-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قرر تعيين من يخلفه في الجاحظية وكشف للشروق:

الطاهر وطار: لا أنكر جميل بوتفليقة ولكني أدعم لويزة حنون رغم أنها لن تنجح

الشروق أونلاين
  • 8886
  • 0
الطاهر وطار: لا أنكر جميل بوتفليقة ولكني أدعم لويزة حنون رغم أنها لن تنجح
الطاهر وطار/تصوير: يونس أوبعيش

“عمي الطاهر” الذي خضع منذ مدة إلى أربع حصص للعلاج الكيميائي بباريس، ورغم التعب استقبلنا في بيته، وبالضبط في مكتبته المليئة بروائع الأدب العربي والعالمي.

  • صاحب “الحوات والقصر” لا يزال متمسكا بقناعاته الإيديولوجية والسياسية، ولا يزال مسكونا بالإلهام الذي قرر تطويعه هذه المرة وتكييفه مع فترة مرضه ليكون جديده قريبا تصوفيا. فكانت دردشة خفيفة مع “الشروق” سافرنا من خلالها إلى مستشفى باريس ومسلسل الزيارات من الأصدقاء والأحباب وعدنا إلى الجزائر في عز تفاصيل حملة الانتخابات الرئاسية، ولم ينس وطار “الجاحظية” الكشف عن نية تنصيب من يخلفه.
  • * بعد فترة علاج في باريس، كيف تعامل عمي الطاهر مع فترة المرض، وهل حظيت بالمواساة التي كنت تأملها من الرفقاء والأصدقاء؟
  • تقبلت الوضع باستسلام المريض عندما يكون في حالة متقدمة. وأؤكد أن الأسابيع الثلاثة الأولى من دخولي المستشفى لا أذكر منها شيئا وانمحت من خيالي تماما، لأنني كنت في عالم جديد بكل مفرداته، إضافة إلى المضادات الحيوية.. كنت في سباق حقيقي مع الحياة. ولكن لا أستطيع أن أنكر وقفة الأصدقاء والأحباب المقيمين في فرنسا من شعراء وصحفيين وكتاب على غرار محمد حربي، محمد حلمي وزوجته، والغازي وأساتذة في الجامعة، إضافة إلى الدكتور واسيني الأعرج وزوجته زينب الأعوج. أحيانا أحس أن الأصدقاء يزيدون علي لشدة حرصهم رغم أن قصدهم التخفيف عني. إضافة إلى اتصالات من الجزائر على غرار أصدقاء لم التقهم منذ فترة الدراسة في جامعة ابن باديس وجامع الزيتونة ولا أنسى الاطمئنان عبر بريدي الالكتروني من كل دول العالم : الأردن وقطر وتونس وعمان، باختصار لم افقد الصلة بعالمي. أحسست أن الجاحظية انتقلت من رضا حوحو إلى باريس.
  • * سمعنا انك زرت مقر الجاحظية مباشرة بعد عودتك إلى الجزائر رغم التعب، هل استدعى الأمر هذه التضحية؟
  • فعلا زرتها، بل واشتغلت في المقر أيضا على مدار يومين كاملين، لأنه ثمة أشياء استدعت تدخلي مثل مشروع إنشاء طابق إضافي وضرورة اطلاع السكرتيرة الجديدة على بعض المعطيات ليبقى سير الأمور منظما.
  • * وكيف وجدصاحب اللازالجاحظية؟
  • الجاحظية بخير ولكنها بحاجة إلى مؤتمر لتعيين قيادة أخرى.
  • * هل ترشح اسما معينا لخلافتك؟
  • لا استطيع أن أرشح أحدا، وأترك الكلمة للمؤتمر، ولكن سيكون الشخص وفق شروط القانون الداخلي للمؤسسة الذي وضعناه منذ 20 سنة كالحيادية والابتعاد عن السياسة، أي شخص يستطيع المحافظة على الأهداف المسطرة ويخدم الثقافة في إطار قبول الآخر سيكون مؤهلا للمهمة وتبقى الكلمة الأخيرة للمؤتمر.
  • * زارتك لويزة حنون والصادق هجرس ومحمد حربي، ماذا أضافت هذه الإطلالات لحالتك النفسية؟
