-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جدل بين الأطباء حول عودة نشاط المصالح الطبية بعد تراجع الإصابات

الموجة الثالثة تحرم الجزائريين من العلاج في المستشفيات العمومية

وهيبة سليماني
  • 3588
  • 0
الموجة الثالثة تحرم الجزائريين من العلاج في المستشفيات العمومية
أرشيف

كمال بوزيد: تعطيل التشخيص يهدّد بارتفاع عدد مرضى السرطان
البروفسور مليك: 80% من المصالح تحوّلت لاستقبال مرضى كورونا
البروفسور سنون: عودة فتح المصالح مرهونة بالتزام الجزائريين بالكمامة
البروفسور قشاوي: الحل في مستشفيات متنقلة لمواجهة موجة رابعة لكورونا

مع التراجع الملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وتسجيل أرقام ما بين 300 إلى 200 إصابة، بدأت بعض المصالح الطبية التي تحوّلت لاستقبال مرضى الوباء، تعود تدريجيا إلى نشاطها الأول عبر بعض مستشفيات الوطن، ويأتي ذلك في ظل مطالب من جزائريين يعانون من أمراض أخرى ويحتاجون إلى تشخيص حالتهم الصحية، حيث يرى هؤلاء أن الوقت حان، لإعادة فتح مصالح طبية مختصة، تم تحويل 80% منها مع الموجة الثالثة لـ”كوفيد 19″.

وبين مؤيد ومعارض، أثير الجدل بين الأطباء ورؤساء المصالح في المستشفيات العمومية، حيث هناك من يرى أن الوضع الصحي مع فيروس كورونا مستقر، وعليه يجب أن تعود كل مصلحة طبية إلى اختصاصها الأول، بعد أن تحوّلت لاستقبال المصابين بالوباء فقط، في حين يؤكد بعضهم الآخر ضرورة إبقاء هذه المصالح مفتوحة لـ”كوفيد 19″ على الأقل لمدة 20يوما قادمة، لأن اللجنة العلمية حددت 39 ولاية معنية بالحجر الصحي.

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، ورئيس مصلحة الإعانة الطبية بمستشفى سليمان عميرات بولاية تقرت، البروفسور محمد الأمين مليك، إن بعض مستشفيات الوطن في ظل الموجة الثالثة لفيروس كورونا تحوّلت إلى مصالح خاصة بـ”كوفيد19″، ووصل في بعض المستشفيات إلى تحويل 80% منها لاستقبال المصابين بكورونا، أما في مستشفى تقرت فقد وصلت هذه النسبة إلى 70%.

وأكد البروفسور محمد الأمين مليك، أن تراجع عدد مرضى كورونا لا يعني أننا تعدينا مرحلة الخطورة، وأن إعادة مصالح إلى حالتها الأصلية مهمة ليست بالسهولة المتوقعة، حيث لا يزال الوضع الصحي في الجزائر مع الفيروس متذبذبا، وأن قرار اللجنة العلمية والطبية بفرض الحجر الصحي على 39 ولاية وفرض حظر التجول ليلا في هذه الولايات، أكبر دليل على عدم استقرار الوضع.
وأوضح المتحدث قائلا “نحن نعلم أن هناك دعوات إلى فتح المصالح الطبية وإعادة عملها الأصلي، الأمر يتعلق بالمجالس الطبية والعلمية وهي التي تقرر حسب ما تراه مناسبا”.

وكشف نائب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، لـ”الشروق”، عن تفاقم الوضع الصحي في الجنوب مع تسجيل إصابات في ظل الموجة الثالثة للفيروس، حيث في مستشفى ولاية تقرت، تم تحويل 90% من المصالح الطبية لاستقبال المصابين بفيروس “كوفيد19″، مشيرا إلى أن مصالح تتعلق بحوادث المرور، وأمراض القلب، وأمراض الأطفال، تحوّلت إلى مصالح كورونا ولم تبق إلا مصلحة تصفية الدم والكلى والاستعجالات.

20 يوما آخر للتأكد من استقرار وتحسن الوضعية

من جهته، أكد رئيس مصلحة الجراحة العامة بمستشفى حسين آيت احمد بحاسي مسعود، البروفسور عبد الحليم سنون، أن 15 أو 20 يوما أخرى لا تزال أمام الجهات الطبية للتأكد من استقرار الوضع الصحي لوباء كورونا، لكي تعود جميع المصالح عبر مستشفيات الوطن التي تم فتحها لمرضى الوباء المستجد، إلى أصلها أي إلى اختصاصات وكلت إليها، مشيرا أن في مستشفى حاسي مسعود 3 مصالح تحوّلت “لكوفيد19″، منها مصلحة تشخيص أمراض القلب ، وأمراض الأطفال والطب الداخلي، حيث لم تترك إلا مصالح لحالات مستعجلة مثل الولادة والجراحة المستعجلة.

