“العدماء” يعدمون العظماء!
ما يحدث في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا، لا يمكن أن يفهمه إلا من فهم التطور التاريخي لهذه البلدان.
كانت البداية مع مصر، بما سمي بثورة الضباط، التي ستقيم ملكية جمهورية خلفا لملكية ديمقراطية! عبد الناصر، سيحول البلد كله إلى سجن.. كان هذا يوم 23 جويلية 1952 (71 سنة و20 يوما)، وسوف يأتي من يخلفه: السيسي، في انقلاب على الديمقراطية الجمهورية. لا أريد أن أنكر مزايا الناصرية، خاصة موقفها من العدو الإسرائيلي، ولا أريد أن أشبه السيسي بعبد الناصر، لأن ما فعله السيسي مع مرسي، لم يفعله سوى فرعون مع موسى، دون ذكر الخذلان مع إسرائيل الحليفة له!
الأنظمة الشمولية التي جثت على صدر الشعوب زهاء جيل وحتى جيلين، لا يمكن أن نتوقع منها نتيجة غير هذا، فهذا الشاعر العراقي الراحل “مظفر النواب“، يقول في إحدى قصائده الغاضبة “لابد لهذه الأمة أن تتعلم درسا في التخريب“! وها قد وصلنا إليه؛ إنهم“يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين“!.. في سوريا النظام القاتل لشعبه، وفي اليمن نظام “طالح“، الذي نسف البلاد وخرّبها ليبقى ولو بالتحالف مع “الشيطان” الأكبر أو الأصغر، لا يهم.. وفي ليبيا، “المعمر” الذي عمّر أطول مما ينبغي وأدخل البلاد في أتون نار لم تخمد بعد ولا تزال أزلامه تعمل مع أزلام السيسي وأذنابه على تمديد نفَس نظام خرب فاشي دنس.. أما في العراق، فلا داعي للحديث عن النتيجة، فلما تعرف السبب، يبطل العجب!
وعندنا الآن، الخوف كل الخوف، أن يمتد عمر السلطة بتوارث داخلي لنفس الجيل إلى 2030، لأن هذا سيؤدي حتما، إلى خراب. وبالتالي، إذا لم نسارع لتغيير جذري في هيكل النظام، فسوف نعرف مأساة ألعن من مأساة التسعينات.
نمت على هذا الاستشراف المريع، لأجد نفسي مرسي وقد لبست البذلة الحمراء إيذانا بتنفيذ الإعدام وأنا أقول للعالم: السيسي ونظامه أجبن من أن ينفذ حكم الإعدام في سيده وولي نعمته.. لن ينفذ الحكم، وكل ما في الأمر أنه يريد أن يوصل الحبل إلى العنق إبرازا لجبروت جيشه وسطوته، وأنا أقول للسيسي:”لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين“.. سنكون سلميين إلى حين! ثم أنا مش صدام، وإذا أنت رجل أعدمني.. سوف أعيش ولو ميتا، ولكنك سوف تموت وأنت حي.. وسابقك المقتول يعرف تابعه المذلول.. لقد قتلت ما لم يقتله لا نيرون ولا شارون، ولكنك عاجز حتى عن ملاحقة الصحافيين في بلاد الغرب ولو تواطأ الغرب معك طمعا في سريرك، فأنت فاشل ترأس طغمة فاشلة.. والدم، سيتغلب حتما على السيف.
.. وبالسيف أكاد.. أفيق!