-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الوحدة الروحية ستنتصر

الوحدة الروحية ستنتصر

إنك تستحضر بحق عظمة أمة الإسلام عندما ترى أفرادها من مشارق الأرض ومغاربها يجتمعون في الحرم المكي أو المسجد النبوي وهم على قلب واحد باختلاف ألسنتهم وألوانهم وحكوماتهم ودولهم، جميعهم يشعرون بأنهم يحملون الروح ذاتها، كلٌ لا يختلف في جوهره عن الآخر إن كان من مشارق الأرض أو مغاربها… فكيف لا تُثير فينا عناصر هذه الوحدة مشاعر الفخر والاعتزاز؟
لطالما تم وصف المسلمين بالفوضى وانعدام الانضباط وعدم القدرة على التنظيم… ناهيك عن تلك الصفات الأخرى السلبية والمُثبِّطة للعزائم التي تم زرعها في عقولنا وتمت رعايتها عبر وسائلهم المُتعدِّدة لِعقودٍ من الزمن.. لكنك عندما ترى عشرات الآلاف يطوفون بالكعبة في نظام مُحكَم على مدار الساعة من دون حادث يُذكر، وهم في قمة الانضباط رجالا ونساء، يتأكد لك أننا بالفعل في طريق الانتصار على الجهل والتخلف الذي طالما أرادنا الغرب أن نغرق فيه.
العكس تماما هو الذي يحدث اليوم داخل الأمة الإسلامية، مزيد من الشباب يحجّ ويعتمر، ومزيد من الأسر تتوجه بصفة جماعية إلى بيت الله الحرام، ومن لم تسعفهم الإمكانات تجدهم يسعون بكل الوسائل لتحقيق هذا الحلم، حتى أقلّ الناس قدرة مالية أو بهم ضعف جسدي تجدهم يحلمون ويجتهدون للقيام بمثل هذه الزيارة.
أليس هذا دليل قوة روحية كامنة عند المسلمين؟ ألسنا في حاجة فقط إلى الثقة في نصر الله تعالى القادم لكي تُفتح أمامنا جميعُ أبواب التقدُّم؟
لقد عمل الغرب لقرون من الزمن على ترسيخ فكرة أننا دون مستوى الحضارة، وحتى دون مستوى الإنسان، وازدادت حملته سعارا منذ أن وحَّد قواه وتمكَّن من التآمر على سقوط الخلافة الإسلامية سنة 1923، ولكن بعد قرن بالضبط من هذا التاريخ ها هي بشائر الأمل تعود إلى أمتنا، وفي ذات الوقت بشائر اليأس تَتَابع تَترى لدى ما يُعرف اليوم بالدول المتقدمة.
إننا في مرحلة تحول مفصلية في تاريخنا المعاصر، ووعيُنا بحقيقة هذه المرحلة كفيلٌ بأن يزيد من تسارع عودتنا إلى قوة الموقف التي بلا شك ستنتصر على موقف القوة الذي يميل ميزانه الاستراتيجي بكل المقاييس لصالح الغرب.
وأنت ترى جموع المسلمين اليوم وهم متحدون روحيا رغم الدسائس والمخططات والحرب المعلنة والخفية على عقولنا وعقول أبنائنا، وسياسات التفرقة والتشتيت بين دولنا، تتأكد أن معركة المستقبل ستُحسَم لصالحنا بإذن الله ولو طال الزمن.
إن أمة مازالت متمسكة بجوهرها الروحي لن تنهار أبدا.. وأمتنا كذلك وكثيرة هي الإشارات الحاملة للمستقبل الدَّالة على ذلك. فقط علينا التقاطها والتحرر تدريجيا من تلك الحالة الشعورية التي تم إغراقنا فيها لا نرى فيها سوى عيوبنا ونقاط قوة الآخر.
لقد حان الوقت أن نرى أيضا عيوب الآخر ونقاط قوتنا، وذلك هو الموقف الصحيح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!