النفايات تُفقد لؤلوة بجاية بريقها وتُنفر قاصديها

لم تعد زرقة البحر، الهدوء والجمال كل ما تعرف به بوليماط أو لؤلؤة بجاية، كما يحلو للبعض تسميتها، حيث أصبحت النفايات ملازمة لها في السنوات الأخيرة ولا تغادرها وجعلها التجار الناشطون فيها تستقبل الزوار بروائحها الكريهة ومنظرها الذي غطى الجمال الطبيعي للمكان وحول متعة زوارها إلى كوابيس تجعلهم يندمون على قصدها.

لم يكتف تجار منطقة بوليماط السياحية بالساحل الشمالي لولاية بجاية، بالمفرغة العمومية التي تتربع على هكتارات من الغطاء الغابي لمنطقة سياحية بامتياز، ليزيدوا من معاناة الزوار والمصطافين برص النفايات على طول مدخل الساحل الرئيسي لبوليماط، في منظر تشمئز له النفوس ويزكم الأنوف، حيث تنتشر الأوساخ ومخلفات المصطافين وحتى المحلات التجارية الناشطة في المكان على حافتي الطريق، وهو المشكل الذي يتجدد مع كل موسم اصطياف، بالرغم من الوعود التي تقطعها السلطات المعنية كل سنة، قصد تحسين نوعية الخدمات وتوفير شروط النظافة والاستقبال، إلا أن عشاق المنطقة أصبحوا ينفرون منها بسبب الأوساخ التي شوّهت جمالها وجعلتها تفقد بريقها من موسم لأخر.

معاناة قاصدي بوليماط لا تنتهي عند النفايات التي تستقبلهم بدل الوجه الطبيعي لها، وروائحها التي طغت على نسمات البحر، حيث يصطدم هؤلاء بجشع التجار والأسعار الخيالية التي يعتمدونها إذ لا تقل تكاليف قضاء يوم واحد لعائلة من 6 أفراد عن 7 ألاف دج فما أكثر، ناهيك عن التفكير في قضاء أيام بلياليها هناك، حيث لا تختلف تكلفتها عن السفر خارج البلاد، وأكدت بعض العائلات التي التقيناها في المكان، أن بوليماط من بين الشواطئ العائلية التي تعرف إقبالا كبيرا منذ سنوات، إذ تقصدها العائلات نظرا لتوفر الأمن فيها، وكذا انعدام المضايقات والمعاكسات، إلى جانب كونها من بين أجمل الشواطئ وأحسنها، إلا أن سوء التنظيم ورفع النفايات بشكل يومي وكذا التهاب أسعار الخدمات، جعل المنطقة تفقد عشاقها من موسم لأخر، ما يستوجب تدخل السلطات لإنقاذ إحدى الوجهات السياحية التي تزخر بها ولاية بجاية، رغم كونها بعيدة عن الاستغلال الأمثل لمؤهلاتها الطبيعية التي تجعل منها الوجهة السياحية الأكثر استقطابا لسكان الولايات الداخلية والشمالية.