-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بالتفاصيل : هذه مشاريع الجزائر الكبرى الـ 5 في إفريقيا

ماجيد صراح
  • 20386
  • 0
بالتفاصيل : هذه مشاريع الجزائر الكبرى الـ 5 في إفريقيا

باطنها غني بالمعادن والمواد الأولية، مساحتها تقدر بأكثر من 30 مليون متر مربع، ويعيش عليها أكثر من 1.3 مليار نسمة، لكن إفريقيا لا تزال تعاني من الفقر، وضعف في التنمية والتبعية. وضعية اقتصادية ضربت البلدان والشعوب الإفريقية وخلقت أزمات في القارة، كثيرا ما كانت تتبعها تدخلات من قوى أجنبية.

قناعة منها بارتباط الأمن والاستقرار في إفريقيا بالتنمية، تريد الجزائر المساهمة في تحريك المياه الراكدة في المجال التنموي في القارة وذلك بتجسيدها لعدة مشاريع مع دول القارة، تنتظر منها أن تعود بالرخاء على الشعوب الإفريقية وتساهم في حل جزء من مشاكلها.

 الطريق العابر للصحراء، أنبوب الغاز العابر للصحراء، الربط بالألياف البصرية، التنقيب على البترول في النيجر و ربط كل من نيامي وباماكو بالسكة الحديدية، هي المشاريع الإستراتيجية الضخمة التي تعول عليها الجزائر لتحقيق أهدافها بالمساهمة في دفع عجلة التنمية في القارة بالشراكة مع الدول الإفريقية.

كما تعمل الجزائر أيضا من أجل فتح خط بحري لنقل البضائع مع نواكشط الموريتانية، وفتح خط بحري نحو داكار السينيغالية، وخط بحري آخر نحو السينيغال. كما ستقوم أيضا في الأشهر القليلة المقبلة بفتح أول مصرف جزائري في العاصمة السينيغالية داكار.

إضافة لهذه المشاريع، قررت الجزائر التي تعد ثالث قوة اقتصادية وثاني قوة عسكرية في إفريقيا، خلق الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، والتي قررت أن تضخ إليها مليار دولار وذلك بهدف تمويل مشاريع تنموية في الدول الإفريقية، لا سيما المشاريع ذات الطابع الإندماجي، في المجالات الإقتصادية، الإجتماعية، الإنسانية، الثقافية، والدينية، والعلمية حسب ما نص عليه المرسوم الرئاسي المتضمن إنشاءها في فيفري 2020.

مشاريع والتزامات الجزائر هذه تجاه بلدان وشعوب القارة، هي مجهودات تبذلها من أجل العودة إلى عائلتها الإفريقية.

الطريق العابر للصحراء : طريق لتوحيد إفريقيا

الطريق العابر للصحراء من أبرز المشاريع الكبرى التي أولتها الجزائر أهمية كبيرة لكونه شريان الحياة وجالبا للتنمية لبلدان وشعوب إفريقيا. وقد وصفته تقارير إعلامية بالنافذة التي فتحتها الجزائر على إفريقيا. الطريق الذي ينطلق من الجزائر إلى غاية لاقوس في نيجيريا، ترتبط به عواصم ستة دول إفريقية وهي الجزائر، تونس، تشاد، مالي، نيجير ونيجيريا.

الطريق الرابط بين الجزائر ولاقوس مباشرة هو على طول 4504 كم، ومع تشعباته نحو البلدان الأخرى يبلغ طوله الإجمالي 9400 كم، منها 2300 كم تم إنجازها في الجزائر. وقد خصصت له الجزائر منذ بدايته غلافا ماليا مقداره 30 ألف مليار سنتيم ما يعادل 2.6 مليار دولار.

فكرة المشروع تعود إلى 1962 حيث شكلت كل من الجزائر، نيجيريا، تونس، مالي، النيجر وتشاد “لجنة ربط الطريق العابر للصحراء”، المشروع الذي سمي آنذاك “طريق الوحدة الإفريقية“.

