-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“ترقية” جماعية

عمار يزلي
  • 2512
  • 1
“ترقية” جماعية

نظرا لانتشار الأمراض النفسية والعضوية، المستعصية، بسبب الضغط الاجتماعي والاقتصادي والقهر النفسي، وما رافق ذلك من لجوء إلى الشعوذة والدجل، نمت لأجد نفسي رئيس وزراء مكلف بترقية المجتمع، ترقية شاملة!

اقترحت أن تربط إحدى القنوات الكثيرة، والتي يقدمها شيخ، صوتا وصورة، بكل القنوات الوطنية الجزائرية عن طريق تقنية (T ) وقمنا بحملة إشهارية ليكون كل الجزائريين في موعد نشرة الثامنة لليوم الموعود.

وفي اليوم المعلوم، كان كل الجزائريين، من الرئيس إلى البئيس ومن الوزير إلى آكل الشعير ومن الوالي إلى الزوالي..كلهم كانوا أمام الشاشات الوطنية الواحدة!..ينتظرون “الترقية” الشعبية “البعض اعتقد أن الترقية هذه ستكون في الرتب وفي المراتب!”..

كانت الساعة تشير إلى موعد النشرة “الرئاسية..!”..عندما خرجت علينا مذيعة الشاشة..”متحجبة”..بهذه المناصبة!..لتقول: “بسم الله الرحمن الرحيم..والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..“الأمس فقط كانت تقدم ستار أكاديمي!”..أيها الشعب الجزائري التزموا أماكنكم وعلى الإناث وضع الخمار أو الحجاب وحدقوا في المرقي وأبعدوا عنكم الكلاب المنزلية..(نهرت زوجتي: ابعدي عنا.. ألا تسمعين!؟)..

وما هي إلا ثوان قليلة حتى طلع علينا المرقي ليشرع في قراءة أجزاء من القرآن الكريم..وأدعية من السنة..ثم القراءة المتكررة:”ما جئتم به السحر إن الله سيبطله”..! ثم شرع في القول: “أقسم عليكم يا من تسكنون هذا الجسد أن تخرجوا منه حالا!..

وغدا.. كانت كل القنوات العربية والأجنبية تنقل تقارير مسجلة عن حوادث الأمس: عائلات بكاملها راحت تتمرغ فوق الكارلاج وعلى التراب أو الإسمنت! البعض كان يخور، البعض يموء، البعض ينبح، والبعض ينطح..! كل الجزائريين كان بهم مسسسس!! (mass) البعض “تلف العربية” وصار يتحدث وفقط باللغة الفرنسية (إمام المسجد الكبير.. مثلا..)..البعض راح يتكلم الأمازيغية وفقط (الشيخ جاب الله.. على سبيل “الـ étalm!..أما أنا فرحت أحمل قصعة وأدق عليها كما يفعل بالدف..وأرقص وأغني أغاني ماجنة وسط بناتي وأبنائي..كل هذا والمرقي لا يزال يهدد بحرق من لا يخرج: أخرجوا وإلا أحرقتكم في الحال..! .. وأنا أقول له وأرقص: والله لن أخرج قبل أن يخرج الأمريكان من العراق وأفغانستان، وقبل أن يخرج الإسرائيليون من الضفة والقدس والأراضي المحتلة قبل 48!..هدد أو لا تهدد.. حتى العرب هددوا إسرائيل برميهم في البحر..فإذا بهم هم الآن من يخشى أن يرمى بهم في”البحرين”!

وأفيق من نومي وأنا أهدي: خرجوني بعدة من هذا السكن! 20 عاما وأنا أقطن في ڤيطون حتى صرت ألقب بالشيخ بن ڤيطون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد الله

    اتق الله ...الى متى وانت تستهزئ بالد ين