-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فصل الصحفي المغربي رشيد مباركي من العمل بقناة فرنسية

الشروق أونلاين
  • 7380
  • 0
فصل الصحفي المغربي رشيد مباركي من العمل بقناة فرنسية
ح.م
رشيد مباركي

أعلن مدير شبكة “بي أف أم تي في” الفرنسية، الخميس، فصل رشيد مباركي الصحفي من أصول مغربية، بسبب خطأ خطير، من خلال بثّ تقارير إخبارية مغلوطة منحازة لطرح نظام الرباط حول الصحراء الغربية.

وأبلغ مدير قناة BFMTV، طاقمه في رسالة عبد البريد الإلكتروني، أن التحقيق الداخلي الذي قامت به الإدارة، أظهر أنه في الفترة بين 2021 و2022، تورط مباركي في بث عدة تقارير لا تتناسب مع الخط الإفتتاحي.

وشدد على أن عقد مباركي انتهى مع القناة في 21 فيفري 2023.

تحقيق: المغربي رشيد مباركي كان يتعامل مع وكالة تضليل إسرائيلية

ومنتصف شهر فيفري 2023، كشف تحقيق أجرته مجموعة دولية تضم مئة صحافي أن القضية التي استهدفت مقدم البرامج في شبكة “بي أف أم تي في” رشيد مباركي المتهم بالخضوع لتأثير خارجي مرتبطة بمشروع ضخم للتضليل تديره شركة إسرائيلية.

وكانت القناة الإخبارية الأولى في فرنسا فتحت تحقيقاً داخلياً في جانفي الماضي بسبب شبهات ضد رشيد مباركي. وقال فوجييل إن مباركي “تمكن من طلب (بعض) الصور في اللحظة الأخيرة” لتوضيح الأنباء “عندما ينشغل رئيس التحرير بأمر آخر وبث كل نشرته”.

واستخدم مباركي مصطلح ‘‘الصحراء المغربية’’، بدلا من “الصحراء الغربية”، كما أوردت وسائل إعلام فرنسية عديدة.

ورداً على سؤال لموقع بوليتيكو  اعترف مباركي بأنه “استخدم معلومات جاءته من مخبرين” من دون أن يتبع “بالضرورة المسار المعتاد للتحرير”.

ورداً على سؤال إدارة BFMTV التي فتحت تحقيقاً داخلياً حول الموضوع، أقرّ مباركي، البالغ من العمر 54 عاماً، والذي التحق بالقناة كمذيع رئيسي منذ انطلاقتها عام 2005، بعمليات “تدخل” واعترف باحتمال خطأ صحافي في الحكم كان من شأنه أن أدى به إلى “تقديم معروف لصديق”.

تم إيقاف الصحافي في 11 يناير 2023 من قبل مدير القناة مارك أوليفييه فوجيل، الذي أوضح للموظفين أنه كان عليه اتخاذ هذا القرار بعد أن تم تنبيهه إلى وجود معلومات متحيزة محتملة يتم بثها على الهواء.

الشخص الذي نبهه هو الصحافي فريديريك ميتزو، الذي كان يعمل حينها في وحدة التحقيق براديو فرانس، كجزء من تحقيق واسع يسمى “Story Killers” بتنسيق من اتحاد Forbidden Stories. وقد أبلغ فريديريك ميتزو، مارك أوليفييه فوجيل باكتشاف الصحافيين من أجل الحصول على رد فعله، ليقوم الأخير باستدعاء رشيد مباركي.

وقال المدير العام للشبكة الإخبارية مارك أوليفييه فوجييل لإذاعة فرانس إنتر بعدما فتح تحقيقاً داخلياً وأوقف الصحافي البالغ من العمر 54 عاماً عن العمل “لا شك في أن “بيه إف إم” هي ضحية في هذه القصة، عندما يتخطى أحد موظفينا التسلسل الهرمي، فهذا يطرح مشكلة”.

وأفاد التحقيق، الذي أجرته مجموعة صحافيي “فوربيدن ستوريز” التي ساهمت فيها عن فرنسا وحدة التحقيق في صحيفة لوموند وإذاعة فرنسا (راديو فرانس)، أن هذه القضية مرتبطة بمشروع ضخم للتضليل تديره شركة إسرائيلية تبيع خدماتها في جميع أنحاء العالم.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الشركة تدخلت في 30 انتخابات حول العالم، وهي بدأت هذا النشاط منذ أكثر من عقدين وقالت إنها “تهدد الديمقطراية”.

وتمكن الصحافيون الاستقصائيون من مقابلة مسؤول في هذه الخلية في اسرائيل حيث “فريق خورخي”.

وقد أكد لهم، مدعماً ذلك بعرض أمامهم، أنه يستطيع أن يحدث بشكل آلي حسابات مزورة على الإنترنت وكتابة محتوى على شبكات التواصل الاجتماعي أو قرصنة بريد الكتروني أو حسابات على تطبيق تلغرام للتأثير على الحملات الانتخابية خصوصاً.