الطريق العابر للصحراء يهدف إلى ربط شمال إفريقيا، بوسط إفريقيا وغرب إفريقيا وفك العزلة على 400 مليون إفريقي من دول الساحل الإفريقي يعيشون على ما مساحته ستة ملايين كيلومتر مربع وسيفتح نافذة نحو البحر الأبيض المتوسط بالخصوص لكل من مالي، النيجر وتشاد. هذه الدول تعول على هذه الطريق لإحداث ثورة في التبادلات التجارية بين الدول الإفريقية.

الجزائر من جانبها أكدت على استكمالها للشق المتواجد في الجزائر بصفة شبه كلية وهذا نهاية العام 2022. وقالت أن الوقت حان للمرور للمرحلة التالية للمشروع، وهي مرحلة التسيير الإقتصادي للمشروع من أجل تنقل الأشخاص والتبادلات التجارية بين الدول الست. وذلك بتوفير آليات تسييره وإزالة كل الصعوبات التي قد يصادفها المتعاملون الاقتصاديون في نقل السلع بين الدول التي يمر بها الطريق.

مشروع الطريق العابر للصحراء هو مشروع متكامل، فإضافة إلى ما ستتيحه الطريق من فك للعزلة وإمكانية التنقل بين هذه الدول التي يمر عبرها، فقد أتاح إمكانية إنجاز مشروع  آخر بالتوازي معه وهو خط الألياف البصرية المحورية العابرة للصحراء والرابط بين الدول الست الطرف في المشروع انطلاقا من الجزائر.

بالإضافة إلى منشات ذات صلة ستساهم في تحسين حياة السكان حول منطقة المشروع، من آبار، كهرباء وإنارة، محطات وغيرها من المنشات.

المشروع باكتماله سيساهم في إبراز منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية والتي تسعى إلى خلق سوق قارية مع حرية تنقل الأشخاص، ورؤوس الأموال، والسلع والخدمات، قصد تعميق التكامل الإقتصادي بين دول القارة وتعزيز التنمية، كما نص عليه الاتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية.

وقد قالت الجزائر أن لجنة ربط الطريق العابر للصحراء، المكونة من الدول الستة، ستتحول مع الانتهاء من أشغال الطريق إلى لجنة اقتصادية من أجل البحث عن تدابير لتسهيل التبادل التجاري على مستوى الموانئ إلى غاية عمق أفريقيا.

خط أنابيب الغاز العابر للصحراء والرابط بين نيجيريا والجزائر 

المشروع يهدف إلى ضخ  30 مليار متر مكعب من الغاز حين الإنتهاء من إنجازه في 2027، وهو مشروع أنابيب غاز يربط القارتين الإفريقية والأوربية، منطلقا من جنوب نيجيريا، مرورا بالنيجر ثم الجزائر.

بذرة المشروع تعود إلى 14 جانفي 2002 حيث تم التوقيع على مذكرة للتفاهم حول التحضير لهذا المشروع من طرف كل من مؤسسة النفط الحكومية النيجيرية وشركة سوناطراك الجزائرية.

خط الأنابيب هذا تمتلكه الشركات البترولية للبلدان الثلاثة، فتمتلك 90 بالمئة منه كل من شركة سونطراك الجزائرية ومؤسسة البترول الوطنية النيجيرية و10 بالمئة هي من نصيب المؤسسة النيجيرية للبترول (النيجر).

وبموجب ذلك الاتفاق الأولي جرى التخطيط لإنشاء خط غاز يمتد من جنوب نيجيريا نحو الجزائر، مروراً بالنيجر، لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنوياً إلى أوروبا، وبتكلفة أولوية للمشروع بلغت وقتها 13 مليار دولار.

كان عدم الإستقرار الذي عرفته منطقة الساحل من المشاكل التي تسببت في تأخر إطلاق المشروع، فكانت الإضطرابات المسلحة الموجودة في المنطقة عائقا على تجسيده.

