الرأي

تاكلوا الدجاج آآآه؟

عمار يزلي
  • 9633
  • 0

الشريط الذي‮ ‬تابعه الآلاف من الجزائريين على اليوتوب هذه الأيام،‮ ‬لا‮ ‬يتعلق لا بأمر سياسي‮ ‬ولا بعسكري‮ (‬يعني‮)‬،‮ ‬بل بشريط بسيط،‮ ‬يظهر فيه كهل من ولاية تيسمسيلت،‮ ‬وهو‮ ‬يهوي‮ ‬بعصاه لعشرات المرات على ثعلبين أكلا له بضع دجاجات وهو‮ ‬يردد هذه العبارة،‮ ‬متشفيا في‮ ‬الثعلبين اللذين استخرجهما‮ “‬من الغار‮” ‬ليقتصّ‮ ‬منهما‮: “‬تاكلي‮ ‬الدجاج هااا؟‮”‬،‮ ‬حتى أن هذا التعبير الساخر الانتقامي،‮ ‬صار مضرب مثل وتندّر لكثير من الجزائريين الذين إما تعاطفوا معه وإما تعاطفوا مع‮ “‬الثعالب‮” ‬التي‮ ‬صُفّيت بتلك الفظاعة‮.‬

هذا الشريط،‮ ‬الذي‮ ‬تابعته أنا أيضا،‮ ‬على بساطته وسطحية ما فيه من خطاب،‮ ‬كان قويا بالنسبة لي،‮ ‬لأنه أحالني‮ ‬على مدوّنة أخرى فكرية وثقافية وسياسية‮: ‬الثعالب الماكرة تستجلب التعاطف حتى في‮ ‬موتها الماكر‮.. ‬تصوروا شيخا لا‮ ‬يأخذ سوى منحة سخيفة قدرها‮ ‬3‮ ‬آلاف دينار،‮ ‬ويقتات على بضع دجاجات‮ ‬يبيعهن ليعيش وعائلته،‮ ‬وتأتي‮ ‬هذه الثعالب لتأخذ منه مصدر قوته وعيشه،‮ ‬ماذا كان سيفعل آخر لو كان محله؟ التعاطف مع الثعالب؟ أم مع‮.. “‬تاكلي‮ ‬الدجاج آآآه؟‮”.‬

نمتُ،‮ ‬لأجد نفسي‮ ‬وقد اصطدت عشرات‮ “‬الثعالب والذئاب‮” ‬وأنا‮ “‬أكاوح‮” ‬لهم بعصا،‮ ‬وأضربها على أطراف القوائم الأمامية والخلفية وعلى ظهورها وبطونها وعلى أدبارها ورؤوسها وأسنانها وآذانها وأنوفها المدبّبة الدامية وأنا أقول لهم‮: ‬تاكلوا الدجاج؟آآه‮.. ‬روحوا الآن عند أمكم تعطيكم الحريرة‮.. ‬فالثعالب الماثلة أمامي،‮ ‬كانت ثعالب وذئاب بشرية من كل الجنسيات والأطياف‮.. ‬أضرب وأردد نفس العبارة تقريبا‮: ‬تاكلوا الدجاااج آآآه؟ أنتم تاكلوا الدجاج والشعب‮ ‬ياكل الخماج؟ آآه‮! “‬سالوبري‮.. ‬فا‮”..”‬إسبيس ديكون‮”.. ‬تعاودوا؟ تاكلوا دراهم لونساج؟؟ آآه؟ خونتوا دراهم البلاد باش تفوّتوا ليفاكانس في‮ “‬ليبلاج”؟؟ آآه‮! ‬الترافيك والاستيراد المغشوش والشانطاج؟آآه‮!”‬صالوبري‮.. ‬فا‮”..”‬أمبيسي‮..‬ل‮ “‬فا‮!.. ‬تاكلوا الرهج؟؟ خليتوا لبلاد‮! ‬خليتوها‮ “‬تسطوي‮”‬،‮ ‬خليتونا‮ ‬غير العجااااج آآه‮! ‬تاكلوا الدجاااج؟ آآه‮! ‬الكاممبير والفرماج آآآه‮! ‬كليتوا الشعب وبعتوا باصبورات الحجاج‮! ‬آآه‮! ‬خنتم فلسطين‮! ‬يا وجوه البقراج؟؟ آآه‮!  ‬ياجماعة أوسلوا نتاع النورفيج؟؟آآه‮! ‬تاكلوا تيعدس نتاع النعاج‮! ‬درتوا الانقلابات على الشعوب وقستوه في‮ “‬الفيراج‮” ‬آآه‮! ‬غرقتوا‮ ‬غزة بماء البحر‮ “‬وبنيتوا الحيط ودرتوا السلك والسياج؟‮! ‬تحالفتوا مع اليهود ضد خاوتكم‮ ‬يا وحد الخماج‮! ‬آآه‮!.. ‬تاكلوا الدجاج؟ آآه‮! ‬دفعتوا الناس للحرقة والانتحار والزطلة‮ “‬والشوماج”؟‮! “‬سي‮ ‬دوماج‮”! ‬اليوم‮ “‬نريفورميكم صان بورصان‮”! ‬بلعتوا على الشعب في‮ “‬لي‮ ‬كاج”؟ آآه‮! ‬رديتونا ناكلوا البانان‮ “‬كوم دي‮ ‬سانج؟ آآه‮! ‬تلفتونا راينا بأحزاب مجهرية وانتخابات كيما‮ “‬ليماتش كافوياج‮”! ‬اللي‮ ‬خسر واللي‮ ‬طلع بالكوبياج‮! ‬آآه‮! ‬خوفتونا حتى بلحية علي‮ ‬بلحاج‮! ‬خونتوا وطلقتوا نساءكم باش تعاودوا الزواج؟؟ آآه خلّيتوا الحلال ورحتوا للخماج؟ تاكلوا الدجاج؟ آآه‮! ‬

كل هذا والثعالب تصرخ وأنا‮ “‬نضرب ونعاود‮”‬،‮ ‬لأفيق وزوجتي‮ ‬بجواري‮ ‬قد أكلت من الركل والصفع والرفس والعفس والعض حتى قالت‮ “‬فيكس‮”!‬ِ

مقالات ذات صلة