-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دراسة تستنطق النصوص المكتوبة والروايات الشفوية

انتشار الاسلام وحضارته في أدغال إفريقيا

ع.ع
  • 639
  • 0
انتشار الاسلام وحضارته في أدغال إفريقيا

صدر حديثا كتاب “انتشار الاسلام وحضارته في أدغال إفريقيا”، للباحث الأكاديمي نور الدين شعباني، عن دار “ألفا دوك” الجزائرية، وهو محصلة علمية قيمة لسنوات من التنقيب والتدقيق في مجالات تاريخ افريقيا جنوب الصحراء.

ويعالج الإصدار الجديد ظاهرة انتشار الإسلام ومعه الحضارة العربية الاسلامية في منطقة الغابات، أي في منطقة جنوب مدار السرطان، وفي أفريقيا من زوايا عمودية، بعدما غلبت على الدراسات السابقة الطابع الأفقي، على حد تعبير المؤلف.

واعتمد الباحث في منهجه على مقاربات جديدة، تقوم على استنطاق النصوص التاريخية المكتوبة، وكذا دراسة الروايات الشفوية الافريقية ومقارنتها مع بعضها البعض، ثم اسقاطها على النصوص المكتوبة قدر الامكان، بالإضافة إلى الرجوع الى الدراسات الاكاديمية لمختلف المدارس التاريخية.

وبذلك خرج الكاتب بتصور للظاهرة التاريخية، خاصة بعدما دقق في تاريخ العائلات والاسر الافريقية الحاكمة في منطقة الغابات الافريقية وما وراءها، سواء في غرب افريقيا او شرقها او وسطها وحتى جنوبها.

وجاء الكتاب في 315 صفحة موزعة على خمس فصول، بالإضافة الى مقدمة و خاتمة، حيث كان الفصل الاول بعنوان “انتشار الاسلام في غرب افريقيا”، بدأه صاحبه بمراجل انتشار الاسلام في المنطقة، بدء بالفتوحات الاسلامية في القرن الاول من الهجرة/السابع ميلادي، وحدودها في منطقة الصحراء الافريقية الاولى، واعتناق سكان الصحراء لديانة التوحيد، مبرزا دور المرابطين وملوك السودان المسلمين في نشر الاسلام بين صفوف سكان غرب افريقيا.

ثم تطرّق الى أثر انتشار الاسلام في تلك المنطقة، كالحياة العلمية وكذا انتشار المذاهب الفقهية والطرق الصوفية، كما أظهر في الفصل الأول دور علماء الجزائر في نشر الاسلام بمنطقة الساحل الافريقي، وخاصة علماء توات وتلمسان بالخصوص.

أما في الفصل الثاني، فقد تعرض المؤلف الى انتشار الاسلام بمنطقة الغابات الاستوائية، حيث ركز كثيرا على دور طائفة الديولا (التجار المتنقلين) في إيصالهم للإسلام الى غاية كوت ديفوار ومنطقة كونغ بطريقة سلسة وهادئة، بالإضافة الى توضيح طريقة انتشار الاسلام في منطقة نهر الفولتا (بوركينا فاسو، غانا، طوغو وبنين)، مبرزا هنا الدور الكبير الذي لعبته طائفة اليارسي والداغومبا.

وفي الفصل (انتشار الاسلام في منطقة بحيرة تشاد و السودان الاوسط)، تطرق المؤلف الى ظهور الاسلام في ممالك بورنو وكانم والدور الكبير الذي قام به الملك إدريس ألوما في ذلك.

بينما تناول في الفصل الرابع انتشار الاسلام في منطقة الكونغو، ومالاوي، من خلال ابراز دور التجار العُمانيين الذي كانوا متمركزين في إمارة زنجبار وطريقة توغلهم الى منطقة نهر الكونغو، وهنا ركز كثيرا على التاجر العماني حمد بن احمد المرجبي، والذي اقام أول إمارة اسلامية عربية داخل أدغال الكونغو، شارحا دور شعب الكوتا كوتا في نشر الاسلام بمالاوي.

أما الفصل الخامس فقد خصصه الباحث لانتشار الاسلام وحضارته في الحبشة وشرق إفريقيا، وظهور ممالك الطراز في منطقة الصومال الحالية، والصراع بين المسيحيين والمسلمين في الحبشة، وجهاد المسلمين بقيادة أحمد بن إبراهيم، كما تطرق بالشرح والتحليل الى ظهور نهضة إسلامية في ممالك الفونج ودارفور وكردفان، ليختم في مبحثه الاخير بالإسلام في جزيرة زنجبار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!