر 14 ولاية ساحلية، تشهد هذه الأيام وفرة في منتج الأسماك السطحية الزرقاء، وبالخصوص السردين، خاصة خلال هذه الفترة التي تعتبر فصل الذروة في الإنتاج، حيث يتراوح المعدل اليومي بين 20 و30 طنا، فيما وصل إنتاج بعض الموانئ في اليوم إلى حدود 60 و100 طن، وهو ما انعكس على الأسعار التي انخفضت بشكل كبير في الأسواق المحلية.
وأضاف قادري بأن وفرة المنتج هذه السنة من السردين، يرجع أساسا إلى تحسن الظروف المناخية، والتيارات البحرية الدافئة والتي تساعد على ظهور العوالق البحرية بكثرة، وهي كائنات مجهرية يتغذى عليها السردين، ما سمح بوجود كميات هائلة من السردين في السواحل الجزائرية، لأن هذا الصنف من الأسماك السطحية الزرقاء وبالخصوص السردين، أسماك مهاجرة تتبع أماكن توفر الغذاء، وأن صيدها خلال هذه الفترة لا يؤثر إطلاقا على الثروة السمكية في الجزائر. وعن الحجم التجاري للأسماك المسموح بتسويقها، أوضح شريف قادري بأن سمك السردين والمصنف من بين الأسماك السطحية الزرقاء، ليست لديه فترة راحة بيولوجية، على عكس أسماك العمق التي تلجأ إلى السواحل من أجل وضع بيضها خلال فترة معينة من السنة، ولها فترة بيولوجية تستمر على مدار أربعة أشهر كاملة، يمنع فيها الصيد للسماح لها بالتكاثر.
وشدد المتحدث على أن فرق حراس السواحل تقوم بعمليات المراقبة اليومية لقوارب الصيد في عرض البحر وعند وصولها إلى الميناء، للوقوف على مدى مطابقة المنتج للمعايير المسموح بها قانونا، وأن ما نسبته 20 بالمائة من منتج السردين خارج الحجم التجاري مسموح بتسويقه قانونا. كما أن مصالح وزارة الصيد البحري وتربية المائيات تقوم بعمليات تفتيش ومراقبة بصفة مستمرة لإحباط أية محاولة من شأنها المساس بالثروة السمكية الوطنية.