المستشفى الإندونيسي في غزة هو منشأة بناها شعبنا لأغراض إنسانية ولا صحة لمزاعم إسرائيل

ينفي سفير اندونيسيا في الجزائر حليف أكبر، اتهامات الكيان الصهيوني بكون المستشفى الأندونيسي إحدى القواعد العسكرية لحركة حماس، ويؤكد أن المستشفى “هو منشأة بناها الشعب الإندونيسي بالكامل لأغراض إنسانية ولخدمة الاحتياجات الطبية للشعب الفلسطيني في غزة”.

ويستعرض السفير الإندونيسي، في هذا الحوار مع “الشروق”، جهود بلاده لوقف حرب الإبادة التي بدأها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، لأكثر من شهر، ثم يقدم العلاقات التاريخية التي تربط اندونيسيا وفلسطين إن على المستوى الرسمي أو الشعبي.

حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة تدخل شهرها الثاني، ما تعليق إندونيسيا على ما يحدث؟
نجحت إندونيسيا والدول العربية في الضغط من أجل اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (اقتراح غير ملزم) في 27 أكتوبر 2023، والذي يتضمن دعوة لوقف إطلاق النار في غزة، وفتح الممرات الإنسانية وإمدادات المساعدات الإنسانية الموجهة إلى الفلسطينيين في غزة.
تمت الموافقة على القرار بأغلبية 120 صوتاً ومعارضة 14 وامتناع 45 عن التصويت.
القرار تم اقتراحه من الأردن وشارك في تقديمه 47 دولة، بما في ذلك إندونيسيا، قدمت كندا تعديلاً على الاقتراح، لكنها فشلت في الحصول على دعم أغلبية الثلثين من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتضمن التعديل مواد تقترح “إدانة منظمة حماس على وجه التحديد والمطالبة بالإفراج عن الرهائن الذين اختطفتهم حماس”.
تشجع إندونيسيا إصدار بيان قادة مجلس التعاون الخليجي – قمة الآسيان في 20 أكتوبر 2023، على النحو التالي:
إدانة الهجمات على المدنيين في مناطق النزاع وتشجيع وقف إطلاق النار، وإنشاء الممرات الإنسانية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودعوة الأطراف المشاركة بشكل مباشر في النزاع إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، والضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن، وتشجيع الأطراف على حل النزاع وفق حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967 وفقاً للقانون الدولي.

ما هي الخطوات التي اتخذتها اندونيسيا في هذا الصدد؟
شجعت إندونيسيا إصدار بيان وزراء الخارجية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في 20 أكتوبر 2023، والتي تضمن: الدفع من أجل وقف النزاعات المسلحة وفقاً للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك إنشاء الممرات الإنسانية، وإدانة العنف الذي يتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين، بما في ذلك مواطني رابطة أمم جنوب شرقي آسيا، ودعم حل الدولتين وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
تشجيع أطراف النزاع المسلح على ضمان سلامة جميع المدنيين، بما في ذلك المواطنين الأجانب الذين يحملون جنسية رابطة أمم جنوب شرقي آسيا، إضافة إلى تشجيع المجتمع الدولي على دعم عملية السلام التي من شأنها تحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل في المنطقة.
من التحركات التي قامت بها بلادنا منذ تفجر الوضع، تطرق الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو حول القضية الفلسطينية مباشرة مع ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان آل سعود عندما زار الرئيس الإندونيسي المملكة العربية السعودية، 19 أكتوبر 2023، كما أثارت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي القضية الفلسطينية خلال حديثها مع وزير الخارجية البرازيلي (رئاسة مجلس الأمن)، ووزراء خارجية كل من السعودية، الإمارات، مصر، الأردن، الكويت، أمريكا، ليتوانيا، هولندا، فلسطين.
تم التواصل من قبل الجانب الإندونيسي مع المنظمات الدولية الأخرى، حيث شجعت إندونيسيا، من خلال جلسة طارئة للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية في 18 أكتوبر 2023، على إصدار تم خلاله، الإدانة وبشدة العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة، ونحث على إنشاء ممر إنساني لإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإدانة فشل مجلس الأمن الدولي في التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي، وحث إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.
إدانة منظمة المؤتمر الإسلامي بشدة انتقادات إسرائيل للأمين العام للأمم المتحدة، وتعتبر انتقادات إسرائيل بمثابة ابتزاز سياسي للأمم المتحدة. وتحث منظمة المؤتمر الإسلامي أيضا على تقديم المساعدة الإنسانية الفورية إلى السكان الفلسطينيين المتضررين من الصراع.
في الاجتماع السابع والأربعين لمفوضي مجموعة الثماني في منظمة التعاون الاقتصادي يومي 22 و23 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن بيان مشترك يدين العدوان العسكري الإسرائيلي ويحث على تقديم المساعدة الإنسانية.
في لجنة الأمن الغذائي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أعدت إندونيسيا ومصر مسودة مقترح بشأن غزة، لكن لم يتم اعتماده بنجاح، وستدعم إندونيسيا المبادرة من خلال مجموعة الـ77 والصين في توحيد أصوات الدول الداعمة لفلسطين، ومبادرة الدول العربية لعقد جلسة خاصة حول فلسطين في أقرب وقت ممكن.

