-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني لـ"الشروق":

الصهاينة لم يتمكنوا من النيل من شعبنا والسلطة ليست في مستوى التضحيات

الصهاينة لم يتمكنوا من النيل من شعبنا والسلطة ليست في مستوى التضحيات

يؤكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، أن الاحتلال الصهيوني فشل في تركيع الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وأرض أجداده، مقابل غضب وهوان كبيرين للسلطة الفلسطينية.

ويقول دلياني التي يتولى منصب رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدس، لـ”الشروق”، إن الكيان الصهيوني نظام فصل عنصري يحرم المسلمين والمسيحيين من حرية العبادة.

هل فشل الكيان الصهيوني في تركيع الفلسطينيين وتهجيرهم ونحن في الشهر الرابع لحرب الإبادة؟

بالتأكيد أن الكيان الصهيوني فشل في السابق ومازال يفشل الآن في تركيع الشعب الفلسطيني وتهجيرنا حتى وهو يدخل الشهر الرابع من هذه المجازر والحرب الإبادية التي في معدلها اليومي يرتقي فيها 250 شهيد وشهيدة، وهو أضعاف ما عُرف في حروب القرن 21، وبالرغم من هذه الشراسة والإجرام إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من النيل من تمسك أبناء شعبنا بأرضنا وحقوقنا وقضيتنا الوطنية.

الكثير من اللوم وقع من المتابعين على السلطة الفلسطينية، بدعوى أنها لم تكن في مستوى تضحيات الفلسطينيين، ما واقعية هذا الطرح؟

ليس فقط المتابعون هم من يلقون اللوم على السلطة الفلسطينية بكونها ليست على مستوى التضحيات، بل أبناء شعبنا بل الغالبية العظمى من حركة فتح التي يرأسها الرئيس محمود عباس، تخلت عن النظام السياسي الفلسطيني الذي ضعف بشكل كبير خلال فترة رئاسة محمود عباس، حيث إن هذا النظام السياسي يبدو مليئا بالفساد، مليئا بالضعف والوهن وتحكمه علاقته مرفوضة فتحاويا وشعبويا مع الاحتلال الصهيوني.

للأسف القيادة الحالية للنظام السياسي الضعيف اختارت أن تتقوقع في ركن المصالح الأمنية الإسرائيلية لضمان وجودها في مناصبها على المصلحة الوطنية الفلسطينية، فنرى أن هذا النظام السياسي الوهن هو يجري بدون انتخابات، آخر انتخابات رئاسية كانت في 2005 وآخر انتخابات تشريعية جرت عام 2006، ثم قام الرئيس محمود عباس بصفته على رأس الجهاز التنفيذي بإقصاء الجهاز التشريعي الرقابي بإلغاء المجلس التشريعي ثم استحوذ على السلطة القضائية من خلال تشكيل مجلس أعلى هو يرأسه بنفسه، فأصبحت جميع السلطات بيد رجل واحد.

ومثل هذا النظام لم ينجح في التاريخ، وبالتأكيد وفي حالتنا الفلسطينية وخاصة أننا تحت الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذا النظام أضعف من أن يرقى لمستوى تطلعات شعبنا الفلسطيني، وقد رأينا ذلك ليس خلال حرب الإبادة التي تقوم بها دولة الاحتلال الصهيوني طيلة 4 أشهر في قطاع غزة، بل رأيناه منذ أكثر من 10 سنوات والاستيطان يستفحل في الضفة الغربية كالسرطان، والمسجد الأقصى يُدنس من المستوطنين والتغاضي الإسرائيلي الكامل للقضايا الوطنية وللمسار السياسي، وتراجع كامل للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، كل هذا ترافق مع خدمات أقل لأبناء شعبنا مثل التعليم والصحة وغيرها من الأمور، ووزارة الخارجية التي كانت فترة الشهيد ياسر عرفات شعلة نار ومحراب المقاومة السياسية أصبحت الآن مجرد مركز لصرف الأموال وتوظيف المقربين.

ماذا يعني جر الكيان الصهيوني لمحكمة العدل الدولية من طرف جنوب إفريقيا؟

جر الكيان لمحكمة العدل الدولية من قبل جنوب إفريقيا، يحمل دلالات كثيرة، أولها أن هذه المرة الأولى التي تُقدم فيها دولة الاحتلال التي ترتكب جرائم حرب منذ إقامتها العام 1948 إلى العدالة الدولية، وهذا يكون بدءا  لمشوار الحساب وتصفية الحسابات في العدالة الدولية مع دولة الاحتلال.

