-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مؤلف جديد يرصد نفسيات وسلوكيات الشعب والسلطة

بوكبة يوثق لمحطات الحراك الشعبي في”رماد يذروه السكون..”

حسان مرابط
  • 661
  • 0
بوكبة يوثق لمحطات الحراك الشعبي في”رماد يذروه السكون..”
ح.م
الكاتب عبد الرزاق بوكبة

تعززت المكتبة الجزائرية بمؤلف جديد للكاتب عبد الرزاق بوكبة صدر عن منشورات “ضمّة” تحت عنوان “رماد يذروه السكون: تأملات في الحراك الجزائري”، والعمل يعتبر مرافقة تأملية لمحطات المظاهرات الشعبية السلمية في الجزائر منذ انطلاقها بتاريخ الـ 22 فيفري الماضي.

ويعتبر كتاب “رماد يذروه السكون، تأملات في الحراك الجزائري” واحدا من بين بضعة أعمال رافقت الحراك الشعبي، فصدر إلى جانبه كتاب “نحو جمهورية جديدة” للكاتب والإعلامي الجزائري نورالدين خبابة، وصدر عن منشورات “الشهاب” كتاب بعنوان “سيروا” أشرف عليه الكاتب أمين خان بمشاركة ليندة عبو، فريال آيت أويحيى، صالح باديس، موانيس بكاري، صبري بن علي، وغيرهم، وكتاب “ثورة الابتسامة” عن منشورات “فرانس فانون” لعدد من المؤلفين الجزائريين منهم المهدي أشرشور، كمال بن شيخ.

وينقسم كتاب بوكبة إلى قسمين الأول يقدم فيه الأول تأملات في الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والسلوكية والحضارية للحراك، والقسم الثاني يتناول ومضات مكثفة ترصد لحظات إنسانية من داخل الحراك.

ويؤكد بوكبة عبر كتابه الجديد أن الحراك فعل وليس رد فعل. وهو حركة ثقافية وحضارية في الأساس ومن التعسف أن نحكم عليها من خلال مآلاتها السياسية الآن. مشددا أنّ الحراك نجح في جوانب كثيرة برمجت الشارع الجزائريّ على المستقبل، وقد كان محكوما باسم الشرعية التاريخية التي تمنح السلطة للماضي باعتباره زمنا منتهيا وللفاعلين فيه باعتبارهم جثثا وتماثيل يراد لها أن تتحكم في الزمن الذي يتطلع إليها الشارع الجديد أي المستقبل، فكان – بحسبه – الحراك الشعبي والسلمي خطوة أراد الشعب أن يحمي من خلالها زمنه المنشود.

ويرصد عبد الرزاق بوكبة جملة النفسيات والذهنيات والسلوكات المترتبة من الطرفين. فدور المثقف حسبه ليس القيام بالحشد العددي للحراك إذ يوجد من الشباب الذين يقومون بذلك ما يكفي ويزيد، بل إن طرقهم في ذلك تعد هي نفسها مدعاة للتأمل والقراءة، وإنما دور المثقف تعميق النقاش وإثارة الأسئلة والتنبيه إلى الثغرات واقتراح الحلول والأفكار وتثمين المواقف الجادة وإضاءة الجوانب الحضارية والثقافية والإنسانية التي تميز بها الحراك.

ويضع الكتاب القراء أمام جملة من التحولات التي عرفها الشارع الجزائريّ بعد 22 فيفري الماضي، منها تأملات داخل حديقة عمومية حيث يلاحظ الكاتب والإعلامي زوال الفوارق بين الأسر والأفراد والأجيال، “فكأنّ الأمر يتعلّق بحضور عرس عائليّ لا بدخول حديقة عامّة. ممّا يؤشّر على أن ثمّة ميلا من الجزائريّين، هذه الأيّام، إلى اللّحمة، من باب أنهم اكتشفوا حلاوة انفتاحهم على بعضهم، بعد سنوات غفلوا فيها عن لحمة العصابة الحاكمة، وأكلوا فيها لحوم بعضهم. ومن باب تفادي إحساسهم بالخوف على مستقبلهم، بأن يكونوا جنبا إلى جنب”

ويتعمق بوكبة في رصده لهذه الظاهرة بالقول: “تجلس الأسر بالقرب من بعضها/ تتبادل المأكولات والمشروبات/ تتفاعل جماعيّا مع الأغاني، التّي تبثّها منصّة الموسيقى في الحديقة/ تبدي الحماس مع كلّ الطّبوع/ تتعامل حميميّا مع كبيرات السنّ/ قلةّ نهر الأطفال وتعنيفهم/ تفاقم مشاركة الأولياء لأطفالهم في الألعاب الخاصّة بهم/ تشارك أفراد من أسر مختلفة في ركوب المقصورة الواحدة في العجلة الكبرى، وفي قوارب البحيرة وغيرها من التأملات واللحظات التي عايشها الكاتب ورصدها في هذا المنجز الإبداعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!