-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الموت من أجل اللعب

الشروق أونلاين
  • 3682
  • 0
الموت من أجل اللعب

لعب بالموت أو موت من أجل اللعب؟ هو أبشع سؤال لأبشع إجابة ضمن معادلة تبدأ باللعب وتنتهي بالماكسي والضحايا في لعبة كرة القدم التي يعشقها الجزائريون ويفضلونها عن كل القنوات لإفراغ مكبوتاتهم فتمنحهم في غالب الأحيان الدموع بدل البسمات.

  •  وما حدث في سكيكدة وقبله في وهران والعاصمة ومناطق كثيرة من سقوط ضحايا شباب ومراهقين امتهنوا حمل الرايات والأعلام الوطنية فقط في ملاعب الكرة وحفظوا عن ظهر قلب وبإتقان هتافات الملاعب وأناشيد حب الوطن فقط في ملاعب الكرة ومارسوا الوفاء لما يحبون إلى درجة الموت فقط في ملاعب الكرة، هو دليل على أن شبابنا مازال تائها ولا يعلم أن الذين »اخترعوا«الكرة إنما أرادوها لعبة حياة وترفيه ومتعة وصحة وليست دموعا وموتا كما هو حاصل عندنا، والمتمعن لتاريخ الجزائر منذ الإستقلال يجد أن أشهر مشاهد الفرح الجماهيري التي عشناها إنما صنعها عشاق الكرة عقب انتصارات حققتها فرق محلية أو المنتخب الوطني، وعامة الناس مهتمة الآن بما سيقوم به منتخبنا الوطني في رحلة كأس العالم وبقية الأندية في خرجاتها الداخلية والخارجية أكثر من تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية أو إفرازات الصندوق أو غيرها من الإنشغالات ومع ذلك مازلنا نعجز عن استثمار شغف الناس بالكرة إلى درجة الموت ونعجز أيضا عن إطفاء فتيل العنف الذي تحول إلى نعرات جهوية قطعت العلاقات ما بين الجيران وزرعت الفتن ما بين شباب حولوا السفر لمتابعة مقابلة كرة أصعب من مغامرة »حراڤة« في أعماق البحار.
  • ّولاء الشباب الذين يدفعون ما في جيوبهم لأجل متابعة مباريات الكرة ويملأون الملاعب ويسافرون مع أنديتهم داخل وخارج الوطن ولا يفعلون ذلك إلا من أجل الكرة، أما آن الأوان لاستغلال شغفهم حضاريا وثقافيا حتى يحولوا ملاعب الكرة إلى مسارح تجمع الأب وإبنه والجار وجاره ونعيد لهاته الرياضة نكهتها وأيضا بسماتها التي افتقدناها منذ زمن طويل.
  • أبشع ما في الحياة، أن يخرج شاب في العشرين لأجل متابعة مباراة في الكرة ويعود إلى أهله.. في تابوت!!
  •  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!