المركزية النقابية تطلق مبادرة لمّ الشمل لحل صراعات التنظيم

شهدت المركزية النقابية عودة القيادي والأمين العام للاتحاد الولائي الأسبق، عمار تاقجوت، رسميا إلى صفوف التنظيم النقابي الأكبر في البلاد من الباب الواسع، بعد أن أقصاه الأمين العام الأسبق، عبد المجيد سيدي السعيد، أياما قليلة قبل مغادرته مبنى دار الشعب عام 2019.
في هذا السياق، تشير مذكرة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، مؤرخة في 22 مارس 2023، اطلعت “الشروق” على نسخة منها، أن الأمين العام بالنيابة حمو طواهرية، نصب عمر تاقجوت أمينا عاما للاتحاد الولائي لولاية الجزائر العاصمة، لمباشرة مهامه النقابية بشكل عادي إلى غاية انعقاد المؤتمر الولائي.
ومن المذكرة يبدو جليا أن عمار تاقجوت قد عاد من الباب الواسع إلى صفوف المركزية النقابية، وبل إلى نفس المنصب الذي كان سيدي السعيد قد فصله منه قبل أيام قليلة من المؤتمر الذي أطاح به من على رأس الاتحاد العام للعمال الجزائريين.
وأوضحت المذكرة أن القرار اتخذته الأمانة الوطنية للمركزية النقابية في اجتماع عقد في 16 مارس الماضي بالعاشور، أفضى إلى إعادة إدماج اللجنة التنفيذية الولائية وأمينها العام عمر تاقجوت.
وعقب الاجتماع، جدد الأمين العام بالنيابة حمو طواهرية في كلمة له، الدعوة إلى العمل معا على رص الصفوف وتكريس التضامن القائم بين هيئات وهياكل الاتحاد العام للعمال الجزائريين تجسيدا لثقافة لم الشمل.
من جهته، رحب عمر تاقجوت الذي شغل أيضا منصب أمين عام فدرالية عمال النسيج والجلود، بمساعي لم الشمل بين النقابيين في كنف تعزيز التآخي والتآزر بعيدا عن كل الخلافات الداخلية، كما تعهد بالعمل على الالتزام بالقانون الأساسي والنظام الداخلي للتنظيم النقابي.
وعقب تسلم تاقجوت لمهامه رسميا، دعا الأمين العام للاتحاد العام بالنيابة إلى ضرورة احترام الجميع وتقيدهم بالقانون الأساسي والنظام، مع تشجيع انخراط الطاقات الشبابية والعنصر النسوي للاندماج في صفوف التنظيم النقابي، قصد توسيع القاعدة العمالية لرفع وتدعيم القدرات والمؤهلات النقابية بما يتماشى والتحولات والمتطلبات الراهنة، والمساهمة في جلب المستثمرين وتفعيل سياسية رابح-رابح لإنعاش الاقتصاد.
وكما هو معلوم، فإن تاقجوت كان قد أعلن “تمرده” على الأمين العام الأسبق، عبد المجيد سيدي السعيد في 2019، وأصدر الأخير صدر قرارا بفصله من منصبه كأمين عام للاتحاد الولائي للجزائر، أياما قليلة قبل عقد المؤتمر الذي أطاح بسيدي السعيد في جوان 2019.
في سياق آخر، رفعت المركزية النقابية شعار المصالحة ولم الشمل داخل التنظيم النقابي الأكبر في البلاد في محاولة لإخماد نار الصراعات والخلافات النقابية أو مع الإدارات، التي عادة ما تنتهي في المحاكم.
وأفادت مصادر قيادية مطلعة بالاتحاد العام للعمال الجزائريين بأن هذا المسعى يهدف إلى حل المشاكل والنزاعات والصراعات والخلافات النقابية-النقابية داخل التنظيم عبر الحوار وبشكل ودي.
وحسب المصادر ذاتها، فإن قيادة المركزية النقابية لاحظت مؤخرا أن مختلف النزاعات والصراعات النقابية-النقابية أو بين الإدارات والنقابات تعالج في المحاكم، ومن بين أهداف مبادرة المصالحة ولم الشمل هو التقليل من اللجوء إلى المحاكم لمعالجة قضايا نقابية، وجعل الصلح الداخلي الودي هو الأساس، باستثناء أولئك الذين خرقوا القانون الأساسي والنظام الداخلي، تضيف المصادر ذاتها.