-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تضامن فعال مع المتضررين

بعد محرقة الاثنين.. بجاية تتحول إلى ساحة للتآزر

ع. تڤمونت
  • 638
  • 0
بعد محرقة الاثنين.. بجاية تتحول إلى ساحة للتآزر
ح.م

بدأ، بعد مرور يومين عن محرقة الاثنين، سكان بجاية يستجمعون قواهم وأنفاسهم، من أجل الوقوف إلى جانب العائلات المتضررة من الحرائق التي شبت مؤخرا بغابات الولاية، مخلفة للأسف 34 ضحية، عسكريين ومدنيين، إضافة إلى197 جريح وذلك من دون الحديث عن الخسائر الضخمة في الممتلكات ناهيك عن مئات الهكتارات من الغطاء الغابي التي تحولت في رمشة عين إلى رماد كما تفحمت معها الحيوانات البرية والأليفة والطيور والدجاج والنحل وكل ما هو جميل، إذ وحتى الرعب كان حاضرا وسط اللهيب ما استوجب تجنيد أخصائيين نفسانيين على مستوى مراكز الإيواء والقرى للتكفل بالعائلات المتضررة، خاصة القاطنة منها بالساحل الغربي للولاية، أين الدمار كان حاضرا ومعه التضامن الذي جاء ليخفف على السكان أحزانهم ويرفع من معنوياتهم وذلك بعدما ذبلت أجسادهم التي صارعت اللهيب وأعمدة الدخان في يوم أسود وصف بالجهنمي أو أن يوم القيامة قد حل.
وبالنظر إلى هول المأساة، فقد استوجب الوضع، تحرك الجمعيات الخيرية بأقصى سرعة من أجل مساعدة المتضررين، بعضهم فقدوا كل ما يملكون، بعد تفحم منازلهم، وهو ما استوجب نقلهم إلى مراكز الإيواء، بيوت شباب ومدارس، من أجل التكفل بهم إلى غاية إخماد الحرائق، حيث فضل أغلبهم العودة إلى قراهم التي اكتست السواد وسط مشاهد من الرعب والدمار، الأمر الذي استوجب مرة أخرى، حضور التضامن.
والعينة من قرية آيث أوصالح بأعالي بلدية توجة، غرب الولاية، التي أحصت لوحدها 16 ضحية، 9 من عائلة زنود و5 من عائلة شيبان وضحيتين من عائلة أمقران، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما أتت النيران على أغلب منازل القرية كما لم ينجو من المحرقة لا الشجر ولا الحيوان، وهي المشاهد المؤثرة التي دفعت سكان قرية بوحاتم بذات البلدية، لتقديم يد المساعدة من أجل إزالة آثار الدمار وفتح المسلك باتجاه منازل المواطنين على مستوى قرية آيث أوصالح، وذلك في انتظار تحديد موعد تشييع جثامين الضحايا، بعد تحديد هوياتهم.
واستقبلت العائلات المتضررة على مستوى بلديتي توجة وبني كسيلة، أولى الهبات التضامنية التي تقدمت بها بعض الجمعيات الخيرية المحلية والمستثمرين، تتمثل في الأفرشة والأغطية والمياه المعدنية والمواد الغذائية وأدوية الحروق وحتى المولدات جراء انقطاع التيار الكهربائي على مستوى أغلب القرى بالبلديتين المذكورتين، بسبب تقطع أسلاك شبكة النقل، إذ تبذل في هذا الصدد فرق سونلغاز قصارى جهدها من أجل إصلاح أسلاك شبكة النقل والتوزيع وذلك بأمل إعادة النور إلى القرى المتضررة في أقرب وقت علما أن حجم الأضرار كبيرة ما استلزم تجنيد كل الإمكانيات.
كما تطوع أخصائي العيون لتقديم المساعدة للمواطنين المتضررين، فيما حلت قافلة تضامنية تضم أخصائيين نفسانيين ومرشدات اجتماعيات وأطباء بالقرى المتضررة، قصد التكفل النفسي والطبي بالمواطنين، كما تذكر فلاحو الولاية زملائهم الفلاحين على مستوى القرى “المتفحمة” من خلال إطلاقهم لمبادرة ترمي إلى توفير العلف للمواشي القليلة التي نجت من المحرقة.

الجالية تدخل على الخط
تستعد من جهتها بلديات الولاية لتوجيه أكبر قافلة تضامنية باتجاه بلديتي بني كسيلة وتوجة، تشرف عليها الجمعيات الخيرية بدعم من المحسنين، فيما سخرت مديرية الشباب القاعة الزرقاء الكائنة وسط مدينة بجاية من أجل استقبال الهبات التضامنية القادمة من كل الولايات، منها التي وصلت ومنها التي في طريقها إلى بجاية.
أما بالجهة الشرقية للولاية فقد تم التكفل بمتضرري حريق ملبو، على مستوى مدرسة الشهيد “لونيس مباركي” التي تم تحويلها إلى مركز إيواء، مع توفير كل المستلزمات من أغطية وأفرشة ومأكل ومشرب بالإضافة إلى المتابعة النفسية.
وتفيد معلومات “الشروق” أن الجالية المقيمة بالمهجر قد أطلقت من جهتها حملة تضامنية الكترونية من أجل جمع التبرعات قصد مساعدة العائلات المتضررة في هذه المحنة، لكن يبقى الحذر مطلوب في مثل هذه الظروف وذلك قصد غلق الباب أمام الانتهازيين الذين أضحوا يستثمرون حتى في أحزان الآخرين من أجل الاستغناء، ما يستدعي التأكد من مصداقية الحملات التضامنية التي يتم إطلاقها قبل المشاركة فيها.
وكان والي الولاية قد عقد مساء الثلاثاء، اجتماعا مع أعضاء لجنة الأزمة أين أسدى تعليمات من أجل إحصاء كل احتياجات المواطنين المتضررين المسجلة في مختلف القطاعات وتجنيد كل الإمكانيات اللازمة للتكفل بها على الفور على غرار ما تعلق بالإطعام والإيواء مع إحصاء ومعاينة المواقع المتضررة وتوفير الرعاية والتكفل الصحي والنفسي وتوفير النقل والمساعدة والتضامن والطاقة وغيرها علما أن جل الحرائق التي شبت بغابات الولاية قد تم إخمادها بفضل مجهودات أعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات بدعم من الأسطول الجوي والمواطنين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!