-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

النجمـة السداسيـة ليسـت حكـرا على اليهـود

بوزيان الدراجي
  • 3333
  • 0
النجمـة السداسيـة ليسـت حكـرا على اليهـود

قـام ـ مؤخـراً ـ بعـض النـواب في المجلـس الوطـني الشعـبي بمساءلـة وزارة الشؤون الدينيـة بخصـوص زخرفـة تمثـل نجمـة سداسيـة حملهـا غـلاف أحـد المصاحـف المعروضـة للبيـع في الجزائـر.

والظاهـر أن نـواب الشعـب اعتقـدوا أن المصحـف يحمـل عـلى غلافـه نجمـة علـم إسرائيـل. بينمـا الواقـع غيـر ذلـك تمامـاً. لأنهـم بذلـك يمنحـون اليهـود حقـاً ليـس لهـم، ويسلمـون بـأن النجمـة السداسيـة ـ في أصلهـا ـ لليهـود. بينمـا الواقـع يُكـذّب ذلـك. لأنهـم اتخذوهـا شعـاراً لهـم في علمهـم في مؤتمـر مدينـة بـال سنـة 1879م. عـلى أن تكـون النجمـة بمواصفـات معينـة ولـون أزرق.

وربمـا تأثـروا ـ في ذلـك ـ بمـا اخترعـه النمساويـون عنـد هجـوم السويدييـن عـلى مدينـة بـراغ؛ إذ أمـر فيردينانـد الثالـث إمبراطـور النمسـا بـأن تتشكـل مجموعـات مقاومـة مـن الفئـات العرقيـة المتواجـدة في مدينـة بـراغ؛ فقـام أحـد القساوسـة باختـراع رايـة لليهـود؛ ابتكرهـا مـن الحـرف الأول لاسـم داود باللاتينيـة؛ فكتـب عـلى رايـة المجموعـة اليهوديـة حـرف الـدال مقلوبـاً؛ ثـم أضـاف إليـه حرفـاً مشابهـا معاكسـا لـه؛ فأضـحى الرمـز يشبـه النجمـة السداسيـة. لذلـك فقـد زعمـوا أن هـذه النجمـة هي نجمـة داود، أو درع (ماقـن داود MAGEN DAVID).

وعليـه فليسـت كـل نجمـة سداسيـة مطابقـة لنجمـة علـم إسرائيـل. وكمـا تختلـف النجـوم الخماسيـة بيـن نجمـة العلـم الصيـني وعلـم الإتحـاد السوفيـاتي سابقـاً والعلـم الأمريـكي؛ تختلـف أيضـاً نجمـة علـم إسرائيـل السداسيـة عـن بقيـة النجـوم ذات الأضـلاع الستـة.

أمـا حقيقـة النجمـة السداسيـة؛ فقـد كانـت جـزءا هامـاً مـن زخـارف الفـن الإسـلامي قبـل أن يتبناهـا اليهـود أنفسهـم في علمهـم. إذ كانـت تزيـن مساجـد عديـدة في العالـم الإسـلامي كلـه؛ في مشـرق الأرض ومغربهـا. وقـد تأثـر الفنانـون المسلمـون بشكـل النجمـة السـداسي مـن خـلال احتكاكهـم بالحضـارة الهنديـة. حيـث أن النجمـة السداسيـة كانـت إحـدى الرمـوز المقدسـة لديهـم منـذ أقـدم العصـور. وترمـز للذكـورة والأنوثـة. فبينمـا يمثـل المثلـث الصاعـد بقمتـه إلى الذكـورة؛ يمثـل المثلـث المعكـوس النـازل برأسـه إلى الأنوثـة؛ وبالتحـام المثلثيـن؛ تتولـد الخصوبـة، ويتكاثـر النسـل.

كمـا ثبـت ـ مـن خـلال مـا اكتشفـه علمـاء مصر ـ أن النجمـة السداسيـة كانـت إحـدى الرمـوز المقدسـة الفرعونيـة. كذلـك الحـال بالنسبـة للرومـان؛ إذ ثبـت بأنهـم اتخـذوا النجمـة السداسيـة شعـاراً في معابدهـم.

وعـلى هـذا؛ لا يحـق لنـا التنـازل عـن زخرفـة فنيـة إسلاميـة؛ بمجـرد مزاحمتنـا مـن قبـل آخريـن؛ لـكي يغتصبـوا شيئـاً ليـس لهـم. فـإذا تركنـا لهـم كـل مـا يزعمـون أنـه لهـم؛ سـوف يـأتي يـوم يصبـح كـل شيء لهـم بالاغتصـاب والدجـل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!