-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون يؤكّدون ارتفاع أسعارها بأربعة أضعاف

“تجار الموت” يلهبون أسعار مُولّدات وقارورات الأوكسجين

كريمة خلاص
  • 1787
  • 5
“تجار الموت” يلهبون أسعار مُولّدات وقارورات الأوكسجين

طوابير على المصانع وعائلات تستغيث بمواقع التواصل والجمعيات

في المستشفيات أنفاس تضيق بها الصدور والحناجر وأجساد أنهكها الفيروس اللعين بعد أن تمكن منها وأرقدها في غرف الإنعاش تحتاج أوكسجينا يعيد إليها أنفاسها الضائعة ويبث فيها الحياة، فالأوكسجين يعتبر مادة أساسية في علاج مرضى كورونا الذين يعانون من صعوبات تنفسية حادة، حيث يعرف في الآونة الأخيرة إقبالا غير مسبوق من قبل مواطنين يسارعون لاقتنائه لإنقاذ حياة ذويهم في ظل تزايد الإصابات والوفيات خلال الموجة الثالثة التي تعرفها الجزائر منذ أسابيع.

وتشهد معظم وحدات إنتاج الأوكسجين طوابير من قبل المواطنين بعد أن أصبح “الأوكسجين” مادة نادرة يعجز الأهل والأطباء عن توفيره للمرضى.

نداءات استغاثة على مواقع التواصل من أجل الأكسجين

وتعرف مواقع التواصل الاجتماعي عديد المنشورات التي يطلق فيها أصحابها صرخات استغاثة لتوفير جهاز توليد الاوكسجين أو قارورات أوكسجين لأقربائهم يتفاعل معها المتصفحون لتلك المواقع، ويوجّهونهم نحو جمعيات او فاعلي خير أو حتى صيدليات أو تجاز التجهيزات الطبية.

ويجمع عديد ذوي المرضى أنهم يجدون صعوبات جمة في الظفر بقارورة أوكسجين في المستشفى، أو مكثّفات للاستعمال المنزلي ما يضطر الأطباء أحيانا إلى طلب ذلك منهم بإمكانياتهم الخاصة وهو أمر ليس بالهين خاصة بعد بلوغ أسعارها مستويات قياسية.

صيادلة يطالبون بصلاحيات بيع أجهزة وقارورات الأكسجين

وتأسف مسعود بلعمبري رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص لما يحدث بشأن هذه المستلزمات والتجهيزات الطبية، حيث قال في تصريح للشروق بأن هذه الأخيرة يفترض أن تخضع للرقابة وتحظى بتعاملات مؤطرة لمن يستورد ويوزع ويبيع، مؤكدا أن مكان بيعها الطبيعي هو الصيدليات التي من شأنها أن تضمن استقرارا في الأسعار والعرض، داعيا السلطات المعنية الى ادراجها ضمن وصاية الصيدليات التي لضمان شفافية في الفوترة والبيع.

وانتقد بلعمبري استغلال الوضعية الصحية التي تمر بها البلاد وحاجة المرضى لمولدات الأوكسجين من أجل البزنسة في الموت، ما أدّى إلى نقص فادح في عددها على مستوى السوق والتهاب في أسعارها التي تضاعفت مرتين إلى 3 مرات حيث انتقلت من 5 ملايين إلى 10-15 مليون لسعة 5 لترات والحال ذاته بالنسبة للسعات الأكبر 10 لترات و20 لترا.

وأرجع المتحدث هذه الممارسات التي تدخل بعض الوسطاء والتجار الذين رفعوا السعر عاليا، غير أن ما تقوم به بعض الجمعيات من مدّ يد المساعدة وتوفير هذه الأجهزة مؤقتا للمرضى، ساهم في التخفيف على المرضى وتوفير ما يحتاجونه لإنقاذ حياتهم.

 وأوضح بلعمبري مسعود بأن هذه المولدات تزداد الحاجة اليها بالنسبة للحالات المصابة بتعقيدات تنفسية جراء فيروس كورونا، وهي عادة موجهة للاستعمال المنزلي، غير أنّها وحسب ما يلاحظ باتت تطلب في بعض المراكز الصحية للتخفيف عن المرضى.

