-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
على هامش صالون الكتاب.. نُقاد يشخصون أمراض النقد العربي

القطيعة مع التراث.. فوضى المصطلح واستنساخ النظريات الغربية

زهية منصر
  • 328
  • 0
القطيعة مع التراث.. فوضى المصطلح واستنساخ النظريات الغربية
ح.م

أجمع المشاركون في الندوة التي احتضنها قصر المعارض في إطار البرنامج الثقافي المرافق لصالون الكتاب على أن النقد العربي لم يتمكن حتى الآن من إيجاد مدرسة قائمة بذاتها، ولا يزال يعاني من التبعية للنظريات الغربية، حيث أشارت نانسي إبراهيم من جامعة القاهرة بمصر إلى أن النقد العربي يعاني من التشتت أو الانفصال بين الواقع والتطبيق، رهين النظريات المستوردة.
وأضافت الباحثة المصرية أن المشتغلين بالنقد العربي يعملون على استيراد النظريات الغربية وتطبيقها دون الأخذ في الحسبان الخلفية التاريخية لهذه النظريات المنتجة في واقع مختلف وأضافت نانسي إبراهيم في معرض مداخلتها أن النقد العربي اليوم رهين التنظير السوسيولوجي الغربي لاعتقاد النقاد العرب أن هذه المناهج الغربية تتمتع بالدقة العلمية مما أوقع النقد العربي في التبعية والتحيز للغرب. وأضافت الباحثة أن النقد العربي حتى عندما أراد الانفتاح على الدرس الرقمي اعتمد نفس الآليات التي يعتمدها في الكتابة مما أبقاه رهين نظرة قاصرة.
من جهته، أشار واسيني الأعرج إلى أنه لا يمكن اليوم الحديث عن النقد الرقمي طالما أننا لا نملك أدبا رقميا، مؤكدا أن ما يكتب اليوم هو نص إلكتروني وليس رقميا، وأغلب ما ينشر تحت مسمى الأدب الرقمي هي نصوص إلكترونية، يعاد نشرها غالبا في النصوص الورقية. وقال واسيني إنه حتى في الغرب اليوم ثمة مراجعة أو تراجع عن هذا الاتجاه الذي أثبت فشله.
وفي الإطار ذاته، قال الدكتور مجدوب العيدروس من السودان إن النظريات النقدية جاءتنا بعد اتصالنا بالغرب ونحن نحاول أن نجاري التطورات في تقنيات الكتابة السردية.
ودعا المحاضر إلى تجاوز القطيعة مع التراث والخروج من حالة فوضى المصطلح الذي يعرفه النقد العربي اليوم. وفي نفس الإطار قال المتحدث إننا اليوم نحتاج إلى تجاوز القطيعة مع الأجناس الأدبية”، داعيا في السياق ذاته إلى الاستفادة من تراثنا في بلورة مدرسة نقدية عربية متصالحة مع تراثها منفتحة على العالم.
من جهته، أكد الدكتور أحمد الجوا من تونس أن الاتصال بالغرب واستقدام نظرياته أتاح الاحتكاك بالمناهج النقدية والمدارس المختلفة، التي جعلها النقاد العرب بديلا لما كان لديهم من قبل، حيث أضحت مثلا الأسلوبية بديلا عن النقد البلاغي كما ظهر النقد النسوي والنقد النفسي والاجتماعي وغيرها من النظريات والاتجاهات الناتجة عن استقدام المناهج الغربية.
وقال الجوا إن الساحة النقدية العربية اليوم تعيش ما يمكن تسميته بالموضة الغارقة في فوضى المصطلحات في ظل غياب مؤسسة نقدية حقيقة، التي قال الجوا إنها تعيش نوع من الاستسهال والذي انتج حسبه مجاملات وملاطفات أكثر ما هي نقد.
من جانب آخر، اعتبر اليامين بن تومي أن المؤسسة النقدية العربية اليوم تعيش ما سماه بالملهيات وهي بحسبه تفترق إلى مؤسسة قائمة بذاتها، وهي لا تعدو أن تكون مدارس متفرقة تعمل العلمانية فيها على إلغاء الأصولية والعكس بالعكس. وبالنسبة لليامين بن تومي، فإن الفشل في إيجاد مدرسة نقدية عربية مرده غياب التراكم الطبيعي لما يفترض أن يكون، فممارسة النقد غير ممكنة دون إنتاج الفلسفة وإنتاج النظريات التي تعتبر متكئا لممارسة النقد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!