-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشاعر محمد جربوعة يرثي الراحل عثمان سعدي بقصيدة

الشروق أونلاين
  • 1463
  • 0
الشاعر محمد جربوعة يرثي الراحل عثمان سعدي بقصيدة
أرشيف
محمد جربوعة

بَكَرَتْ تعزّيني، تقول عُمانُ… صبرْا، ولكن مَن تُرى عثمانُ؟
(كنّا..)- أقول لها أحاولُ شرحَهُ…صوتينِ لم تفهمهما الآذانُ
عثمان هذا يا عمانُ قضيةٌ…أخرى لنا، كبرى، هي العنوانُ
عثمان شيخ لا قميص له ولا…من يحملون قميصه إن هانوا
عثمان عمّي في الطريق، أخو أبي…عمّي..وأعمام الفتى أعوانُ
عثمانُ حارس قلعة الضاد الذي…حفظ الهوى في قلةٍ ما خانوا
هذا الممدّدُ في غيابي صاحبي…ببياضها كم تؤلمُ الأكفانُ
جذع يُشيّع يابسا في حزنه…أترى ستفهم حزنَه الأغصانُ؟
أنا لو حضرتُ، لكنتُ حاملَ نعشه…ولما سوايَ حثا الثرى دفّانُ
لكنّ لي عذري، وقد حكمت بنا…أقدارنا، وتباعدت بلدانُ
قالت: (ترجّلَ)؟ قلتُ: في أقوامنا…في الموت لا يترجل الفرسانُ
يمضون نحو القبر ملء أكُفّهِم…لُجُمُ الجياد الدُّهمِ والأرسانُ
ويُشَيَّعون بخيلهم لقبورهم…فوق السروج كما عليها كانوا
عثمان هذا يا عمانُ محاربٌ…ممن قست في حقه الأوطانُ
هو نخلة أخرى تخرّ حزينةً…كم كسّرتْ نخلاتِنا الأحزانُ

عثمان سعدي.. ومضات في المسيرة
من مواليد 1930 بقرية ثازبنت ولاية تبسة، ناضل منذ شبابه المبكر في حزب الشعب الجزائري، وانخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها وعمل في ممثليها بالمشرق العربي، متخرج من معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة عام 1951، حاصل على الإجازة في الآداب من جامعة القاهرة سنة 1956 والماجستير من جامعة بغداد سنة 1979 والدكتوراه من جامعة الجزائر سنة 1986، مناضل في جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها، أمين دائم لمكتب جيش التحرير الوطني بالقاهرة في أثناء الثورة المسلحة، رئيس البعثة الديبلوماسية بالكويت 1963 ـ 1964، قائم بالأعمال بالقاهرة 1968 ـ 1971، سفير في بغداد 1971 ـ 1974، سفير في دمشق 1974 ـ 1977، عضو مجمع اللغة العربية الليبي في طرابلس بليبيا، عضو المجلس الشعبي الوطني من 1977 إلى 1982، عضو باللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني من 1979 إلى 1989، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية منذ عام 1990، رئيس لجنة الإشراف العلمي على إعداد المعجم العربي الحديث، الذي تبنى إصداره الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بالثمانينيات، ولم يكتب له الصدور، حاصل على جائزة مؤسسة الفكر العربي سنة 2005.
مؤلفاته:
ـ تحت الجسر المعلق (مجموعة قصصية 1973)، هي أحداث حقيقية بالثورة الجزائرية صيغت في قالب قصصي.
ـ دمعة على أم البنين (رواية)، مرثية زوجة المؤلف.
ـ “قضية التعريب في الجزائر”، بيروت 1967، القاهرة 1968: دراسة نبهت، مباشرة بعد استقلال الجزائر، إلى خطورة الإبقاء على هيمنة اللغة الفرنسية على إدارة الدولة الجزائرية المستقلة.
ـ “عروبة الجزائر عبر التاريخ”: دراسة تاريخية تثبت عروبة الجزائر والمغرب العربي منذ التاريخ القديم.
ـ “الثورة الجزائرية في الشعر العراقي”: طبع في بغداد 1981، الجزائر 1985 و2001، عمل ميداني قام به المؤلف عندما كان سفيرا في بغداد، فجمع 107 شاعر وشاعرة من العراق، نظموا 255 قصيدة في الثورة الجزائرية، منهم شعراء كبار كمحمد مهدي الجواهري، وبدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، ونازك الملائكة، وغيرهم.
ـ “قضية التعريب في الجزائر: كفاح شعب ضد الهيمنة الفرنكفونية”، طبع في الجزائر 1993، دراسة بخصوص هيمنة اللغة الفرنسية على إدارة الدولة الجزائرية، وتهديدها للسيادة الوطنية ولاستقلال البلاد.
ـ “الأمازيغ عرب عاربة”، طبع في الجزائر 1996، طرابلس ليبيا 1998، كتاب يؤكد عروبة الأمازيغ البربر، ويبين أن التشكيك في ذلك هو مناورة للاستعمار الفرنسي الجديد بهدف شق الوحدة الوطنية، واستمرار سيطرة الفرنكفونية على الجزائر وبلدان المغرب العربي الثلاثة: تونس، الجزائر، المغرب، وموريتانيا من خلال هيمنه اللغة الفرنسية على دولها.
ـ “الثورة الجزائرية في الشعر السوري”: طبع في الجزائر2005، وهو عمل ميداني قام به المؤلف عندما كان سفيرا بدمشق في السبعينيات من القرن الماضي، جمع خلاله 199 قصيدة قالها 64 شاعرا وشاعرة في الثورة الجزائرية، ويضم شعراء كبارا من أمثال سليمان العيسى، ونزار قباني وغيرهم.
ـ وشم على الصدر (رواية)، الجزائر 2006
ـ “معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية”، طبع في الجزائر 2007 ونشره مجمع اللغة العربية في طرابلس ليبيا، يبين أن الأمازيغية ـ البربرية هي لهجة منحدرة من العربية الأم منذ آلاف السنين كالآشورية والبابلية والكنعانية والآرامية، وغيرها، مؤكدا أن تسعين في المائة من كلماتها عربية عاربة أو مستعربة. بجمع تسعة آلاف كلمة.
ـ “في ظلال قيرطا قسنطينة”، رواية.
ـ “الجزائر في التاريخ”، كتاب حول تاريخ منذ القدم مرورا بكل مراحلها إلى دخول الاحتلال الفرنسي.
ـ مئات المحاضرات والمقالات الصحفية والأوراق التي ساهم بها في ندوات عربية وعالمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!