-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتخابات تفتح الطريق بين غزة ورام الله

انتخابات تفتح الطريق بين غزة ورام الله
ح.م

غزة ورام الله، سلطتان متباعدتان لدولة لم تر النور بعد فوق أرض تفصل أجزاءها المسافات المتباعدة، ولا طريق واصل بينهما، إحداها لا تعترف بشرعية الأخرى، والصراع بينهما في أوجه، لا يجمعهما أي قاسم مشترك، حتى القضية المصيرية تشتت في خلافهما الأعمق، احتكما مؤخرا إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مرتقبة، تعترضها العراقيل.

صراع اختارت السلطتان نقله إلى صناديق اقتراع، بغية حسمه في انتخابات حدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس موعدا قريبا لإجرائها، مع إدراك العراقيل التي تعترضها، اتفق الطرفان فتح وحماس ومن ورائهما الفصائل المتعددة، على الالتزام باستحقاقها كإجراء مؤجل منذ سنوات طويلة، يضع حدا لوجود سلطتين تتقاسمان حكم شعب واحد يتوزع في قطاعين وباقي مناطق الشتات.

جاء الاتفاق على الاستحقاق الانتخابي، نتيجة حوار وطني تصالحي بين الأطراف المتناحرة، هدفه وحدة الصف الفلسطيني في نضاله الشرعي من أجل استرداد حق وطني مشروع، حوار لم يحسم نقاط الخلاف العالقة لحد هذه اللحظة بما يهدد الموعد الانتخابي المرتقب.

حركتا فتح وحماس بدأتا حوار المصالحة في اجتماعات ثنائية انعقدت في تركيا سبتمبر الماضي بإعلان الاتفاق على “رؤية مشتركة بينهما ستقدم للحوار الوطني الشامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية”.

وتعهدت الحركتان حينها بـ”العمل المشترك والموحد على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه، والتصدي لكل المؤامرات حتى تحقيق الاستقلال الكامل متمثلاً في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

وتجدد الحوار الوطني الفلسطيني مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

في العاصمة القاهرة، برعاية مصرية، لتذليل عقبات تنظيمها في موعدها المعلن، من خلال تحقيق التقارب الإجرائي بين سلطتي رام الله وغزة.

والمسؤولية الآن تقع على عاتق فتح وحماس والفصائل الفلسطينية في إزالة العقبات أمام إجراء الانتخابات التي تنهي حالة الانقسام الوطني في ظل تحديات عالمية وإقليمية يسعى “الكيان الإسرائيلي” لاستثمارها لصالحه.

وتنحصر العقبات المتوقعة مبدئيا في أمور قانونية وأمنية وفنية، يمكن تجاوزها من أجل عملية انتخابية ناجحة، تخضع لسلطة إشراف قضائي واحد، بعد تخطي عقبات الخلاف الجوهرية، والاتفاق على برنامج موحد يجسد المبادئ الوطنية الثابتة، يفتح باب التفاوض المتوقف مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2017، وإقرار حل الدولتين الذي أعلن الرئيس جو بايدن الالتزام به في تحقيق السلام بالشرق الأوسط.

ستجري الانتخابات على ثلاث مراحل وفق المرسوم الرسمي الرئاسي، تبدأ بانتخاب برلمان تشريعي في 22 ماي، انطلقت حملته الدعائية الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية، وانتخابات رئاسية تنطلق في 31 جويلية، وانتخاب المجلس الوطني “المنفى” لمنظمة التحرير الفلسطينية في 31 أوت المقبل.

تبشر المعطيات الأولية بسيرها في طريق سليم، طالما اندرجت المفاوضات بين جميع الفصائل وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، على قاعدة الشراكة التفاعلية في دوائر عمل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، في إنشاء سلطة واحدة برئيس منتخب وبرلمان شرعي لا يقصى فيه أحد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!