المشروع تمت إعادة بعثه بعد توقيع وزراء الطاقة للجزائر والنيجر ونيجيريا، يوم 28 جويلية 2022، على مذكرة تفاهم لتجسيد المشروع، عقب أشغال الاجتماع الوزاري الثالث للبلدان الثلاثة، المنعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر، لدراسة مختلف جوانب المشروع وما تم تجسيده من خارطة الطريق المعتمدة في أبوجا (نيجيريا)، في إطار أشغال فريق العمل المكون من خبراء البلدان الثلاثة.

من المرتقب أن يبلغ طول أنبوب الغاز العابر للصحراء حوالي 4128 كيلومتراً، يقطع 1040 كيلومتراً منها من مدينة واري أين توجد حقول الغاز بدلتا نهر النيجر جنوب نيجيريا إلى حدود البلاد الشمالية، ثم 841 كيلومتراً داخل أراضي النيجر إلى الحدود الجزائرية متجها نحو حاسي الرمل. وسيضخ بعد استلامه في 2027 ما كميته 30 مليار متر مكعب من الغاز.

السلطات الجزائرية قالت أنها باشرت إنجاز المشروع مباشرة بعد توقيع مذكرة التفاهم هذه.

بعد تحيين الدراسة، والبحث عن ممولين له، قال وزير المالية الجزائري لعزيز فايد، يوم 25 ماي من شرم الشيخ المصرية، ان انبوب الغاز العابر للصحراء الذي يربط نيجيريا بأوروبا مرورا بالجزائر يعد مشروعا ناجعا و قابلا للدعم و ذا  مردودية على المستويين الاقتصادي و المالي وقال أن البنك الإفريقي مستعد لتمويله.

مشروع وصلة الألياف البصرية  المحورية العابرة للصحراء

مشروع وصلة الألياف البصرية  المحورية العابرة للصحراء هو المشروع الشقيق للطريق العابر للصحراء والرابط بين لاغوس في نيجيريا مع العاصمة الجزائرية والذي سيربط غرب إفريقيا بشمالها. وإذا كان الطريق سيسمح بفك العزلة وبتنقل المواطنين والسلع، ويرفع من التبادلات التجارية فمشروع الألياف البصرية سيتيح ربط المدن والمناطق التي يمر عليها الطريق بالألياف البصرية، لتسهيل الإتصال بالأنترنيت والإستفادة من خدماتها ومنها تطوير الإقتصاد الرقمي.

مشروع وصلة الألياف البصرية  المحورية العابرة للصحراء والممتد على طول 4350 كم، هو من المشاريع التي تعمل عليه الجزائر وتحرص على تسريع وتيرة إنجازه. وهو مشروع يربط ستة دول إفريقية : الجزائر، تشاد، موريتانيا، النيجر، نيجيريا ومالي. وهو مشروع تعتبره الجزائر مشروعا استراتيجيا للمنطقة باعتباره سيساهم في تقليص الفوارق في مجال التنمية في المنطقة.

في أول اجتماع للجنة الإتصال لوصلة الألياف البصرية المحورية العابرة للصحراء والتي عقدت بالجزائر في 24 جويلية 2022، قال وزير البريد والإتصالات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تريكي، أن الجزائر قد استكملت أشغال إنجاز شطرها من الألياف البصرية على مسافة 2650 كم. وهو كابل ألياف بصرية يربط بين الجزائر العاصمة وإن قزام في الحدود مع النيجر، إضافة إلى شطر آخر يصل إلى تيندوف في الحدود الموريتانية.

مشروع وصلة الألياف البصرية  المحورية العابرة للصحراء هو مشروع ضخم تم إطلاقه في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا ”نيباد” للإتحاد الإفريقي من أجل تحقيق الإندماج الإفريقي وتطوير الإقتصاد الرقمي للمنطقة.

