تراجع نشاط الجزارين في رمضان بنسبة 40 بالمائة

عرفت تجارة اللحوم خلال شهر رمضان الجاري، تراجعا محسوسا.. فارتفاع أسعارها دفع بآلاف المواطنين إلى الاستغناء عنها، بعدما كسر جشع بعض الجزارين وطمعهم التدابير المتخذة من قبل وزارة التجارة، وجعل ثمنها يفوق السعر المرجعي الذي حددته الوزارة بل ظلت تباع بنفس الثمن الذي كانت عليه في سائر الأيام.

يجمع القصابون وأصحاب محلات الجزارة على أن شهر رمضان لهذا العام، من أسوإ المواسم التجارية التي مرت عليهم، فقد قل الإقبال على بضاعتهم وخفت الحركة داخل محلاتهم، فغالبية المواطنين راحوا يبحثون عن حلول بديلة كاللحوم البيضاء لتفادي موجة الغلاء.

وتكفي جولة قصيرة في المحلات للوقوف على حقيقة خلوها من الزبائن بعدما كانت تعج في ما مضى بالزبائن في الشهر الفضيل، خصوصا في الأيام الأولى والأخيرة منه التي تسبق العيد، لكن المشهد تغير هذه السنة كثيرا فقد بدت معظمها خالية على عروشها باستثناء بعض ميسوري الحال ممن لاتهمهم الأسعار، وحتى اللحوم المجمدة شكلت أسعارها هي الأخرى صدمة للمستهلكين الذين وجدوا ثمنها يناهز الطازجة ولا فرق بينهما إلا في 100 دج.

وأكد رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء، محمد الطاهر رمرم، في اتصال مع “الشروق”، التراجع الكبير في تجارة اللحوم خلال شهر رمضان الجاري، وهو أمر غير مألوف، حسبه، ولم يسبق حدوثه من قبل فقد تعود الجزارون على ارتفاع الطلب والاستهلاك في هذا الشهر، لكن الأمور انقلبت هذه المرة ليسجل نشاطهم تراجعا بنسبة تتراوح ما بين 30 و40 بالمائة ليصبح ذلك من أسوإ المواسم التجارية.

وفسّر محدثنا هذا التراجع بتدني القدرة الشرائية للمستهلكين من جهة وكذا جشع بعض الجزارين من جهة أخرى، فأسعار لحوم الأبقار في سوق الجملة عرفت انخفاضا محسوسا بسبب إجراء إلغاء التعريفة الجمركية الذي أقرته الوزارة تحسبا لشهر الرحمة، لكن بعض التجار تعمدوا إبقاء نفس الثمن في التجزئة ولم يخفضوا الثمن وهو أمر غير معقول وليس مقبولا. ليلقي محدثنا بجزء من اللوم على وزارة التجارة أيضا فالأسعار التي أعلنت عنها لم تكن مدروسة، فيستحيل بيع اللحم بنفس سعر الجملة أي ما بين 650 و800 دج لكون اللحوم تحتوي على العظام والدهون الواجب إزالتها قبل عرضها للبيع.

وبخصوص الأسعار المتداولة في السوق فقد كشف محدثنا أن سعر اللحم بـ 1600 دج للكيلوغرام والشرائح تباع بـ 1800 دج، أما بالنسبة للحم المفروم فهناك من يبيعه بـ 1200 و1400 دج للكيلوغرام أي هذه الأثمان هي أضعاف ما حددته الوزارة الوصية، واستطرد محدثنا بأن التراجع في تجارة اللحوم ليس في شهر رمضان هذه المرة فحسب بل أصبح سمة هذه السنة فالإقبال شبه منعدم وحتى مع حلول عيد الفطر لن يتغير الأمر، مرجحا أن تستعيد تجارتهم عافيتها وتعود إلى النشاط والحركية مع بداية موسم الأعراس حيث من المتوقع تسجيل زيادة طفيفة في الطلب عليها.