-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ويفعل كورونا ما لا يفعله الزمن

 العجايز والكنات… وأخيرا الهدنة وقريبا الصلح

فاروق كداش
  • 2681
  • 2
 العجايز والكنات… وأخيرا الهدنة وقريبا الصلح
بريشة: فاتح بارة

يبدو أن الأمور تؤول إلى التهدئة، رغم أن الحرب الضروس بين الكنة والعجوز لن تنتهي مع كورونا… الكل أعلن معاهدة نزع السلاح، وأصبح البيت الكبير منطقة مسالمة إلى حين يخرق أحد الطرفين بنود الاتفاقية…

شعرت الكثير من المتزوجات ببعض الارتياح في فترة الجائحة، وتنفست الكثيرات الصعداء، بعد أن أصبح التباعد الاجتماعي ديدن كل المواطنين… من جهتهن، أجلت العجائز قضية العروس إلى ما بعد كورونا، خاصة أنهن، بحكم السن، أكثر الأشخاص تعرضا للخطر، وأصبحن لا يلححن على أولادهن لزيارتهن على الدوام، أو لا يقتحمن على حين غرة مساكن الكنات، لتنغيص عيشهن وتعكير صفوهن…

 من بين المستفيدات من الحجر مفيدة، متزوجة منذ ٣ سنين، من وحيد أمه، التي أرغمت بسبب الظروف على البقاء في منزلها مع بناتها، بعد أن كانت تتردد على بيت ابنها مرتين أو ثلاثا في الأسبوع.. وحسب مزاعم مفيدة، فإن حماتها تتدخل في كل كبيرة وصغيرة، وتنتقد كل عمل أقوم به، الطبخ ونظافة الشقة، حتى “الغسيل المنشور” تعاينه. وتضيف: “أنا أكن لها الاحترام وأتفهم أن زوجي ابنها الوحيد، ولكنني الآن أكثر حرية في بيتي”… أما السيدة عبلة، التي تعيش في البيت الكبير مع عائلة زوجها، فقد شعرت خلال هذه الفترة براحة أكبر، خاصة أن حماتها أصبحت تهتم بصحتها أكثر، غير مكترثة بأشغال البيت، ولا تحبذ فكرة وجودنا بالقرب منها، خاصة أنني موظفة في بنك، أعمل بنصف دوام، وهي دائما تردد أمامي: “أنت رايحة جيبيلنا كورونا”.

مليكة، بدورها تعيش لأول مرة دور الكنة المتفهمة، وتهاتف حماتها كل يوم للاطمئنان على صحتها، فهي مصابة بالسكري وضغط الدم، “عجوزتي فضولية، وتحشر نفسها في كل تفاصيل حياتنا، غير أن الوضع بيننا تحسن، وأصبحت تفرح بمكالماتي عبر الفيديو، وتلاعب ابني الرضيع، الذي لم تره منذ شهرين”.

شهادة أخرى، تعزز نظرية الهدنة المؤقتة بين الكنة والعجوز، هي لنادية، التي تزوجت قبل تفشي وباء كورونا بأسبوعين، “حاولت خلال فترة الحجر أن أعزز علاقتي بأم زوجي، خاصة في رمضان، حيث كنت أتعمد طلب النصائح في الطبخ، وكنت أشعرها بأنني أهتم بها وبتدابيرها… الكلمة الطيبة شفاء لكل العلاقات”.

رغم كل ما قيل، تقف المشككات في إمكانية الصلح بعيدا، لمراقبة الوضع، مدججات بألسنتهن الحارة، مثلهن مثل البتول التي لم تسلم من سلاطة لسان “عجوزتها”، خلال هذه المدة، “كلما أكلمها للاطمئنان عليها، تلسعني بانتقاداتها.. واش كنت ديري؟ كاش ما طيبتي ولا جايبتها غير رقاد؟”… ولن تكذبها زهرة، التي لا تطيق صبرا، وهي محجوزة في بيت حماتها، “عجوزتي لا تتركنا في حالنا، وتجبرنا على العمل طوال اليوم، وإن حدث أن أخذنا استراحة تخرج لنا الدقيق قائلة: نوضي تعجني”. وتواصل: “لقد اهترأت يداي من الجافيل والمعقم”.

لكن، لا أظن الأمور ستتحسن بعد كورونا، فالعجوز لن تقلع عن ذم كنتها، ولا الكنة ستتوب عن محاولاتها للاستفراد بزوجها، وقطع العلاقات بينه وبين أمه… الحرب سجال، يوم للكنة ويوم للعجوز، حتى تتهنى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • احمد

    سحراتو وخلاتو بالشر اللي فيه دودة ما تتهنى

  • dzair

    ياو رانا في 2020 و مازال تهدرو على العجوز و الكنة؟؟؟؟؟؟