-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 المناظرة لم تتوقف!

جمال لعلامي
  • 738
  • 0
 المناظرة لم تتوقف!
الشروق أونلاين

بعيدا عن التقييم والتعويم والتنويم، لقد كانت المناظرة التلفزيونية، بين المترشحين الخمسة لكرسي الرئيس، خطوة في طريق الألف ميل من برج الديمقراطية والتعددية، وحسب الأصداء والكواليس وما يدور في الفايسبوك والشارع، فقد رفعت أسهم مترشحين، وأنزلت أسهم آخرين، أظهرت متنافسين على حساب متنافسين، ومنحت الفرصة للجمهور الذي لم يتابع الحملة الانتخابية عبر الولايات، كي يوزّع النقاط على هؤلاء وينزعها من أولئك!

المناظرة يريدها المواطنون أن تتكرّر مستقبلا مع الانتخابات التشريعية والمحلية(..)، سواء بين مجموعة من المترشحين، أو بين قيادات الأحزاب التي تدخل المنافسة، حتى يزن كلّ طرف نفسه في ميزان الناخبين، قبل أن يقول الصندوق كلمته، بعيدا عن المجاملات وتوزيع الحلويات على متسابقين، أثبتت التجارب السابقة أن “الهفّ” جعلهم يكرّهون المواطنين في الاستحقاقات الانتخابية، وحوّل المنتخبين إلى مشبوهين!

من الطبيعي أن “يشكر حوحو روحو”، فقد انتهت مناظرة الجمعة، لتبدأ مداومات الخمسة والمناصرين لها ومحبيهم، في حملة أخرى، عنوانها استفتاءات وسبر آراء واستطلاعات، تضع كلّ مترشح في الصفّ الأول، وترشحه لرئاسة الجمهورية، انطلاقا مما قاله في المناظرة، وطريقة كلامه وحضوره وتأثيره ومنهجية رده على الأسئلة وتكيّفه مع مطالب الحراك، واستشرافه لما هو قادم من تغيّرات وضروريات!

هذا هو التسويق الانتخابي، فمن حق كلّ مداومة أن تـُبرز مرشحها وتجعله رئيسا قبل الانتخابات، وتركز على نقاط قوته وإيجابيات خطابه ووعوده والتزاماته، لكن الأكيد أن الكلمة الفاصلة تبقى من صلاحية الصندوق فقط وحصريا يوم الاقتراع، ليتبيّن الرابح من الخاسر، وتتضح التوقعات والقراءات والتحليلات والاستنتاجات والأمنيات!

بعد المناظرة، الجزائريون ينتظرون الملموس من الرئيس القادم، مهما كان لونه وانتماؤه، ينتظرون منه “التغيير” وبناء “الجزائر الجديدة”، ومواصلة محاربة الفساد، وإعادة الحقوق الضائعة إلى أصحابها المظلومين.. ينتظرون إعادة قاطرة الاقتصاد إلى السكة، وترميم كرامة الجزائريين بالخارج، والحق في معيشة كريمة بالداخل، وينتظرون الالتزام بكلّ الوعود والالتزامات.. والأهم من كلّ ذلك، عدم تكرار أخطاء وخطايا العشرين سنة الماضية!

يجب ألا تتوقف المناظرة، في التلفزيونات، ولكن عليها أن تستمرّ إلى مناظرات مفتوحة ودائمة بين الرئيس المنتخب من المترشحين الخمسة، وبين المواطنين، الذين اكتووا لسنوات من رئيس لا يظهر، وإذا ظهر لا يكلمهم، وإذا تكلم في مجالس الوزراء النادرة لا يسمعونه ولا يفهمون ما يقول!

في الواقع، الجزائريون عاشوا قبل حراك 22 فيفري، “مرحلة انتقالية”(..)، قبل أن يأخذوا زمام الأمور بأيديهم، ووجدوا المرافقة من المؤسسة العسكرية، التي ضمنت استمرار الهبّة الشعبية، وحمت مسار التغيير، ووفرت الحصانة للعدالة من أجل إسقاط العصابة وتفكيكها.. وهي المهمة التي تنتظر الأغلبية مواصلتها من الرئيس القادم بعد الخميس القادم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!