-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون ينصحون بالإقبال على الأعمال التضامنية والعبادات للتعافي

“الصيام الإلكتروني”.. هكذا يتخلص المدمنون من قيود “الريلز” والسوشل ميديا

مريم زكري
  • 750
  • 0
“الصيام الإلكتروني”.. هكذا يتخلص المدمنون من قيود “الريلز” والسوشل ميديا
أرشيف

ساعات طويلة يقضيها رواد الفضاء الأزرق و”السوشل ميديا”، أمام شاشاتهم يوميا في تصفح المواقع الإلكترونية ومقاطع “الريلز”، التي تزداد خلال شهر رمضان، وجعلهم الصيام توقفا عن الأكل والشرب فقط، وهو ما اعتبره رجال الدين والمختصون يشكل خطرا حقيقيا قد يفتك بصحة الشخص وقدراته العقلية والجسدية وإهمالا لدينه وعباداته.
وانطلقت حملات توعية ضد هذه العادة السيئة بالمساجد ودور القرآن، مع حلول شهر رمضان المعظم، يقودها مختصون ورجال دين، من خلال تنظيم محاضرات دينية ودروس مسجدية حول أهمية التخفيف من استخدام المواقع الإلكترونية، أو ما يعرف بـ “الصيام الإلكتروني” كعلاج ووقاية من “شبح” الإدمان، الذي يعد أخطر من الإدمان.

عدوى الإدمان انتقلت إلى الأمهات والمسنين
وفي السياق، كشفت فريدة رحال، أستاذة في العلوم الإسلامية ومدربة في مشروع وقاية الشباب من الآفات الاجتماعية لـ” الشروق”، عن وجود شريحة واسعة من الجزائريين تعاني من الإدمان الإلكتروني لساعات طويلة، يتراوح معدلها يوميا ما بين 8 إلى 9 ساعات، تضيع بحسبها في التنقل بين مختلف التطبيقات “أنستغرام، تيك توك، يوتيوب” وغيرها دون جدوى أو فائدة. وأضافت الأستاذة رحال أن الأمر لم يعد يقتصر على فئة الشباب والمراهقين فقط، بل إن عدوى الإدمان انتقلت لكبار السن والنساء الماكثات بالبيت، خاصة خلال شهر رمضان.
وأكدت المتحدثة أن الصيام الإلكتروني هو العلاج الحقيقي للإدمان الإلكتروني، من خلال تعبئة أوقات الفراغ بما ينفع والإقبال على العبادات والطاعات، وكذا الانخراط في العمل التطوعي والاجتماعي. كما نوهت إلى أن شهر رمضان فرصة ثمينة، من أجل التخلص من ذلك.

مدمنون حققوا الشفاء في رمضان
العادات السيئة التي تستهلك ساعات طويلة بمواقع التواصل الاجتماعي، التخفيف منها والابتعاد عنها لفترات قليلة، حتى يعيشوا حياتهم بشكل حقيقي ونافع، مستدركة في الوقت ذاته بأنه لا غنى عن تلك المواقع، لكن بوضعها في إطارها الصحيح وإعطائها الوقت المناسب لذلك.
ولفتت المتحدثة إلى أن فكرة “الصيام الإلكتروني” حقق بفضله عدد من المدمنين معجزة الشفاء، واستدلت بتجربة ميدانية قامت بها سيدة لمدة 30 يوما من صيامها عن موقع فيسبوك وتويتر تماما، حيث استطاعت قراءة القرآن الكريم بتدبر خلال شهر رمضان الماضي أكثر من السنوات السابق، إلى جانب قيامها بدورات لتطوير الذات وإنجازات أخرى على الصعيد الشخصي.

أمراض عضوية خطيرة يسببها الإدمان على مواقع التواصل
بالمقابل، حذر البروفيسور محمد كواش، مختص في الصحة العمومية، من الأضرار الصحية والنفسية والجسدية، التي تنجم عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل، قائلا إن الأمر يتسبب مع مرور الوقت في أمراض خطيرة، أولها إرهاق العينين خاصة أثناء استعمال الهاتف بالأماكن المغلقة ولفترة طويلة، وأضاف أن الإدمان الإلكتروني قد يفتك بخلايا الدماغ وتدميرها إلى جانب الإصابة بمرض الزهايمر في بعض الحالات، كما يؤدي إلى إصابة الشخص باضطرابات عصبية وصداع مزمن ونوبات القلق.. وأشار المتحدث إلى أن مراقبة الهواتف بشكل مستمر ودون انقطاع لساعات يتسبب في اضطرابات النوم، والإصابة لاحقا بالعزلة والاكتئاب والانفصام الاجتماعي، بسبب التعلق الكبير بمحتوى المواقع الإلكترونية، إلى جانب ارتفاع حالات السمنة وأمراض القلب نتيجة قلة الحركة والابتعاد عن ممارسة النشاطات والرياضة.
كما كشف البروفيسور كواش، أن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي يزداد خلال شهر رمضان والعطل، وهو ما يزيد الرغبة في السهر لساعات متأخرة وتغيير نظام الساعة البيولوجية، إلى جانب الإقبال الكبير على مشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية وقنوات الطبخ عبر اليوتيوب التي تأخذ حصة الأسد على حد قوله.

حجيمي: رمضان فرصة للإقلاع عن العادات السيئة
من جهته، صرح رئيس نقابة الأئمة، جلول حجيمي، بأن شهر رمضان فرصة كبيرة وعظيمة للتخلص من بعض الآفات والعلاج من الأمراض، من بينها الإدمان على استخدام المواقع الإلكترونية، مضيفا أن الأمر يقتضي استعمال أساليب نافعة من أجل الإقلاع عن أي ممارسات مشينة واستبدالها بطاقات إيجابية، خاصة وأننا في الشهر الفضيل. وأشار حجيمي إلى أن المساجد تلعب دورا هاما بخصوص ذلك، كونها حلقة قوية للتواصل مع المواطنين وتوعيتهم من خلال الدروس وخطب الجمعة لما فيها من فائدة لهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!