-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العنصرية تضرب الكرة الفرنسية

ياسين معلومي
  • 743
  • 0
العنصرية تضرب الكرة الفرنسية

يبدو أنَّ الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يحمل حقدا دفينا تجاه اللاعبين المسلمين الذين ينشطون في البطولة الفرنسية، خاصة بعد القرار المجحف الذي اتُّخذ في حقهم بعدم السماح لهم بالإفطار خلال المباريات، وإرسال حتى رسائل عبر البريد الإلكتروني إلى الحكام يأمرونهم فيها بعدم إيقاف المباريات خلال حلول أذان المغرب للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار في رمضان، متحجِّجين حسب بيان الاتحاد الفرنسي بأنه على الجمهورية الفرنسية أن تطبِّق الوسائلَ الكفيلة بمنع أي تمييز أو انتهاكٍ لكرامة أي شخص، ولاسيما بسبب معتقداته السياسية والدينية، وهو ما أحدث غضبا وجدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أوَّلُ ضحايا هذا القرار هو اللاعب الدولي الجزائري الذي يلعب لنادي نانت الفرنسي جوان حجام الذي حرمه مدرِّبه أنطوان كومباري من اللقاءات الرسمية، منها نصف نهائي كأس فرنسا، وذلك إلى غاية انتهاء الشهر الفضيل، وهذا رغم حاجته الماسة إلى خدماته.. مشكل (الصيام) عانى منه عديد اللاعبين الجزائريين الذين لعبوا لسنوات في البطولة الفرنسية، لكنهم تمسكوا بالصيام، وعادة ما كانوا سواء خارج القائمة الأساسية، أو على مقاعد الاحتياط، غير أنهم التزموا بتعاليم دينهم، إلا أن الاتحاد الفرنسي هو من قرّر هذه المرة عدم السماح بتوقف اللقاءات ليتمكن اللاعبون الصائمون من الإفطار ولو ثوان معدودات، وهذا ما يدخل في خانة العنصرية المقيتة تجاه اللاعبين المسلمين الذين يتواجدون بكثرة في البطولة الفرنسية.

الكثير اعتبر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، القرار المتخذ من طرف الهيئة الفرنسية مجحفا في حق اللاعبين المسلمين، متسائلين: لماذا تتساهل اتحادات أخرى مثل إنجلترا وإيطاليا مع اللاعبين؟ المؤكد اليوم أن الجاليات العربية المقيمة في فرنسا قد تعلّمت الدرس الذي فرضته الاتحادية الفرنسية لكرة القدم تجاه اللاعبين المسلمين، وتساعدهم على اختيار بلدانهم الأصلية مثلما يؤكده قانون البهاماس، فاختيار ستة لاعبين مزدوجي الجنسية اللعب للمنتخب الجزائري، مردّه إلى موجة العنصرية والكراهية التي أصبح يتعرض لها عددٌ كبير من اللاعبين المسلمين، وفي مقدمتهم كريم بن زيمة الذي أبعِد من المنتخب الفرنسي خلال مونديال قطر، وها هو اليوم يُظهر للجميع أنه فعلا أحسن لاعب في العالم.

لكن يبدو أن الاتحاد الفرنسي أصيب بالعمي أو الزهايمر.. كيف لا وعديد اللاعبين المسلمين الذين ينشطون في أكبر الأندية يصومون خلال أقوى وأصعب اللقاءات ويؤدون مردودا كبيرا، مثل الثنائي محرز وصلاح الأسبوع الماضي، في اللقاء الذي جمع السيتي وليفربول، إذ قدَّما مردودا كبيرا، وخاصة الدولي الجزائري الذي كان أحد أحسن اللاعبين فوق الميدان، زد على ذلك توهُّج بن زيمة مع ريال مدريد بتسجيل ستة أهداف في مباراتين متتاليتين منذ بدء شهر رمضان المبارك، إذ سجَّل ثلاثة أهداف في مرمى بلد الوليد في الدوري الإسباني، وثلاثة أخرى في شباك برشلونة في إياب دور نصف النهائي بمسابقة كأس ملك إسبانيا. وفي فيورنتينا الإيطالي، سقط أحد لاعبي الفريق أمام إنتر ميلان مدعيا الإصابة، من أجل إيقاف اللعب لمنح زميله المغربي سفيان أمرابط فرصة للإفطار.. وأندية أخرى عبر العالم تساعد لاعبيها لأداء هذه الفريضة من دون مشاكل، كما تساعدها حتى خلال التدريبات.

هل يأخذ الاتحاد الفرنسي درسا في احترام اللاعبين المسلمين؟ أم أن نظرته لن تتغيّر في ظلّ تفاقم الإسلاموفوبيا في فرنسا في عهد ماكرون، وكذا تواجد مسيِّرين كرويين لا يزالون يحقدون عليهم، رغم أن البعض منهم صنعوا أمجاد الكرة الفرنسية؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!