ويرى أن عودة كل المصالح الطبية لاختصاصها الأصلي مرهونة بالتزام الجزائريين بالتباعد الاجتماعي والكمامة، وعدم الاستهتار بتدابير الوقاية من وباء كورونا.

كما أوضح أن توفير الأسرّة للمصابين بكورونا مرتبط أيضا بتوفير الأكسجين، حيث عانى مستشفى حاسي مسعود من أزمة الأكسجين عندما كان يستقبل نحو 60 مريضا واليوم تنفس الصعداء ولا يوجد حسب ذات المتحدث، إلا 12 مريضا بفيروس “كوفيد19” في مستشفى حاسي مسعود.

العزوف عن التلقيح لا يزال قائما

وفي ذات الموضوع، قال البروفسور حكيم قشاوي، طبيب عام رئيسي ومنسق الأطباء بمصلحة “كوفيد19” بمستشفى محمد بوضياف بورقلة، إن العزوف عن التلقيح لا يزال مشكلا مطروحا خاصة في ظل الإشاعات المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفي المقاهي والشوارع، وعلى هذا فإن التخوف من موجات أخرى لكورونا وارد، ولا يمكن تجاهله، وعليه فإن فتح كل المصالح الطبية وعودتها لاختصاصها الأصلي، لا يمكن تحقيقه في الوقت الراهن، رغم رجوع بعض المصالح إلى اختصاصات سابقة قبل كورونا.

وأكد أن مستشفى ورقلة، مع بداية الموجة الثالثة لفيروس كورونا كان يستقبل 150 مريض وتحوّلت 80% من المصالح طبية به إلى استقبال المصابين بـ”كوفيد 19″، حيث عادت حاليا، حسبه، كل من مصلحة الأنف والحنجرة وجراحة الأطفال تدريجيا إلى عملها الأصلي بعد فتحها لمرضى كورونا.

وتم حسب البروفسور حكيم قشاوي، مزج بين عدة مصالح بمجرد استقرار عدد إصابات كورونا، حيث دمجت مصلحة جراحة الأطفال مع جراحة الرجال، وفتحت غرفة لمرضى الأنف والحنجرة في مصلحة الجراحة العامة، وغرف في مصلحة الأمراض المعدية لأمراض أخرى.

تخوفات من موجة رابعة أكثر خطرا وانتشارا

وأبدى البروفسور قشاوي، تخوفه من الموجة الرابعة، حيث قال إن كل سرير اليوم في المستشفى وخاصة في مصالح “كوفيد19″، أصبح مرتبطا وجوده بقارورة أكسجين وقناع الإنعاش “زيامي”، والتفكير في فتح مصلحة جديدة لكورونا لا يكون إلا بتحقيق هذه الضروريات.
ودعا إلى مستشفيات متنقلة لحل المشكل وإبقاء كل مصلحة مختصة في خدمة مرضى غير المصابين بالوباء المستجد، حيث هناك أمراض ستظهر، حسبه، نتيجة تأخر التشخيص.

تحويل المصالح الطبية يرفع عدد مرضى القلب والسرطان!

وتوقع نائب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، ورئيس مصلحة الإعانة الطبية بمستشفى سليمان عميرات بولاية تقرت، البروفسور محمد الأمين مليك، ارتفاع عدد المصابين بأمراض القلب، والسرطان بعد مرحلة كورونا، وهذا بسبب تأخر التشخيص بسبب تحويل مصالح خاصة بعلاج مثل هذه الأمراض ومتابعته إلى مصالح لـ”كوفيد19″.

وفي السياق، دعا البروفسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمركز بيار ماري كوري بالعاصمة، إلى ضرورة فتح بعض المصالح الطبية بعد أن تم تحويلها للمصابين بوباء كورونا، حيث قال إن مصلحة طب العظام ومصالح أخرى بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، لم تعد تستقبل مرضاها بسبب كورونا ما قد يؤدي إلى تطوّر المرض خاصة إذا تعلق الأمر بالسرطان، موضحا أن حتى بعض الأمراض إذا لم تعالج تتسبب في أمراض سرطانية.

من جهته، قال غاشي الوناس، الأمين العام للنقابة الوطنية لشبه الطبيين، الذي يعمل بمستشفى بن عكنون المختص في جراحة العظام والتأهيل الحركي، إن هناك عودة تدريجية لفتح مصالح طبية مختصة أمام مرضى غير مصابين بكورونا، ولكن يجب إبقاء حالة التأهب وتحضير المستشفيات لموجة رابعة متوقعة، وذلك بتوفير الأكسجين، مشيرا إلى أن الوباء سيزيد من أمراض القلب والسرطان وأمراض أخرى بسبب تأخر التشخيص، وعلاج هذه الأمراض.
وتأسف لوجود بعض النقائص في ظل هذا الوضع المتذبذب، حيث يدفع، حسبه، المرضى الجزائريون ضريبة مرحلة جائحة الوباء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!