-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المعهد الوطني للصحة العمومية يدعو إلى الوقاية الجماعية والفردية

بعوض النمر “يغزو” الأحياء

كريمة خلاص
  • 1612
  • 0
بعوض النمر “يغزو” الأحياء
أرشيف

يشكو العديد من المواطنين من “غزو” مختلف أنواع البعوض لأحيائهم بشكل أرّق ونغّص عليهم يومياتهم، وهو ما جعلهم يناشدون السلطات المعنية من المصالح الصّحية والبلدية التدخل لوضع حدّ لهذا المشكل الصحي، خاصة ما تعلّق بلسعات بعوض النمر الذي يزداد انتشاره في الآونة الحالية ويسبب لهم انتفاخات وحساسية في المناطق التي يلدغون فيها.

وتستقبل مختلف العيادات الطبية الخاصة والعمومية حالات متكررة ومتزايدة للدغات بعوض النمر، مسببة احمرارا وانتفاخا لأصحابها، وهو ما يستدعي العلاج لتجنب أي مضاعفات خاصة بالنسبة لمرضى السكري وبعض أمراض نقص المناعة الأخرى.
ويزداد نشاط بعوضة النمر في الفترة الممتدة من شهر ماي إلى غاية شهر نوفمبر، حيث يزداد انتشاره في المناطق الحضرية للعديد من الولايات، خاصة تيزي وزو ووهران والجزائر وجيجل، كما يتأقلم بسهولة مع مختلف النطاقات الحيوية وبيضه يقاوم الجفاف طويلا، وما يزيده خطورة هو استقباله لفيروس الشيكونغونيا وحمى الضنك وفيروس زيكا.
ويدعو المعهد الوطني للصحة العمومية إلى مكافحة البعوض من خلال التدابير الوقائية الفردية والجماعية التي تهدف إلى حماية الأفراد ومنع انتشار البعوض.
ونصحت الدكتورة حمادي جميلة، رئيسة قسم الدعم التقني والمسؤولة عن مصلحة الملاريا والأمراض الطفيلية للمعهد الوطني للصحة العمومية، بعدم ترك المياه الراكدة في المنزل وحوله وتفريغ الأواني من المياه والتحقق من التدفق المناسب لمياه الأمطار ومياه الصرف الصحي وكذا استعمال الرذاذ الطارد للبعوض على الجلد مع الانتباه بالنسبة للنساء الحوامل والأطفال واستعمال الناموسية وموزع المبيد الكهربائي وتكييف الهواء والتهوية إن أمكن مع ارتداء ملابس تكون خفيفة وفضفاضة من الأحسن.

هكذا يتم التعامل مع لسعة البعوض
ولفتت حمّادي الانتباه إلى بعض التدابير الجماعية مثل القضاء على التجمعات المائية والتجميع المنتظم للقمامة والمخلفات التي يمكن أن تسد المجاري وتقليم الأشجار وأوراقها، حيث تشكل أماكن راحة للبعوض، بالإضافة إلى المكافحة البيولوجية من خلال تربية الغامبوسيا (الأسماك الآكلة لليرقات) في الأحواض الكبيرة في الحدائق والخزانات الكبيرة للمياه والمكافحة الكيميائية المتمثلة في دعم عمليات رش المبيدات الحشرية في الفضاء الخارجي وهذه العملية مخصصة للبعوض الكبير وتمكّن من تقليل كثافته.
وأوصت المختصة في المعهد الوطني للصحة العمومية ببعض الإجراءات في حال لدغة البعوضة التي تسبب رد فعل تحسسيا راجعا إلى إفراز الهيستامين نتيجة حقن لعاب البعوضة، وتختلف حدّته على حسب حساسية كل فرد، ومنها بالأساس غسل مكان اللّدغة بالماء البارد والصابون؛ ووضع مكعب ثلج أو خل التفاح ووضع مرهم مضاد للهستامين إن أمكن، أمّا في حالة خدوش متعفنة، انتفاخ أو رد فعل تحسسي شديد، فينصح باستشارة الطبيب للحصول على بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض.

