-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشارع يتساءل بمرارة: لماذا لا يلعب عبدون وبودبوز يا سعدان

الشروق أونلاين
  • 36021
  • 0
الشارع يتساءل بمرارة: لماذا لا يلعب عبدون وبودبوز يا سعدان

الساعة منتصف النهار والنصف أطلق الحكم صفارة مباراة الجزائر سلوفينيا، ودقت معها أبواق المونديال، 90 دقيقة فضلنا فيها أن نشاهد أجواء ما وراء المباراة، غير أن زحمة المرور عطلت وجهتنا الأولى من مقر الجريدة نحو مستشفى مصطفى باشا، الكثير من الجزائريين ضيعوا نصف ساعة‭ ‬من‭ ‬وقتهم‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬لحظات‭ ‬وفقط‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬هدأ‭ ‬إلا‭ ‬أبواق‭ ‬المونديال‭ ‬ولولا‭ ‬الشمس‭ ‬الحارقة‭ ‬لاعتقدنا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بلحظات‭ ‬الإفطار‭ ‬في‭ ‬رمضان‭.‬

  • الواحدة وخمس دقائق وصلنا مستشفى مصطفى باشا، خفت حالة الاكتظاظ، دخلنا دون أن نكشف هويتنا الصحفية، فيما كان فريق أعوان الأمن متجمهرين حول جهاز الراديو، بدا كل شيء خاويا عن آخره، خفت الحركة حتى من الممرضين والأطباء،  دخلنا قسم الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا، حتى‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬خاويا‭ ‬عن‭ ‬آخره‭.‬
  •  
  • حتى‭ ‬المرض‭ ‬مؤجل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬90‭ ‬دقيقة
  •  حتى قسم الاستعجالات بقسم مستشفى مصطفى باشا كان خاويا هو الآخر، خفت الحركة، عدا من إحدى المٌمرضات التي يبدو أنها كانت بالمداومة، اقتربت مني وراحت تسألني هل من شيء؟ قبل أن تفاجئني بقولها قائلة : “يبدو أن الجزائريين لم يمرضوا في 90 دقيقة من مباراة الخضر “.
  • اتجهنا بعدها إلى مصلحة الاستعجالات الخاصة بالأمراض الصدرية، حيث قيل لنا إنها عرفت حالة من الاحتقان طوال اليومين الماضيين بسبب ارتفاع درجات الحرارة، هناك لم نجد غير إحدى المسنات الطاعنات في السن، وهي تنتظر أن يرد عليها أحد، فيما كان ابنها يحمل هاتفا نقالا براديو ويضع كاتم الصوت في أذنه، قبل أن يقتحم حجرة الانتظار شخص يحمل بين يديه رضيعا لم يتجاوز عمره “15 يوما” والذي كان متأثرا بارتفاع درجات الحرارة، وهو يسأل قائلا أين الطبيب؟ “ابني يموت … “. فيما بدا واضحا أن الشاب الذي كان مُنهمكا في سماع تعليق المباراة من‭ ‬راديو‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال،‭ ‬يحاول‭ ‬إقناعه‭ ‬بالهدوء‭ ‬والتعقل،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منه‭ ‬لسماع‭ ‬معلق‭ ‬المباراة‭.‬
  • الغريب ونحن نتجول بين أجنحة مستشفى مصطفى باشا، أن مرضى المستشفى كانوا معنيين بالمباراة، فاكتظت بعض الأجنحة، بالمرضى  والزوار معا، حتى أنه لم تعد تعرف من هو المريض ومن هو السليم بعد أن تعالت الصيحات، على إثر ضربة مطمور التي كادت أن تدخل وتكون هدفا.
  •  
  • ما‭ ‬بين‭ ‬الشوطين‭ ‬‮”‬أين‭ ‬بودبوز‭ ‬يا‭ ‬سعدان‭ ‬؟‮”‬
  • انتقلنا إلى واحد من بين أكثر الشوارع حركية “حسبة بن بوعلي” خفت الحركة نهائيا، اللهم إلا إحدى السيارات التي كان ينطلق منها عاليا صوت منشط المباراة من الراديو وهو يصيح قائلا “ضيعتها ياحليش …”، يوقفه للحظات شرطي ساحة أول بالقرب من نافورة الماء التي توقفت هي الأخرى، ويسأله عن نتيجة المباراة قائلا له: “لقد سمعت صيحات المشجعين من المنازل” يرد عليه قائلا : “لا تزال النتيجة على حالها صفر لصفر لكن لماذا لم يقحم سعدان  بودبوز”، ليسأله الشرطي “وهل غزال ضمن التشكيلة؟”، يرد السائق “لا، جبور يلعب كمهاجم”.
