-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يقضون ساعات طويلة في استعمالها

الهواتف تسرق الأطفال من طفولتهم وتسبّب لهم الإدمان!

سمية سعادة
  • 2946
  • 5
الهواتف تسرق الأطفال من طفولتهم وتسبّب لهم الإدمان!

لم يعد خافيا على أحد أن الأسرة الجزائرية باتت تستعين بالهواتف المحمولة والألواح الالكترونية في التخلص من الإزعاج الذي يسببه أطفالها.

وبالرغم من أن الأولياء يعلمون جيدا حجم الخطر الذي يتهدد أطفالهم الذين يمارسون الألعاب الالكترونية لساعات طويلة، إلا أنهم عاجزون عن إيجاد البديل لهم، خاصة وأنهم دخلوا مرحلة الإدمان الالكتروني، وبات الوقوف في وجوههم أشبه بالوقوف في وجه عاصفة قوية.

وأصبحنا والحال هكذا، نشاهد أطفالا صغارا لا يزالون يستعملون الرضّاعات والمصّاصات” سوسات” يحملون الهواتف ويمارسون الألعاب الالكترونية باحترافية كبيرة وكأنهم تعلمونها في بطون أمهاتهم!.

إحدى السيدات، تروي موقفا غريبا جرى أمامها، حيث جعلها مصدومة للغاية، إذ تقول إنها شاهدت طفلا صغيرا يبدو في الرابعة أو الخامسة من العمر في إحدى المنتزهات التي زارتها رفقة زوجها وأطفالها.

كان الطفل يجري ويصرخ، ثم تقدّم نحوها وحاول أن ينزع منها هاتفها، فتمسكت به لكنه أصرّ على انتزاعه منها لدرجة أن ابنتها أصبحت تبكي وتقول له: “اترك أمي”.

تقول هذه السيدة إنها اعتقدت للوهلة الأولى أن الطفل مصاب بالتوحد، ولكنه تركها وذهب إلى أشخاص آخرين وحاول أن يفتش جيوبهم وحقائب اليد بحثا عن الهواتف، فتقدم زوجها من والده ليفهم الأمر فأخبره أن ابنه مدمن على الهاتف ولا يستطيع أن يجلس دقيقة بدونه، ورغم أنه أخرجه من البيت ليتسلى قليلا وينسى الهاتف، إلا أنه لم يتوقف عن البحث عن هاتف ما بطريقة غريبة ومثيرة للانتباه.

حول نفس الموضوع، تقول أم عمران، إنها هي الأخرى شاهدت طفلا صغيرا في الحضانة التي يرتادها ابنها، حيث يظل يبكي ويصرخ من الثامنة صباحا حتى منتصف النهار من أجل أن يعود للبيت ويلعب بالهاتف، وبقي على هذا الحال لمدة أسبوع حتى تعوّد على الحضانة ونسي الهاتف.

أما السيدة خليصة، فتقول عن ابن شقيق زوجها الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات إنه يجبر عمه على دفع مستحقات الانترنت حتى لا يفقد صلته بالألعاب الالكترونية التي بات مدمنا عليها.

عدم تنظيم الوقت

ولإلقاء الضوء على هذه الظاهرة غير الصحية التي اقتحمت البيوت الجزائرية، تواصلت “جواهر الشروق” مع الأخصائية النفسانية للأطفال والمراهقين، أسماء مصباحي، التي تقول أن الأسباب التي تدفع الأطفال للإدمان، هي عدم تنظيم الوقت في استخدام الهاتف، ومتى يجب أن يستعمل، وما هي الأشياء المسموح لهم بمشاهدتها؟.

وتشير مصباحي في حديثها إلى إن استعمال الهاتف أو مشاهدة التلفاز قبل ثلاث سنوات يسبب عدة اضطرابات، من بينها التوحد وفرط الحركة والتأخر في النطق وغيرها من الاضطرابات التي تكون لها علاقة بالتواصل اللغوي أو حتى الاجتماعي.

اكتشاف عالم ممتع

وتحمّل الأخصائية النفسانية الأسرة المسؤولية في وصول الطفل إلى مرحلة الإدمان، ذلك لأنها لا تراقبه ولا تحدّد له الوقت الذي يلعب فيه الأمر الذي يجعله يكتشف عالما جديدا وغريبا وممتعا فينغمس فيه، وعندما يلاحظ الآباء أن الطفل وصل إلى مرحلة الإدمان يسحبون منه الهاتف مرة واحدة وهذا خطا كبير.

أضرار عضوية ونفسية هل يسب الإدمان على الهاتف تلف في خلايا المخ؟

إجابة على هذا السؤال، تقول الأخصائية النفسانية أسماء إن هناك نظريات تشير إلى إمكانية إصابة خلايا في المخ بالتلف، دون أن نغفل عن الإجهاد الذي يحدث للعينين مما قد يسبب في قصر النظر للطفل.

أما من الناحية النفسية، فالإدمان على الهاتف يسبب خمولا شديدا فيتوقف العقل عن التفكير، ويفقد الطفل القدرة على التركيز أو التفكير في شيء معين، وفي حالات عديدة يسبب الخمول للطفل حالة من الاكتئاب فلا يصبح قادرا على مغادرة فراشه ويمتنع عن الأكل ولا يرغب في شيء سوى مشاهدة الهاتف.

سحب الهاتف بالتدريج

استطاعت النفسانية أسماء مصباحي أن تعالج العديد من حالات الإدمان، من خلال سحب الهاتف تدريجيا من الطفل الذي يكون دون الرابعة.

أما فوق هذا السن، فيتم تنظيم وقت استعمال الهاتف مع مراقبة الأشياء التي يشاهدها، حيث إنه في هذه المرحلة يحب الطفل تقليد شخصيات معينة قد تصدر عنها تصرفات سيئة مما يؤثر عليه سلبا، وعلى المجتمع أيضا.

وتؤكد أسماء على ضرورة جعل الطفل يتعرف على أشياء أخرى يمضي بها وقته، مثل ممارسة الرياضة والألعاب مع الأطفال وقراءة القصص.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • موسطاش

    الصورة التي في المقال تغني عن كل تعليق، الهاتف النقال أصبح الدجال الجديد الذي غزى الأسرة الجزائرية بعد تبخر تأثير البارابول. لقد قرّب البعيد (المجهول في أغلب الأحيان) و بعّد القريب الواقعي (الوالدان و الأخوة و الجيران).

  • قالك

    قالك نشطاء فيسبووكيون ههههه

  • احمد

    حتى ان عينها تكذبان وهي سوداء القزحية ووضعت عدسات زرقاء ويقال انها تتكلم الفرنسية ولغات اجنية ووغبية

  • kheddam

    L'UTILISATION NEGATIVE DE LA TECHNOLOGIE..MEME AVEC LES ADULTES C LA MEME CHOSE...MARNACH TA3 HADHARA W TA9ADOM

  • احمد

    توتاي ...فون ..بابا كلها تعني هاتف نقال