-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بايدن وأكذوبة القرن

بايدن وأكذوبة القرن

وسط عمليات الإبادة الجنونية، التي تتعرض لها غزة، من دون أي تدخل حاسم من القوى الكبرى، وتحرّك البارجات والقطع العسكرية في البحر الأحمر، ومساع عسكرية وسياسية، لدعم الصهاينة بالسلاح والتطبيع. يَعلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، في كل إطلالة ونفَس، عبارة “الدولة الفلسطينية”، وهو يدرك أن كل العالم يعلم بأنه يُطلق كذبة فاقعة الاصفرار، في التوقيت والمكان غير المناسبين.

لا يوجد في الحكومة الصهيونية، من يقبل ببقاء فلسطيني واحد على قيد الحياة، وقد أعلنوها جهارا، ونفّذوا الإبادة على الأرض، وركّزوا على الأطفال والأمهات، في سعي لاقتلاع جذور الأمة الفلسطينية، فما بالك بأن يقبلوا بدولة فلسطينية، تجاور الأرض التي اغتصبوها وبنوا فيها بيوتهم العنكبوتية، التي جرفها طوفان الأقصى.

من الهبَل أن يكرّر زعماء عرب، على مسامع الأمريكيين الصهاينة، الحديث عن دولة فلسطينية، وهم يشاهدون في كل لحظة، ما يقومون به اتجاه مقاطعة فلسطينية، بكل أبنائها، وما يتلقون من تهديدات عنصرية ونازية، لأجل حذف كلمة فلسطين من كل القواميس، وتهويد بيت المقدس، وتحريف كل الكلمات العربية، وطمس تاريخ بلاد الأنبياء، لأجل ذلك يبدو ما يقوله بايدن المُجَرِّم لكل من يعادي الصهيونية، ويعلكه وزير خارجيته المعترف بيهوديته، مجرد هُراء، أما من يصدِّق الأمر، فهو إما مخبول، أو سائر في فلكهما، ما بين خُبث صهيوني وخِسّة يهودية.

برغم “دسامة” الخصال المشينة للصهاينة ولليهود عامة، فإن الكذب هو الخصلة الطاغية التي يشهقونها مثل ثاني أوكسيد الكاربون، فيبنون “دولتهم” بأسُسها الهشة، ويجعلونها ممارسة سارية مثل الدماء في الشرايين، في ما بينهم.

وآخر رسالة بعثتها كتائب القسام لعائلات المحتجزين الصهاينة لديها، كانت بعنوان: “حكومتكم تكذب عليكم”، وخلال عراك نتانياهو مع غالنت، كان كلٌّ منهما يصف الآخر بالكذاب. ويكاد ذِكر وممارسة فعل “كذِب”، يغلب كل أفعال الحرب مثل “قتل ودمّر وشرّد وهجّر”، فكيف لهؤلاء الذين يتنفسون وحلفاؤهم الكذب، أن يَصدقوا مع العرب والمسلمين، ويسمحون لدولة فلسطين أن تقوم؟

طوفان الأقصى، برغم ما فيه من آلام ومصائب، هو الحلّ الحضاري الوحيد وسط عالم الكذب الذي مورس منذ وعد بلفور الزائف إلى غاية الجرائم القائمة حاليا على قطاع غزة.

هم لا يريدون أن تبقى الجزائر وقطر وليبيا واليمن وتركيا وإيران وماليزيا وجنوب إفريقيا، بل لا يريدون أن تبقى أوربا وأمريكا، وحتى بريطانيا، فما بالك أن يقبلوا بدولة فلسطينية تنمو من جذورها الحضارية وبُعدها الراقي، على حدود بيتها العنكبوتيّ المبنيّ بالكذب والبهتان.

يكفي لمن يريد أن يعرف، عقيدة اليهود والصهيونية، أن يتصفّح ما اعترف به فلاسفتهم ومفكروهم وعلماء الأنثروبولوجيا من يهود وحلفاء لهم، من القِدم، من أمثال يلون وجيمس فريزر وول ديورانت، الذين بصموا على أن عقيدتهم وتلمودهم الأول هو الكذب، سواء صدّقهم الناسُ أم ضربوا رؤوسهم في الحائط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!