في حالة مباركي على قناة “بيه إف إم”، كانت الأخبار التي تم بثها على الهواء تتعلق بالأثرياء الروس القريبين من السلطة، وبقطر والسودان والكاميرون والصحراء الغربية “لحساب عملاء أجانب”، حسب التحقيق.

وأضاف أن “الأخبار كانت كلها صحيحة وتم التحقق منها (..) لا أستبعد أي شيء، قد أكون تعرضت للخداع لكن لم أشعر أن الأمر كذلك أو أنني كنت جزءاً من عملية احتيال. لو عرفت لما فعلت ذلك”.

وبحسب التقرير، يدير الوحدة عنصر سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية يبلغ من العمر 50 عاماً ويعمل الآن بشكل خاص باستخدام الاسم المستعار “خورخي” ، ويبدو أنه كان يعمل بالخفاء في الانتخابات في بلدان مختلفة لأكثر من عقدين من الزمن.

الكشف عن تفاصيل جديدة حول قضية الصحفي المغربي بقناة فرنسية

نقطة الانطلاقة في هذه القضية ليست في فرنسا، بل في إسرائيل. هناك، اخترق، وعلى مدى عدة أشهر، فريديريك ميتزو مع جور مجيدو (الصحافي الاستقصائي في صحيفة The Marker الإسرائيلية) وعمر بنجقوب (الصحافي الاستقصائي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية)، اخترقوا هيكلا متخصصا في التأثير والتلاعب الانتخابي والتضليل.

المؤسسة ليس لها وجود قانوني. مكاتبها وظيفية لكنها سرية. ويستحيل إجراء مقابلة مع أي شخص، بالنظر إلى انعدام الثقة السائد فيما يتعلق بالصحافة وحساسية الأنشطة التي يتم تطويرها هناك. يقدم الموظفون أنفسهم على أنهم ضباط سابقون في الجيش الإسرائيلي أو أجهزة المخابرات، وخبراء في المعلومات المالية، والشؤون العسكرية، والحرب النفسية، أو وسائل التواصل الاجتماعي. لفهم ما يفعلونه حقًا، لم يؤكد الصحافيون أنه لم يكن لديهم من خيار سوى تقديم أنفسنا “كمستشارين مستقلين” بتكليف من زبون أفريقي أراد التأثير على الاقتراع الانتخابي في بلاده.

يؤكد أحد المديرين التنفيذيين في المؤسسة الوهمية، قائلاً: “في معظم الأوقات، لا يريد الزبائن منا الظهور. نحب أن نكون خلف الكواليس. هذا ما يجعلنا أقوياء. مؤسستنا نشطة في جميع القارات. لقد تدخلنا في 33 حملة انتخابية على المستوى الرئاسي، ثلثاها في البلدان الناطقة بالإنكليزية والفرانكفونية في إفريقيا.

ويوضح زميل آخر له أنهم “يمتنعون عن التدخل في ثلاثة مجالات فقط: السياسة القومية الأمريكية وروسيا وإسرائيل”.

في قلب نشاط المؤسسة، التضليل عبر الإنترنت، حيث طورت منصة رقمية تتيح إنشاء ملفات تعريف مزيفة وتنشيطها على أكبر الشبكات الاجتماعية. وتؤكد المؤسسة أنها باعت النظام للعديد من أجهزة المخابرات الحكومية.

ينتج هذا النظام صورا رمزية: أشخاص غير موجودين ولكن لديهم مظهر حقيقي على الإنترنت ومراكز اهتمام موثوقة. تنشر هذه الملفات الشخصية المزيفة ما يسمى بآرائها على أمل التأثير على أكبر عدد ممكن على “تويتر”.

في بداية يناير 2023، استغل النظام 39213 ملفا شخصيا مزيفا مختلفا، والتي يمكن الرجوع إليها في نوع من الكتالوغ. هناك صور رمزية من جميع الأعراق والجنسيات والأجناس. وجوههم عبارة عن صور لأشخاص حقيقيين مستمدة من الإنترنت، وألقابهم هي مزيج من الآلاف من الأسماء المخزنة في قاعدة بيانات.

اختراق BFMTV عبر رشيد مباركي

مهما كان الأمر، ومع الأدلة الداعمة، تؤكد المؤسسة الوهمية أنها تستطيع أيضاً “تجنيد” صحافيين من وسائل الإعلام الأجنبية الكبرى. ويؤكد التحقيق أن العميل قد يحصل مقابل ذلك على 20 ألف يورو؛ يتم دفع 3 آلاف منها نقداً للصحافي.

كما يؤكد الصحافيون أن قادة المؤسسة الوهمية الإسرائيلية أظهروا لهم مقطع فيديو يعود ليوم 19 سبتمبر 2022 حيث نرى رشيد مباركي يتحدث مع الصور الداعمة، عن الصعوبات التي واجهتها صناعة اليخوت في موناكو بعد فرض عقوبات على الأوليغارشية الروسية. بمجرد البث، تم عزل هذا المقتطف وتوزيعه على نطاق واسع على تويتر بواسطة المنصة الخاصة بالمؤسسة. وبالتالي، فإن الغرض من هذا التدخل، هو تشويه سمعة العقوبات المفروضة على روسيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!