المرض يصيب كل الناس وتبقى العبرة في النتائج.. فتحصنوا منه!
أحدثت فتاوى صدرت مؤخرا حول فيروس”كورونا” جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية، وأثار تصريح بعض المشايخ بان فيروس كورونا هو عقاب ضد الصينيين بعد إساءتهم لمسلمي الإيغور، انتقادات البعض وتأييد البعض الآخر، وفيما يرى سياسيون ومفكرون أن أمريكا هي من دبرت لنشر الفيروس، يعتقد الكثير من سكان الكرة الأرضية أن ذلك غضب من عند الله.
وكان الفنان راغب علامة قد قال عندما عبر صفحته “تويتر” “ما يحصل في الكرة الأرضية هو حتماً غضب الطبيعة على الإنسان الذي دمر البيئة والإنسانية والقيَم من أجل المال”، علق رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن من مات بـ”كورونا” في البلاد الإسلامية فهو شهيد ومن مات في الحجر الصحي فهو مرابط”، وهذا ما ترك جدلا واسعا وفجر اجتهادات بعض أصحاب الفقه الذين انتهزوا فرصة الظرف لصباغته بصبغة دينية والظهور عبر وسائل الإعلام.
كما لقي تعليق عبر “التويتر” للشيخ احمد عيسى المعصراوي الداعية رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف في الأزهر، قائلا: “بعد أن عزلت الصين أكثر من 5 ملايين مسلم في الإيغور، اليوم العالم كله يعزل الصين بسبب انتشار وباء كورونا القاتل بين الصينيين وخوفا من انتشار العدوى.. وما ربك بظلام للعيد” موجة غضب وانتقاد خاصة بعد أن انتشر الفيروس في بلاد المسلمين، حيث اعتبره إعلاميون وفقهاء ومشايخ وأئمة سابقا لأوانه ويحمل نوعا من التشفي والحقد واستخدام الفقه في غير موضعه، ومحاولة للمتاجرة بالألم، وتدليس ليس له علاقة بالدين.
وملئت منصات التواصل الاجتماعي للعرب والمسلمين، أسئلة وتحاليل وآراء مختلفة ومتضاربة حول “هل كورونا غضب من عند الله؟”، ودخل على الصف فقهاء ومشايخ باحثين عن الشهرة بإثارة الجدل من خلال استعمال نصوص في القرآن والفقه والحديث، ليخلقوا وحسب تعبير أحد الإعلاميين “فرعا جديدا وهو فرع الأوبئة”.
وقال رئيس نقابة الأئمة الجزائريين، الشيخ جلول حجيمي، إن كورونا بلاء وابتلاء وخير للمؤمن أن يحسن الظن في أهل الله، ولا يتهم كل من مرض بفيروس كورونا، أن الله غضب عليه، وهو في هذا يؤيد أصحاب الرأي الذين دعوا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى البحث عن سبل الوقاية ومواجهة كورونا بدل الانشغال بمقولة “غضب من عند الله”، وهذا حسب حديث الرسول الذي قال فيه للمسلمين تدبروا شؤون دنياكم، وهذا عندما أخذوا برأيه في مجال الزراعة وكانت النتيجة أن أتلفت نخيل التمر.
وأوضح حجيمي، أن الله قال: “وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا”، وهذا لأن البلاء يأتي من عنده عندما يرى الظالم تمادى في ظلمه، مضيفا أن مسلمي الإيغور دعوا الله وتضرعوا له وكانت استجابة لدعوته ب”كورونا”.
لكن الأخذ بالأسباب، حسب الإمام جلول حجيمي، واجب على كل مسلم وهذا لان تركه معصية، ولأن الاحتياط واجب لابد حسبه من الحذر والوقاية والعلاج قائلا: “قد يصيبنا المرض بعد أن اتخذنا كل الأسباب، وقد لا نتخذ كل الأسباب ولا يصيبنا المرض”.
ومن جهته، قال إمام مسجد شمس وبحر بحسين داي، كمال عروة، إن فيروس “كورونا” مخلوق من مخلوقات الله وهو موجود منذ القدم، ولولا إرادة الله لما وجد، موضحا أن القضاء والقدر يعم ويخص الصالح والطالح والكافر والمؤمن، وأن المرض يصيب كل الناس لكن الفرق في النتائج.