برنامج أمني معلوماتي دقيق لمواجهة عمليات الاختراق والتشويش

تعمل المصالح التقنية والمهندسين بقطاع الجمارك، منذ قرابة 3 سنوات، بالشراكة مع نظرائهم من كوريا الجنوبية على تجسيد مشروع النظام المعلوماتي الذي أعطى الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، إشارة انطلاقه تزامنا مع اليوم العالمي للجمارك بتاريخ 26 جانفي الجاري، والذي يتماشى مع مناخ الأعمال والمحيط الاقتصادي والأمن السيبرياني لمحاربة الاختراق الخارجي والتعطيل والتشويش.
وأكد المدير الجهوي للجمارك بميناء الجزائر، المراقب العام يزيد فوداد، لـ”الشروق” على هامش حفل نظم، الإثنين، على مستوى المحطة البحرية لميناء الجزائر، جاهزية النظام المعلوماتي الجديد، بعيدا عن كل العقبات التي يمكن أن تحصل، وستكون الانطلاقة الفعلية مع نهاية الثلاثي الأول لسنة 2023 بعد الاستغلال التجريبي بالموازاة مع النظام القديم، حيث ستعطى الأولوية لميناء الجزائر، باعتباره مركز عبور جمركي مهم ناهيك عن مطار الجزائر.

وأوضح أن النظام المعلوماتي قيد الاستغلال هو نتاج اتفاق حكومي بين الجزائر وكوريا الجنوبية للاستفادة من خبرات النظراء الكوريين في مجال تكنولوجيا عالية الدقة، عبر 3 مكونات رئيسية، تمثلت في إنشاء مركز بيانات “دتا سانتر” علاوة على استغلال شبكات الربط بالألياف البصرية والساتيليت الجزائري، بالإضافة إلى التوجه إلى التكوين في مجال البرمجيات المرتبطة أساسا بالعمل الجمركي، والذي تعمل عليه حاليا الأفواج المؤطرة لتفعيل النظام بداية من تاريخ 26 جانفي الجاري.

وأضاف فوداد أن هناك برنامجا معلوماتيا أمنيا عالي الدقة لتحدي لكل عمليات الاختراق والتعطيل والتشويش، بالموازاة مع مكافحة الغش بكل أنواعه وأشكاله، مع مرافقة المستثمرين، وفق سلاسة ومرونة في معالجة كل عمليات التجارة الخارجية المرتبطة بإمداد السوق الوطنية بالمواد الاستهلاكية وواسعة الاستهلاك والمواد الاستراتيجية وكل مدخلات الإنتاج الوطني.

وقال المسؤول في تصريحه أن عدد الملفات المنازعاتية بلغت سنة 2022 نسبة 80 بالمائة شملت مختلف الملفات والمخالفات من قضايا الصرف والتصاريح الكاذبة والسيارات المغشوشة، مؤكدا في ذات السياق أن النظام المعلوماتي الجديد يهدف من الدرجة الاولى إلى تقليص آجال الجمركة مع تعزيز مكافحة الغش، و ضمان الوصول إلى صفر ورقة، والذي أفضى إلى تكوين الإطارات بالإستفادة من خبرة النظراء الكوريين الجنوبيين في مجال التسيير الجمركي مشيرا إلى إعتماد أربعة إطارات جزائرية في المنظمة العالمية للجمارك مع عضوية في لجنة التدقيق.

وتحضى الجمارك الجزائرية-يقول فوداد، بمنصب على مستوى الكتابة لدى الأمين العام للمنظمة العالمية للجمارك، ويأمل مستقبلا على إستحداث مدرسة عليا لتكوين إطارات الجمارك، والحصول على طلبات دول الجوار ودول أخرى لتكوين إطاراتهم الجمركية بأرض الشهداء.