  • لويزة حنون لم تأت إلى باريس من اجل الطاهر وطار، بل كانت زيارتها في إطار حملتها الانتخابية مع الجالية فزارتني وأحضرت لي برتقالا جزائريا لأن المريض في هذه الفترة يحتاج إلى أكل طبيعي غير مجمد، وهو ما حظيت به. ولكن قبل ذلك كانت قد اتصلت بي وزارني احد أعضاء حزب العمال ولكنه لم يعرف المستشفى فعوض الزيارة باتصال هاتفي، كما زارني الصادق هجرس رئيس حزب الطليعة الاشتراكية سابقا، زارني صلاح صلاح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الفلسطينية. الحمد لله -يضحك- أقول إنني تأكدت من سمعتي.
  • * لم يحل المرض بينك وبين الانتخابات الرئاسية، فبعثت بمقولة تؤكد فيها ولاءك لحزب العمال رغم تكفل بوتفليقة بعلاجك في فرنسا، هل هو ضمير الناخب أم المناضل السياسي؟
  • أنا تحكمني دائما مبادئي وأخلاقي، وكما قلت في تلك السطور القليلة في “الشروق” إنني لست لئيما حتى أتنكر للرئيس بوتفليقة، وبالتالي لا يمكن أن ابدي اعتراضي على ترشحه أو على عودته، أما فيما يتعلق بغيره فمبادئي واضحة هي أنني مع الكادحين والآن يوجد حزب واحد ترأسه الأخت لويزة حنون يحمل خطابا إيديولوجيا يطرح انشغالات الطبقة الكادحة. وسبق أن طرح علي السؤال في العهدة الثانية لبوتفليقة وقلتها صراحة أنا أنتخبت على لويزة حنون، وأنا أعلم أن لويزة لن تنجح ولكن الأمر لا يتعلق برهان “المبدأ هو المبدأ” وهو ما ينقص في الطبقة السياسية الجزائرية التي يجري أبطالها عادة مع ريح المصلحة الشخصية وينسوا المصلحة العامة. وعليه أقول إن المبدأ لا يتجزأ وسأبقى أقول إنني أدعم لويزة حنون، أما من سأنتخب فهذا أمر شخصي وقضية قناعات أمام صندوق الاقتراع.
  • وفي نفس المقام اشكر شكرا جزيلا رئيس الجمهورية الذي لم يضمن لي تكفلا علاجيا عاديا بل أعطاني تكفلا عاليا كالذي يحظى به الوزراء والدبلوماسيون، وهذا تقدير منه لشخصي وهو جميل لا يمكن لي إنكاره.
  • * تلقيت اتصالا منالشروقوكلمك صديقك الشاعر المصري احمد فؤاد نجمكيف كان شعورك حينها؟
  • تأسفت كثيرا لعدم تواجدي حينها في الجزائر لاستقبال الأخ والصديق الذي عاش فترة طويلة في الجزائر وسافرنا معا إلى عدة ملتقيات في وهران وبسكرة ونظمنا ندوات كثيرة. هو أيضا رجل مبادئ لم يخن ولم يبع وأبقى على خطابه الإيديولوجي والسياسي نفسه.
  • * رغم التعب تصر أيضا على زيارة شقيقك بعنابة الذي أصابه الشلل بعد عودته من زيارتك في باريس؟.
  • هذا أخي المجاهد الأكبر مني وهو أيضا أول من أطلقوا “الهاون” عندما كان مجندا مع فرنسا ثم التحق بعدها بالثورة التحريرية وتحمل إبانها عدة مسؤوليات. عندما زارني في باريس كان في صحة جيدة وبعد عودته إلى عنابة أصيب بنكسة قلبية مما أصابه بشلل جزئي -شفاه الله- ورغم المرض والتعب كان يجب أن أزوره وسأغادر غدا إلى باريس لإجراء تحاليل الدم ودخول المستشفى لاستكمال الحصص الثمانية الباقية.
  • * سمعنا انك بلورت فترة المرض إلى رواية تصوفية، هل من تفاصيل؟
  • الإنسان عندما يكون في عزلة تحضره خواطر كثيرة وعديدة ومشاريع مهمة. كان بإمكاني أن انطلق في الكتابة ولكني خفت من الإرهاق. الفكرة هي تصوفية بحتة من منظور غير ميتافيزيقي فيها القليل من “رسالة الغفران” لأبي المعري والقليل من أبي حامد الغزالي، وعليه أوضح أنها ليست رواية وإنما نص طويل إن شاء الله أتوفق في كتابته.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!