وفي ذات السياق أفاد إلياس اخموك المختص في الأمراض المعدية وعضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا بأنّ أجهزة توليد الأوكسجين تعرف طلبا كبيرا عليها في الآونة الأخيرة لاسيما الموجهة للاستشفاء المنزلي.

وأضاف اخموك أن هذا الطلب رافقه ارتفاع في الأسعار التي تضاعفت بأربع مرات حيث انتقلت القارورات من 7 ملايين إلى 25 مليونا.

وأفاد المختص بأن الإنتاج الوطني لمادة الأوكسجين كاف إلى غاية الآن خاصة بعد قرار تدعيمه بكميات سيتم استيرادها قريبا.

وعبر أخموك عن أسفه لاستغلال الوضع من قبل من سماهم بـ”تجار الموت” الذين يستغلون الظروف المأساوية والكارثة الصحية للربح على حساب المرضى غير مبالين بالأرواح الممكن فقدها يوميا جراء عدم توفر هذه المولدات أو عدم تمكن المواطن والمهنيين من توفيرها.

ودعا أخموك إلياس كل المواطنين الذين قد يمتلكون هذه الأجهزة دون الحاجة اليها حاليا إلى وضعها في خدمة المرضى الذين يصارعون الموت بسبب ضيق التنفس، مشيرا إلى وجود فئة من الناس يقدمون على شرائها مخافة الحاجة إليها في ظل النقص الفادح في العرض وهو سلوك غير صائب، مشبها ما يحدث بأزمة السميد التي عرفتها البلاد في بداية الحجر الصحي عام 2020.

وأوضح البروفيسور اخموك أن توفير الأوكسجين يعد أساسيا لإنقاذ حياة المرضى خاصة مع ارتفاع حالات الوفيات مرجعا أهم الأسباب في ذلك إلى خصوصية السلالة المتحورة “دلتا” التي تتميز بالسرعة والشراسة مع تغير الأعراض وإصابة الشخص المريض بصعوبة في التنفس في غضون 3 أيام على أكثر تقدير.

وأردف اخموك أن أغلب الحالات تحتاج استهلاك كميات أكبر من الأوكسجين فكلما ارتفعت الإصابات في الحصيلة اليومية كلما زادت الحاجة إلى استهلاك الأوكسجين وهو ما يخلق ازمة في توفيره والتزود به.

وفي الأخير أشار البروفيسور اخموك إلى أن الفرق الطبية مرهقة جدا فرغم التجربة التي تحوز عليها في هذا المجال والتي اكتسبتها من الأزمة على مدار عام ونصف عام ورغم ما يتم توفيره من إمكانيات إلا انها لم تعد تحتمل المزيد من الضغط لما تعانيه من إصابات متزايدة وسط المهنيين وتعب لحق بها، داعيا المواطنين الى التخفيف عنها من خلال الحذر والتقيد بإجراءات الوقاية والتباعد الجسدي وارتداء الكمامة وتعقيم الايدي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • رزاق

    اين الدولة من كل هذا؟!

  • ابونواس

    ندعو الله تعالى ونتضرع اليه أن يسلط كل الفيروسات الكورونية على هؤلاء التجار الفجار ....

  • حمدان

    احتكار او المتاجره بالمواد الاساسيه للبقاء على قيد الحياه يعاقب عليها القانون اين الامن الوطني من كل هذا ؟

  • 231

    مجتمع شيطاني يبحث عن الملائكة. عوضا علن التضامن و الاتحاد، نأكل بعضنا البعض ثم نقول ان الدولة كذا و كذا..

  • احمد

    هؤلاء الوسطاء الذين يرفعون الاسعار اخطر من وباء كورونا ويجب مقاطعتهم وتبليغ السلطات عنهم ..نعاني منهم في كل مرة نمر فيها بأزمة..في الحجر الصحي السابق رفعوا اسعار السميد وفي العيد اسعار الكباش واليوم ارادوا ان يقطعوا الهواء على المرضى تعسا لهم تعسا لهم تعسا لهم