ما هو السبيل لوقف سفك الدماء وأغلب الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ؟

في 30 أكتوبر 2023، ألقى رئيس جمهورية إندونيسيا جوكو ويدودو، بيانا صحفيا جاء فيه بشكل أساسي، تأكيد موقف الحكومة الإندونيسية الذي يدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة، وتعرب إندونيسيا عن غضبها الشديد إزاء تدهور الوضع في غزة، وخاصة الوضع الإنساني.
الدعوة إلى وقف العنف في غزة فوراً ومواصلة السعي إلى وقف إطلاق النار. تتواصل إندونيسيا مع العديد من الأطراف لحل المشاكل، والحث على تسريع المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني. وسوف ترسل إندونيسيا المساعدات الإنسانية على الفور.
كان لأندونيسيا، تحرك في القمة الإسلامية الاستثنائية وجامعة الدول العربية، حيث انعقدت القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية حول الوضع في غزة في الرياض في 11 نوفمبر 2023.
ومما قاله الرئيس ويدودو، إن منظمة المؤتمر الإسلامي يجب أن تتحد وأن تكون في طليعة حل الوضع في غزة، وشدد الرئيس على عدة اقتراحات ملموسة، منها وجود تنفيذ وقف إطلاق النار على الفور، وتسريع وتيرة المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها.
كما تم التأكيد على منظمة المؤتمر الإسلامي استخدام كافة الجبهات لمحاسبة إسرائيل على الفظائع الإنسانية التي ارتكبتها، ويجب على منظمة التعاون الإسلامي أن تحث على بدء مفاوضات السلام فوراً من أجل تحقيق حل الدولتين، وأهمية أن تكون منظمة التعاون الإسلامي موحدة وفي المقدمة، باستخدام كافة الوسائل السلمية وكل النفوذ وكافة الجهود الدبلوماسية للدفاع عن العدالة الإنسانية لفلسطين.
وقد أصدرت القمة قرارا يحتوي على 31 قرارًا تحمل رسائل قوية جدًا وقاسية جدًا.
ومن بين محتويات القرار التي استعرضها أمامكم وعلى القراء الكرام، إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، وحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التحرك لإصدار قرار بحيث يمكن وضع حد للفظائع على الفور، وإمكانية وصول المساعدات، وأهمية الالتزام بالقانون الدولي، حث مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار يدين تدمير إسرائيل للمستشفيات في غزة، واستخدام العديد من المحافل لمحاسبة إسرائيل، بما في ذلك من خلال المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، وتفويض الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بإنشاء وحدة مشتركة للرصد الإعلامي لتوثيق كافة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.
وبالنسبة للفقرة 11 من القرار على وجه التحديد، أعطى القادة تفويضًا لوزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا لبدء إجراءات أو البدء في إجراءات نيابة عن منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية لوقف الحرب في غزة وبدء العملية السياسية لتحقيق السلام. وتمثل الفقرة 11 اعترافا من منظمة المؤتمر الإسلامي بنشاط إندونيسيا أو مساهمتها النشطة في مواصلة محاولة حل المشكلة الفلسطينية، وخاصة الوضع في غزة مؤخرا.
كما يدين القرار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدين القرار أيضاً تهجير 1.5 مليون فلسطيني من شمال غزة إلى جنوبها، وهو ما يشكل جريمة حرب وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة، ويشجع القرار على بدء عملية سلام جادة وحقيقية لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، كما يرفض القرار اقتراح فصل غزة عن الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ويؤكد على أن غزة والضفة الغربية وحدة واحدة، ويعمل القرار على تفعيل شبكة الأمان المالي الإسلامية لتقديم الدعم المالي والاقتصادي والإنساني للحكومة الفلسطينية والأونروا.
وعلى هامش اللقاء، عقد الرئيس ويدودو لقاءات ثنائية مع رؤساء فلسطين والأردن وتركيا.

