-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

باحثون يكشفون: أزيد من 10 ألاف جزائرية التحقن بالثورة التحريرية

سمية سعادة
  • 1008
  • 1
باحثون يكشفون: أزيد من 10 ألاف جزائرية التحقن بالثورة التحريرية

قدّر باحثون جزائريون أن عدد النساء اللواتي انضممن إلى صفوف ثورة التحرير يتجاوز 10 آلاف امرأة منهن 1755 عسكرية في جيش التحرير.

وقد لعبت المرأة الجزائرية دورًا مهمًّا في تحرير البلاد من نير الاستعمار الفرنسي، وشاركت بفعالية، إلى جانب الرجل، في تلك المعركة المسلّحة.

ورغم هذه التضحيات، لم تنل المرأة حقّها من الاحتفاء، وبقيت مشاركتها في الثورة التحريرية حبيسة مناطق الظل في كثير من الأحيان.

ويؤكد موقع “الجزيرة نت”، في مقال نشره بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بأنّ الكثير من النساء الجزائريات اللواتي شاركن في ثورة التحرير، سطع نجمهنّ عبر العالم، وسجّلن أسماءهنّ بأحرف من ذهب، على غرار المقاومات لالة فاطمة نسومر ولالة زينب القاسمي، والشهيدات حسيبة بن بوعلي ومليكة قايد وفضيلة سعدان، والمجاهدات الجميلات الثلاث كما يطلق عليهنّ: جميلة بوحيرد، وجميلة بوعزة، وجميلة بوباشا.

وأثبتت المرأة في نضالها، عبر مسيرة تحرير البلاد من الاستعمار، شجاعة فائقة قلّ نظيرُها، كما أكّدت أيضا قدرات فائقة على أداء كلّ المهام التي أوكلت لها، فكانت قادرة على وضع القنابل، واختراق صفوف المحتلّين، وهو الأمر الذي أهّلها إلى أن تنضمّ إلى صفوف الفدائيين الجزائريين الأوائل.

وقد نصّت وثيقة الصومام (20 أوت 1956)، على المهام الأساسية المنوطة بالمرأة الجزائرية في ثورة التحرير، في حدود العادات والتقاليد الاجتماعية، والتي حدّدتها بمؤازرة المحاربين والمقاومين مؤازرة أدبية، إضافة إلى تقديم الأخبار والمشاركة في الاتصالات والتمويل وتهيئة الملاجئ، مع مساعدة عائلات وأبناء المجاهدين والأسرى المعتقلين.

وبحسب “الجزيرة نت”، فإنّ المؤرّخين يُصنّفون مشاركة المرأة الجزائرية في الكفاح المسلّح ضمن نطاق ثلاث فئات وهي “المجندات المتعلّمات، ثم المجندات غير المتعلّمات، وأخيرا المناضلات في جيش التحرير الوطني”.

أمّا الفئة الأولى (المجنّدات المتعلّمات)، فقد بدأت العمل بالمدن في صفوف الفدائيين، وقد لعبت دورا مشرفا في العمليات الفدائية والاتصالات والأخبار وجمع الأموال.

ولمّا تمكّنت السلطات الاستعمارية من اكتشاف أمر الكثيرات منهنّ، اضطرّت الأخريات إلى الفرار والالتحاق بالجبال لمواصلة معركة التحرير.

أما المجندات غير المتعلمات، فإن معظمهنّ من سكان البادية، حيث توجد قلاع الثورة ومراكز جيش التحرير، وقد لعبن دورا هامّا في تغذية الجيش وإعلامه، فكان لكل فرقة منه مسبلتان أو ثلاث.

في حين أنّ المناضلات في جيش التحرير الوطني هنّ من شغلن مناصب سياسية في الأرياف والبوادي، حيث تكفلن بجمع الاشتراكات والتوجيه والإعلام وتقصّي الأخبار حتى لُقبن بعيون الثورة”.

ويُقدّر العديد من الباحثين أعداد النساء اللّواتي التحقن بصفوف الثورة 10 آلاف و949 امرأة، منهنّ 9194 مناضلة مدنية، و1755 عسكرية في جيش التحرير.

ولم تتخلّف المرأة الريفيّة عن المساهمة في الثورة التحريرية، بل كانت تمثّل النسبة الأكبر، حيث تُقدّر المراجع التاريخيّة أنّ 70 بالمائة من النساء اللّواتي التحقن بالثورة كنّ من الأرياف، في حين مثّلت المرأة الحضرية 20 بالمائة.

وقد دفعت المرأة الجزائرية نتيجة انخراطها في الكفاح المسلّح ودعم الثورة التحريرية، ثمنا باهظا، من سجن وتعذيب واغتصاب، وهو ما كشفت عنه شهادات مجاهدات أمثال زهرة ظريف التي سجّلتها عبر صفحات مذكراتها، ونقلت صورًا مروّعة عمّا كانت تعانيه رفيقات السلاح في سبيل تحرير الجزائر.

وبالرغم من الفقر والجهل الذي كانت تعانيه المرأة الجزائرية في بدايات الثورة التحريرية (1954/1962)، إلا أنّ ذلك لم يمنعها من أداء واجبها كاملا في معركة التحرير، وكانت مثالا واضحا عن أرقى صور التضحية والفداء، إلى درجة جعلت منها أيقونة عن التحرُّر جابت أقطار المعمورة، وليس أدلّ على ذلك من الصورة الجميلة والمؤثّرة التي شكّلتها تضحيات المجاهدة جميلة بوحيرد في الذاكرة الجمعيّة الجزائرية، والعربيّة، وحتى العالميّة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عمر

    كعدد المجاهدين هم اكثر من عدد سكان الجزائر سنة 1954