  • لحظات، لا أكثر، يبدو أن حكم المباراة صفّر على نهاية الشوط الأول، خرج الجزائريون، وبدت من ملامحهم علامة الارتياح لمنتخب بدا واثقا من تسجيل نتائج إيجابية في الشوط الثاني، اقتربنا من “بيتزيريا” التي كان يشغّل صاحباها جهاز التلفزيون، حيث كان عدد كبير من الجزائريين متمسكين  بأماكنهم، وفي أقل من ثانية من صفارة الحكم، تحولت “البتزيريا” إلى قاعة مناقشات وتحول كل مناصر إلى محلل رياضي، أحدهم يرفع صوته قائلا “لا أزال لا أعرف لماذا لم يُقحم سعدان بودبوز”، يرد عليه آخر، “لقد كان ممتازا، زياني ويبدة مررا كرات رائعة لحليش‭ .. ‬‮”‬‭.‬
  • في الشوط الثاني من المباراة، توجهنا إلى مستشفى بارني بالعاصمة لم يختلف هو الآخر عن سابقه، حيث لا حركة فيه، موقف السيارة به كان خاويا، وكأننا لسنا داخل مستشفى، لم يسألنا عون أمن المستشفى أين نذهب، كانت درجة الحرارة لا تطاق، ولم نصادف غير سيارة “كليو” بيضاء اللون،‭ ‬وهي‭ ‬تهم‭ ‬للخروج‭ ‬بسرعة‭ ‬جنونية،‭ ‬ربما‭ ‬لمشاهدة‮ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬المباراة‮”‬‭.‬
  •  
  • ما‭ ‬بعد‭ ‬‮”‬خطيئة‮” ‬غزال‭ .. ‬
  • بعد لحظات من  بداية الشوط الثاني .. دخل غزال محل جبور، بدا المعلق الجزائري متفائلا بقوله  “هل ستطرد النحس يا غزال”، وطيلة 12 دقيقة لعب فيها غزال، اختلفت فيها آراء الجزائريين، بين راض وبين خائف، من أن يضيع أهدافا محققة، توقفنا لحظتها داخل ساحة مقام الشهيد، حيث تم نصب شاشة عملاقة، لمشاهدة المباراة، بدا البعض من المناصرين مستغربا لدخول غزال، فيما ردد بعضهم “بودبوز، بودبوز”، 12 دقيقة مرت بعد دخول غزال، بطاقة صفراء ثانية، بسبب محاولة تسجيله هدف باليد.. لقطة، تم إعادتها مرتين، جعلت المتفرجين من مناصري الخضر يصرخون‭ ‬‮”‬أنت‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬وليست‮ ‬مباراة‭ ‬كرة‭ ‬يد‭ .. ‬ماذا‭ ‬فعلت‭ ‬يا‭ ‬غزال‭ .. ‬بطاقة‭ ‬حمراء،‭ ‬ذكرت‭ ‬البعض‭ ‬بما‭ ‬فعله‭ ‬‮”‬كوفي‭ ‬كوجيا‮”‬،‭ ‬كيف‭ ‬سيكمل‭ ‬منتخبنا‭ ‬اللعب‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬محاربين‮”‬‭.‬
  •  
  • هدف‭ ‬سلوفينيا‭ .. ‬والعرق‭ ‬البارد
  • .. هدف سلوفينيا، لم يكن متوقعا بالنظر إلى حماسة المنتخب الوطني، بالرغم من لعبه المباراة بـ 10 لاعبين، 79 دقيقة هدف مفاجئ غيّر مجرى المباراة، وصبب العرق البارد للجزائريين أو بالأحرى .. أخيرا نزل العرق البارد، بعض الجزائريين خرجوا من منازلهم وعادوا إلى مقرات‭ ‬عملهم،‭ ‬وآخرون‭ ‬كانوا‭ ‬يُطلون‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الشرفات‭ ‬ممسكين‭ ‬بأيديهم‭ ‬على‭ ‬رؤوسهم،‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬هدأ‭ ‬إلا‭ ‬أبواق‭ ‬المونديال‭ .. ‬تحول‭ ‬طنينها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬ألم‭ ‬وصداع‭ ‬عكر‭ ‬على‭ ‬الجزائريين‭ ‬متابعة‭ ‬المباراة‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬دقيقة‭.‬
  • 10 دقائق وتنتهي المباراة، كثيرون كانوا يأملون في تعديل النتيجة، صفر الحكم، انتهت المباراة، البعض خرج، والبعض فضل النوم ، والبعض فتح محله، وكثيرون هم أولائك الجزائريين ممن اتجهوا لتحليل المباراة التي لن تنتهي تحليلاتها .. وربما لن تنتهي إلى ما بعد المونديال‭.  ‬ 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!