دولة الاحتلال تزعم بوجود قواعد عسكرية لحركة حماس داخل المستشفيات في قطاع غزة، ومن ذلكم المستشفى الإندونيسي، ما ردكم على هذه الاتهامات؟ علما أن المستشفى بني بتمويل من بلادكم؟
نفت وزارة خارجية جمهورية إندونيسيا اتهامات الجيش الإسرائيلي بأن المستشفى الإندونيسي في غزة هو المكان الذي شنت فيه حركة حماس الفلسطينية هجماتها.
انقل لكم هنا التصريح الرسمي للمتحدث باسم خارجية اندونيسيا، الذي قال إن “المستشفى الإندونيسي في غزة هو منشأة بناها الشعب الإندونيسي بالكامل لأغراض إنسانية ولخدمة الاحتياجات الطبية للشعب الفلسطيني في غزة”.
وأوضح أن المستشفى يخضع حاليًا لإدارة السلطة الفلسطينية في غزة بالكامل، رغم أنه في عدة مناسبات، يوجد دائمًا متطوعون إندونيسيون في الخدمة هناك، علاوة على ذلك، يُعد المستشفى حاليًا أحد المرافق الطبية في غزة التي لا تزال تعمل وسط العدد الكبير من القتلى والجرحى بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بالهجوم الذي استهدف المستشفى، أدلت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي مرة أخرى ببيان أدانت فيه باستمرار الهجمات على المرافق المدنية، وتابعت “منذ البداية، أدانت وزيرة الخارجية الإندونيسية باستمرار ودعت إلى الوقف الفوري للهجمات العشوائية على الأهداف المدنية، وخاصة المرافق الإنسانية في غزة، بما في ذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف”.

بين الفينة والأخرى يتم تداول معلومات في الصحافة عن إمكانية تطبيع العلاقات بينكم وبين إسرائيل، ما حقيقة هذه التسريبات؟
لم يتغير موقف إندونيسيا بشأن القضية الفلسطينية، وتؤكد إندونيسيا أن التسوية السلمية تتوافق مع القانون الدولي إلى جانب المعايير المختلفة التي تم الاتفاق عليها، وفي هذه الحالة حل الدولتين الذي تعيش فيه دولتا فلسطين وإسرائيل جنبًا إلى جنب.
إندونيسيا تدعم نضال الشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة وذات سيادة.

يتظاهر آلاف الإندونيسيين بانتظام لدعم فلسطين ورفض المجزرة، ماذا تعني فلسطين للشعب الإندونيسي؟
بالنسبة لإندونيسيا، يُعد دعم فلسطين جزءًا لا يتجزأ من توصية دستور عام 1945 للقضاء على الاستعمار وتنفيذ النظام العام على أساس الاستقلال والسلام الأبدي والعدالة الاجتماعية.
كانت إندونيسيا واحدة من أوائل الدول التي اعترفت بالاستقلال الفلسطيني بعد إعلان دولة فلسطين في الجزائر، في 15 نوفمبر 1988. ومنذ ذلك الحين، ومن خلال مختلف المنتديات، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز، أعربت إندونيسيا باستمرار عن دعمها تجاه نضال الشعب الفلسطيني للحصول على الاستقلال والسيادة الكاملة.
ومن ثم، فإن إندونيسيا وفلسطين لديهما تعاون في توأمة المدينتين، وبالتحديد بين عاصمة البلاد جاكرتا والقدس الشريف. وتم التوقيع على مذكرة التفاهم في 22 أكتوبر 2007 والتي تتضمن التعاون في مجالات مكافحة الكوارث والأزمات والتعليم والتدريب والشؤون الاجتماعية والثقافية.
إندونيسيا هي من بين الدول التي صوتت لصالح أن تصبح فلسطين العضو رقم 195 في اليونسكو في 31 أكتوبر 2011، والحصول على وضع “دولة” (دولة مراقبة غير عضو)، من وضع “الكيان” الوحيد سابقًا (دولة مراقبة غير عضو) . الكيان)، في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29 نوفمبر 2012.
وترتبط إندونيسيا وفلسطين بتعاون ثنائي في مجال التعليم، مما أدى إلى زيادة عدد المواطنين الفلسطينيين والمواطنين الأردنيين من أصل فلسطيني الذين يدرسون في جامعات إندونيسيا، إما من خلال المنح الدراسية أو التمويل الخاص.
وكانت القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC) في عام 2016 في جاكرتا شكلاً ملموسًا من الدعم والتضامن الكامل بين إندونيسيا ومنظمة التعاون الإسلامي بشأن قضية فلسطين والقدس الشريف.

ما هي الرسالة التي حملها الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو نظيره الأمريكي بادين؟
في اجتماع مباشر بين قائدي البلدين، والذي عُقد في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، يوم 13 نوفمبر الجاري، قال الرئيس جوكو ويدودو إن الشراكة بين البلدين يمكن أن تساهم في تحقيق السلام العالمي. ولذلك، دعا الرئيس جوكو ويدودو الرئيس بايدن للمساعدة في وقف الصراع والفظائع التي تحدث في غزة.