-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يشربون "جافيل" و"روح الملح" وأدوية خطيرة

تسممات للأطفال داخل المنازل بسبب تهاون الأولياء

نادية سليماني
  • 320
  • 0
تسممات للأطفال داخل المنازل بسبب تهاون الأولياء
أرشيف

يستقبل أطبّاء الاستعجالات بالمستشفيات، العديد من الحالات الحرجة لأطفال يشربون موادّ سائلة خطيرة، على غرار روح الملح أو ماء جافيل أو منظفات، وحتى أدوية، والتي يتعامل معها الأولياء بطريقة خاطئة غالبا، مُتسبّبين في تدهور حالة أطفالهم أكثر، ما يجعلهم يدخلون الاستعجالات بعد تعرضهم لتسممات تسبب في بعض الأحيان مضاعفات قاتلة…
وتُعرّض بعض الأمّهات أبناءها لمخاطر مختلفة، بسبب سوء تقدر لخطورة موقف مُعيّن، أو بسبب بعض السّلوكيات التي تراها الأم بسيطة، لكنها غاية في الخطورة بالنسبة لأطفالها الصغار.
ومن هذه السّلوكيات وضع مواد كيميائية وخطيرة في متناول أفراد العائلة، بدل تخزينها في أماكن يصعب الوصول إليها خصوصا من الصغار، فزيادة على وضع قارورات الجافيل وروح الملح على الأرض، فبعض الأمهات يقمن بتفريغ ماء جافيل مثلا في قارورات مياه بلاستيكية، فيحسبها الطفل ماء ويشرب منها، وحتى الكبار قد يشربونها خطأ.
وتستقبل مصالح الاستعجالات كثيرا من هذه الحالات، حيث يؤكد طبيب سابق بمصلحة الاستعجالات لأحد مستشفيات ولاية عين الدفلى، رضا بن كواش، بأنهم كانوا يستقبلون قرابة 10 أطفال أسبوعيا أو أكثر، مُتسمّمين بمواد كيميائية، خصوصا بماء الجافيل.
وحسب تبرير أمّهاتهن، فقارورات الجافيل كانت موضوعة في المطبخ وأخرى بالشّرفة، وأولادهن كانوا يحسبونها ماء. ويقول محدّثنا “غالبية الأطفال تخرج وضعيّتهم الصحية من دائرة الخطر بسبب سرعة إحضارهم من الأولياء وقلة كمية المادة التي تناولوها، ولكن البعض يتعرض لحريق وتمزق في البلعوم والمعدة، لأن الأم لم تكتشف الأمر.. لدرجة أننا استقبلنا أطفالا يعانون من آلام حادة بالبطن، وأمهاتهم لا يعلمن أصلا سبب هذه الأوجاع..!”.
ومن أعراض التسمم بالكلور أو ماء جافيل، حسب محدثنا، “فهي تعتمد أساسا على كمية المادة التي تناولها الطفل وتركيزها ومدة بقائها في معدته، وأبرز عرض هو وجع شديد في المعدة، غثيان واستفراغ، ومن الممكن أن يصاحبه استفراخ دموي أو ظهور دم في البراز، حروق في المرئ وحول الفم في حال شرب الكلور، شعور بالحرق وألم شديد في الحلق، واللسان، والشفاه. كما يتعرض الطفل إلى انخفاض في ضغط الدم، وصعوبة في التنفس. كما قد يصاحب شرب ماء الجافيل استنشاقه ودخوله للرّئة، ما قد يؤدّي لحدوث التهاب رئوي”.
ومن جهته، يؤكد الطبيب العام بمصلحة الاستعجالات بمستشفى قالمة، عبد الرحمان توايمية، بأن غالبية الأولياء الذين يتناول أبناؤهم مواد سائلة كيميائية على غرار ماء الجافيل أو روح الملح، يسارعون إلى إعطائهم الحليب لشربه، أو الماء أو زيت الزيتون، وهذه التصرفات، حسبه “خاطئة وقد تؤزّم الحالة الصّحّية للطفل أكثر، خاصة اذا أصابت الطفل تشنجات في جسده”.
وأضاف، كما يقوم البعض بمحاولة جعل الطفل يستفرغ حتى يخرج المادة الكيميائية من معدته، وهذا خطر كبير، لأنّ الاستفراغ معناه إعادة السّائل الخطير مُجدّدا إلى المريء والفم، ما قد يتسبب في حروق وإصابات جديدة.
وينصح توايمية، الأولياء في هذه الوضعياّت، بمسح فم الطّفل بضمادات فقط، والإسراع به إلى المستشفى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!