هذا ما تسببه البعوضة من مخاطر
بدوره، أفاد كشّاش ياسين، بيولوجي مختص في علم الحشرات على مستوى المعهد الوطني للصحة العمومية، بأنّ “بعوض النمر حشرة دخيلة على الجزائر وهي حديثة العهد بها، حيث بدأ تحركها يبرز مع 2015 خاصة عبر المدن الساحلية للجزائر، وتولد لسعاتها حساسية بسبب سائلها اللعابي الذي يكسر الكريات الحمراء ليسهل عليها امتصاصها ويخدر الموضع الذي يلسع فيه كي لا يشعر الشخص به وتقوم بهذا العمل أنثى البعوض، لتوفر الغذاء لبويصاتها التي تصغها، فالدم عنصر أساسي لتطوير البويضات لدى أنثى البعوض لضمان استمرارية أجيالها”.
وقال البيولوجي كشاش إنّ اللّسعة مؤلمة وتخلف حكّة شديدة وباختلاط جراثيم اليد مع مكان اللسعة يتشكل احمرار وحمى وحساسية وانتفاخ نتيجة التهاب الموضع، الذي يكون بدوره نتيجة حركة دفاعية من الجسم ضد السائل الذي أفرزته البعوضة.
وتتمثل خطورة بعوض النمر بحسب الدكتور كشاش في أنّها ناقلة لعدة فيروسات منها زيكا شيغونغونيا وحمى الضنك.. وطمأن المتحدث المواطنين بخلو الجزائر من هذه الأمراض الفيروسية إلى غاية الآن، فالخطورة الوحيدة هي ما يسببه من إزعاج، مؤكدا وجود لجنة مركزية على مستوى وزارة الصحة لمراقبة الأمراض المتنقلة عبر الحشرات بالاشتراك مع معهد باستور الذي يقوم بدراسات عن الديناميكية الموسمية للبعوض النمر وكثافته ومقاومته.
وتم التوصل إلى أن هذا البعوض إلى حد الساعة ليس مقاوما للمبيدات، وهو ما يعني أنها فعالة، لكنه يتميز بخصوصية مغايرة لبقية البعوض، وهي أن بيضه يقاوم الجفاف ويتطوّر حيث يمتلك استشعارا بأن المكان سيعود إليه الماء من جديد.
ودعا كشاش ياسين أيضا إلى تعزيز الوقاية ليس من جانب حملات الرش بالمبيدات فقط، ولكن من جانب نظافة المحيط والتخلص من المياه الراكدة في الحدائق المنزلية والخارجية وفي المزهريات وأي مكان بالقرب منها لكي لا نعطي فرصة التبويض لأنثى البعوض.
وكشف المتحدث عن مجهودات تقوم بها مؤسسات ومصالح عمومية من أجل مكافحة هذه الحشرات التي يزيد نشاطها في النهار خاصة مع اقتراب المغرب، وهي تفضل وتستهدف مواضع معينة في الجسم دون غيرها.
وتعد العاصمة وضواحيها من أكثر المناطق انتشارا، بحسب ما أوضحه كشاش، حيث إن مدى الطيران لهذه الحشرة ليس كبيرا وطويلا لمسافة تتراوح بين 500-800 متر، لذا، فهو ينتشر في المدن من خلال التنقل مع الأشخاص في وسائل النقل السيارات والحافلات..
وأضاف المتحدث: في 2015 انتشر بعوض النمر في ولاية تيزي وزو وبعد سنة أو سنتين تأكد استقراره في وهران عن طريق وسائل النقل والموانئ القادمة بحرا إلى المدينة، وبعدها شاهدناه عبر كثير من المدن الساحلية نظرا للمناخ المساعد له.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!