-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب غلائها حتى في أسواق الجملة

الفاكهة.. الغائب الأكبر على موائد الجزائريين

نادية سليماني
  • 9167
  • 0
الفاكهة.. الغائب الأكبر على موائد الجزائريين
أرشيف

أصبحت الفاكهة عنصرا كماليا لدى كثير من العائلات الجزائرية، التي باتت تعتمد في تغذيتها على الخضر والخبز غالبا. لأن أسعارها مؤخرا لم تعد في المتناول، على غرار سنوات مضت. فرغم أننا في فصل الصيف المعروف بكثرة فاكهته الموسميّة، إلاّ أنّ غلاءها حوّلها الى سلعة جميلة معروضة في الأسواق وبمختلف الألوان، يتفرّج عليها المستهلك فقط، دون امتلاكه الجُرأة لشرائها. لدرجة دخلت بعض الفواكه أسواقنا واختفت منها في غفلة منا.

غلاء أسعار مختلف أنواع الفاكهة، مؤخرا، جعل استهلاكها بعيدا عن متناول الفئات متوسطة الدخل، رغم أهمّيتها في إمداد الجسم بالعناصر الغذائية والفيتامينات اللازمة. فالمُتجول في مختلف أسواق الجملة والتجزئة عبر الوطن، يتفاجأ بالأسعار المرتفعة للفاكهة وخاصة الموسمية، التي لم ينزل غالبيتها عن 200 دج.. ومثلا بسوق بوقرة بولاية البليدة للخضر والفواكه بالجملة، بلغ سعر المشمش “اللوزي” 120 دج، البطيخ الأصفر بين 70 دج إلى 120 دج، والدلاع من نوعية “أناناس” 75 دج للكلغ.
وبدوره، ناهز سعر الخوخ 120 دج، الكرز بين 500 دج إلى 700 دج في الجملة، حسب النوعية، التفاح 120 دج للكلغ. دلاع عادي 40 دج للكلغ، الذي يعتبر أرخص أنواع الفاكهة، ولكن جميعنا يعلم أن أخف دلاعة لا يقل وزنها عن 4 كلغ، وبالتالي قد يدفع المستهلك بين 300 دج و500 دج للدّلاعة الواحدة.

“الباكور”.. دخل أسواقنا وغادرها ولم نسمع به!!
وإذا كانت هذه حال أسواق الجملة، فالأسعار بالتجزئة “خيالية”، دون الحديث عن محلات بيع الفاكهة بالأحياء التي تعتبر نوعا ما راقية أين تراوح سعر فاكهة الخوخ بأسواق التجزئة بين 220 دج إلى 250 دج للكلغ، البطيخ نوعية جيدة حتى 150 دج للكلغ، أمّا التفاح فبلغ 300 دج، الكرز بين 600 دج إلى 900 دج، الدلاع بين 70 دج إلى 100 دج للكلغ، التمر بين 450 إلى 800، أما التين “الباكور” فقد وصل سعره حتى 450 دج للكلغ، والمؤسف أن كثيرا من المواطنين لم يتذوقوه لأنه دخل بأسعار مرتفعة جدا، ثم انتهى موسمه سريعا.

عائلات استغنت عن بعض الفاكهة..
“الشروق” رصدت آراء بعض المواطنين حول الظاهرة، بحيث أبدى كثيرون تذمرهم من الغلاء اللافت وغير المعقول لأسعار الفاكهة السنوات الأخيرة.. قال “عمي محمد” من الجزائر العاصمة، قديما كنا نقصد الأسواق ونشتري أكثر من 3 كلغ من مختلف أنواع الفاكهة، حتى تكفي جميع أفراد الأسرة، أما اليوم إذا اشتريت 5 حبات.. فتلك هي السعادة!!”. وسيدة أكدت أن كثيرا من أنواع الفاكهة لم تعد تدخل منزلها السنوات الأخيرة، ومنها فاكهة الكرز والتفاح والتين والتمر بسبب غلائها.
وقال ثالث: “الفاكهة كانت الحاضر الأول على موائدنا، خلال فصل الصيف.. لدرجة كنا نأكل أحيانا الدلاع بالخبز أو العنب بالخبز، أما اليوم فالفاكهة صارت كاللحوم، نتفرج عليها ولا نشتريها”.

نوعية رديئة ملاذ “الزوالية”
ويؤكد مواطنون تحدثنا معهم، أنهم وبحثا عن أسعار فاكهة مناسبة لقدرتهم الشرائية، صاروا يفضلون شراء نوعية رديئة منها، أو التسوق من السيارات المتنقلة لبيع الفاكهة، ولكن حتى باعة الفاكهة غير الشرعيون والمتنقلون بين الأحياء، باتوا يعرضون سلعتهم بأسعار مرتفعة نوعا ما. بحيث رصدنا عزوفا عن سلعتهم من طرف العائلات متوسطة الدخل، ما جعل هؤلاء التجار يفضلون التجول ببضاعتهم في الأحياء الراقية.
وفي الموضوع، اعترف رئيس سوق الجملة للخضر والفواكه بخميس الخشنة، أحمد زرزور في تصريح لـ” الشروق”، بأن أسعار كثير من أنواع الفاكهة لم تعد في متناول المواطن، بسبب ارتفاعها.
وفسر الأمر، بأن الأمطار المتساقطة الأشهر المنصرمة، والتي كانت معتبرة جدا في بعض الولايات تسبب في سقوط حبات الفاكهة من أشجارها قبل نضجها، وهو ما جعل غلة الصيف قليلة نوعا مقارنة بسنوات ماضية.. ومع قلة العرض وكثرة الطلب، ترتفع الأسعار بصور آلية.

دخول فواكه موسمية قريبا سيُخفض الأسعار
وأشار محدثنا إلى أن قلّة اليد العاملة بالحقول، تسبب بدوره في تلف فاكهة الأشجار المثمرة، والتي تحولت إلى طعام للعصافير والحشرات، لانعدام من يقطفها. زيادة على غلاء تكاليف نقلها للأسواق، وارتفاع أسعار مبيدات الحشرات وأدوية معالجة أمراض الأشجار.
ومع ذلك قال زرزور: “هذا لا يمنع بأن بعض أنواع الفاكهة كانت في المتناول، وبأسعار تنافسية، ومنها الفراولة التي نزلت حتى 80 دج للكلغ أحيانا، والدلاع بـ 40 دج للكلغ، في انتظار دخول العنب وغيرها من الفاكهة الموسمية المنتظرة قريبا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!