ثانيا، هذه المرة الأولى التي يستطيع فيها أي طرف وفي هذه الحالة جنوب إفريقيا، أن ترمي في وجه الاحتلال سردا لجرائمه وتشرح للعالم بدون أن تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي حتى بأي نوع من التشويش، فهذه المرة الأولى التي يستمع المتابع لمرافعة جنوب إفريقيا وسردها لجرائمها بدون أن تتمكن دولة الاحتلال الإسرائيلي من تهديدها أو التشويش عليها أو اتهامها بمعاداة السامية.

ثالثا، تبرز هذه القضية عمق العلاقة الفلسطينية مع جنوب إفريقيا، ونحن نعلم علاقة الشهيد ياسر عرفات مع الرئيس الراحل نيلسون مانديلا، ونحن نعلم كيف كانت حركة فتح مساندة لحركة التحرر الجنوب افريقية، في مقابل كانت دولة الاحتلال مساندة للنظام التمييز العنصري، والآن تأتي جنوب إفريقيا بعدما تحررت لترد الجميل لفلسطين، وهذا يدل ليس على الصداقة التاريخية فقط بل يدل على عمق وبعد النظر السياسي الاستراتيجي الذي تمتعت به القيادة الفلسطينية في مرحلة ما، وكم تفتقده القيادة الفلسطينية الحالية.

تتولى منصب رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، من هذه الصفة كيف ترون واقع حرية العبادة لأبناء شعبنا من مسيحيين ومسلمين في ظل الاحتلال؟

بالنسبة لحرية العبادة للمسلمين والمسيحيين في فلسطين، دولة الاحتلال الإسرائيلي بطبيعتها العنصرية الرافضة للغير تسلب حق حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين.

هنالك الآلاف من المسلمين والمسيحيين، بل مئات الآلاف هنالك أكثر من مليوني فلسطيني في غزة لا يستطيعوا أن يؤدوا شعائرهم وصلواتهم بحرية في المسجد الأقصى أو في كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وباقي سكان الضفة الغربية ممنوعون من الوصول إلى الأماكن المقدسة في القدس إلى بتصاريح يصعب استصدارها، وتصدر من الكيان الصهيوني بعدد قليل من الناس وبشروط تعجيزية  يفرضها الاحتلال، بالتالي لا توجد حرية عبادة  ولا ممارسة للشعائر الدينية، لأن دولة الاحتلال قائمة أصلا على رفض الغير واستهدافه، وحرية العبادة تعني القبول بالتنوع وهو الأمر الذي يرفضه الفكر الصهيوني أصلا وتمنعه دولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال حكمها العسكري المطبق على شعبنا الفلسطيني.

هل لديكم معطيات محددة بعدد الاعتداءات التي طالت الأديرة والكنائس على يد المتطرفين اليهود؟ وكذلك الاعتداءات التي طالت ولا تزال تطال رجال الدين المسيحيين؟

هنالك مسلسل من الاعتداءات ليس فقط على الكنائس بل على المساجد،  بل إن دولة الاحتلال تعمل على أن كل ما هو غير يهودي وكل من هو غير يهودي في مدينة القدس المحتلة هو مستهدف.

لذلك هنالك مسلسل من الاعتداءات، ممكن الاعتداء على المسجد الأقصى الذي يحظى بالتغطية الإعلامية الكبرى، لكن هنالك في نفس الوقت اعتداءات شبه يومية سواء على الكنائس أو رجال الدين المسيحيين، لأن كذلك جغرافيا قريبة من أحياء استوطن فيها الإسرائيليون سواء داخل أسوار البلدة القديمة في القدس أو خارجها، وحتى في الممرات والشوارع المؤدية إلى حائط البراق من ناحية القدس الغربية التي يسلكها المستوطنون ليلا نهارا.

فاستهداف الكنائس والأديرة والأملاك الكنسية ورجال الدين المسيحيين أمر يومي وسرده قد يطول، ولكن هنالك منشور على صفحات الأنترنت، لمن هو مهتم بها الأمر سرد بهذه الاعتداءات منذ اليوم الأول للاحتلال الإسرائيلي في العام 67 لمدينة القدس الشرقية ولغاية اليوم.

كيف ترون مستقبل القدس في أي حل سياسي مقبل قد يتوصل له الطرفان؟

مستقبل القدس في أي حل سياسي أنها عاصمة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران جوان، بدون أي انتقاص منها.

ونتذكر أن الشهيد ياسر عرفات دفع دمه وحياته ثمنا لهذا المبدأ ورفض في اتفاقية كامب ديفيد التنازل عن ذرة تراب واحدة من مدينة القدس، الأمر الذي يدعونا جميعا بأن نلتزم جميعا بهذا الخط الذي رسمه بدمه الشهيد ياسر عرفات، وأنه لن يكون هنالك أي حل للقضية الفلسطينية إلا بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، القدس على حدود الرابع من جوان، والتأكيد أيضا ولا تقل أهمية عودة اللاجئين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!