-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لا تعرف طريق العودة

بكماء وصماء خرجت من بيتها منذ 11 سنة ولم تعد!

سمية سعادة
  • 1044
  • 0
بكماء وصماء خرجت من بيتها منذ 11 سنة ولم تعد!

فجأة، فتحت الباب وانطلقت نحو الشوارع الفسيحة والأزقة الضيقة واختفت بين ملايين البشر الذين لا تسمع أصواتهم ولا تستطيع أن تكلمهم أو تسترشد بهم على طريق العودة.

إنها السيدة دامو خيرة، أرملة دبزة ذات الـ 71 سنة والتي غادرت بيتها يوم15 جوان 2011 إلى وجهة غير معروفة رغم أنها تتمتع بكامل قواها العقلية، إلا أنها لا تسمع ولا تتكلم وهو ما جعل من مهمة العثور عليها صعبة جدا، خاصة وأنها لا تعرف طريق العودة لأنه لم يكن يسمح لها بالخروج بمفردها.

وخلال هذه السنوات التي غابت فيها، ظل أبناؤها يتجرعون ألم الفقد والفراق ولكنهم لم يفقدوا الأمل في العثور عليها.

وحول هذه المأساة، تروي ابنتها عائشة لـ “جواهر الشروق” قائلة إنه بعد وفاة والدها، تكفل بوالدتها ابن زوجها وابنها.

وبعد فترة قضتها السيدة خيرة عند ربيبها بدأت الخلافات العائلية تطفو إلى السطح، فاضطر ابنها وابنتها أن يغادرا بيت أخيهم الكبير وقاما باستئجار منزل ثم أحضرا والدتهما من سحاولة بالعاصمة.

وذات يوم، خرج الابن إلى عمله صباحا، ولم يغلق الباب بالمفتاح كعادته، فخرجت أمه وهامت على وجهها في الشوارع.

في ذلك اليوم الأسود، زارت عائشة أمها فلم تعثر عليها في البيت واعتقدت أنها مع أخيها، وبالصدفة التقت بهذا الأخير في الحافلة فسألته عن أمها، فقال لها إنه تركها في البيت، فأخبرته أنها غير موجودة فيه فنزل من الحافلة وتوجه إلى البيت فلم يجد لها أثر.

بلّغ الأبناء مصالح الأمن عن اختفاء أمهم، فطلبوا منهم أن ينتظروا 24 ساعة حتى يتمكنوا من البحث عنها، ولكن ابنها أخبرهم أن أمه بكماء وصماء ولا يمكن أن ينتظروا مرور يوم كامل، فتم إعداد محضر بأمر التبليغ عن غياب الأم.

وبالموازاة مع ذلك، قام الأبناء بالبحث عن والدتهم في مراكز المسنين ولكن دون جدوى.

لم تفقد عائشة وإخوتها الأمل، وقرّروا أن ينشروا صورة أمهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فاتصل بهم مجوعة من الأشخاص وأخبروهم أنهم شاهدوها في مستشفى مصطفى باشا، وفي الشلف وتنس وحتى في الصحراء، ولكنهم عندما زاروا تلك الأماكن تبيّن لهم أن المعنيات ليس بينهن أمهم.

ويبدو أن هناك من حاول استغلال خيرة في التسول بعد أن بلغهم أن هذه المرأة ضائعة من أهلها، لذلك تقول عائشة نصحنا العارفون بهذه الخبايا ألا ننشر صورتها في الفيسبوك.

ورغم مرور 11 سنة على اختفاء السيدة دامو خيرة، إلا أن أبناءها لا يزالون يتقلبون على جمر الفراق، فالذي توفيت أمه، تقول عائشة، يعلم أنها مدفونة في مكان يعرفه رغم كل ما يلاقيه من حسرة وألم، ولكن الأمر بالنسبة لهم مختلف لأنهم لا يعرفون إن كانت أمهم حية أم ميتة وهذا ما يؤجج نار حزنهم.

وعليه، نوجه نداءنا لكل من شاهد هذه السيدة أن يبلغنا عن مكان تواجدها وأجره على الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!