الرأي
إضاءات

المدخلية.. مؤسّسة تحت الطّلب

كنت لفترة أظن أنّ المدخلية نحلة دينية كسائر النحل المنحرفة عن الحق، اختلّت لديها الأصول، فوقع لها غبش واضطراب في التطبيق والفروع، لكنّني اليوم بعد انكشاف كثير من الحقائق، وبعد طول تأمّل وتتبّع لسياقاتها أقول إنّ المدخلية لا صلة لها بالناحية الدينية أبدا، بل هي “مؤسسة تحت الطّلب”، صُنعت في السّراديب المغلقة من أجل تحقيق جملة من الأهداف الخطيرة، منها تشويه حقيقة دعوة أهل السنة والجماعة التي مبناها على أصول علمية منضبطة من أعظمها العلم بالحقّ والرّحمة بالخلق والتماس العذر للمخالف سيان في القضايا العلمية والعملية، ومن جملة الأهداف الخطيرة التي تسعى المؤسسة المدخلية لتحقيقها إيقاف مسيرة الدعوة إلى الله وإشغال الدعاة ببيان عوارهم وضلالاتهم، وطمس معالم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإطفاء جذوة الغيرة على الدين والذب حقائقه، ونشر الفتن وتفريق الصفّ المشتّت أصلا، ثم إسقاط الثقة في الأخيار من هذه الأمة المنكوبة، أو مد يد الإجرام إلى رقابهم بدعوى خضد شوكة أهل البدع، وفي آبائهم من مرجئة الدهر الأول يقول الإمام إبراهيم النخعي: “والله الذي لا إله إلا هو لهم أخوف عندي من عدتهم من الأزارقة”، وهذا من شفوف نظر هذا الإمام الجهبذ، وسعة فقهه.
هذا متن يحتاج إلى شرح، وجملة مختصرة بدت لي في هذه الطائفة التي ابتلينا بها في هذه السنوات العجاف من عمر أمة التوحيد الوجعة، ولعل الله ينفّس لنا في الأجل لنعود إلى بعض مفرداتها بالبيان والبسط؛ فإن حاولت المدخلية إرهابنا فإنّنا نقذف في وجوههم الشّوهاء بقول ربّنا ((فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين)).

مقالات ذات صلة