فبالإضافة لكونه سيربط البلدان الإفريقية التي لا تطل على البحار والمحيطات، وبالتالي لا تستطيع الإستفادة من كابلات الإتصالات البحرية ، بأنترنيت عالية التدفق سيسمح أيضا لهذه البلدان بتعزيز إمكانية تأسيس شركات ناشئة أو التعليم عن بعد.

التنقيب عن البترول في النيجر

تعد شركة سوناطراك الرائدة على المستوى الإفريقي في مجالها، وهي قاطرة الإقتصاد الوطني الجزائري. مؤخرا تحولت الشركة للعمل على تطوير احتياطات البترول، ليس في الجزائر في حسب بل في بلدان إفريقية عديدة منها مالي، مصر، تونس، ليبيا، موريتانيا والنيجر.

عبر فرعها سوناطراك الدولية للاستكشاف وإنتاج النفط “سايباكس”، أنجزت الشركة البيترولية الجزائرية عام 2018 اكتاشافا لحوض بيترولي في رقعة “كفرا” الواقعة شمال النيجر.

الإكتشاف أتى بعد أن حصلت شركة سوناطراك عام 2005 على ترخيص بالتنقيب في منطقة كفرا التي تبلغ مساحتها 23737 كم مربعا، وكنتيجة لعملية الحفر التي أجرتها سوناطراك بين ديسمبر 2017 وفيفري 2018.

إمكانيات الحوض الذي اكتشفته سوناطراك آنذاك يسمح للنيجر برفع إنتاجه من النفط بمقدار خمسة مرات. النيجر الذي بدأ إنتاج البترول عام 2011.

يوم 4 فيفري 2022 قامت شركة سوناطراك بتوقيع عقد جديد مع وزارة البترول والطاقة والطاقات المتجددة لجمهورية النيجر وهذا بهدف تحيين وتجديد العقد الأول بين الطرفين  وذلك لتقسيم وتقييم الإحتياطات المتوفرة من المحروقات على مستوى رقعة “كفرا”، وذلك بعد اكتشاف حقوق جديدة أثناء عمليات التنقيب التي تقوم بها سوناطراك.

فبعد  البئر الاستكشافي الأول KFR-1، الذي تم حفره سنة 2018، والذي أظهر، بالإضافة إلى اكتشاف النفط، وجود مخزون من النفط الثقيل ذي كثافة 0.99 بحجم مثبت ومحتمل يقدر ب 168 مليون برميل.

تم حفر بئر ثاني  KFRN-1عام  2019، والذي كشف عن وجود 400 مليون برميل من النفط الغني جدا بالبارافين (زيت شمعي) بكثافة تقدر ب 0.88 عند 15.56 درجة.

بعد الإكتشاف الثاني أصبحت أحجام النفط حوالي 100 مليون برميل حسب سوناطراك.

مشروع السكة الحديدية الرابط بين باماكو ونيامي

مشروع آخر من المشاريع التي تستعد الجزائر الدخول بها في إفريقيا، حسب ما أشار إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في حواره مع “الجزيرة بودكاست” في أفريل من هذا العام، هي مشروع  سكة حديدية تربط بين كل من عاصمة النيجر نيامي، وعاصمة مالي باماكو.

عاصمتي الدولتين الحدوديتين مع الجزائر تفصلهما مسافة تقدر بأكثر من 1400 كم. تريد الجزائر المساهمة بربطهما بمشروع سكة حديدية، مما سيربط شعوب الدوليتن ويعود إيجابا على الجميع.

هذا بعد مشروع الطريق العابر للصحراء الممتد من الجزائر العاصمة إلى لاقوس في نيجيريا، مرورا بكل من باماكو، نيامي، نجامينا وعلى امتداد 9400 كم. المشروع الذي خصصت له الجزائر منذ انطلاقه ميزانية تقدر ب2.6 مليار دولار، دخل آخر مرحلة من إنجازه حسب ما أعلن عنه البنك الإفريقي للتنمية منتصف فيفري 2023.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!