تضامن واسع للفلسطينيين مع الجزائر في حرائق الغابات

عبّر الفلسطينيون عن تضامنهم المطلق مع أخوانهم الجزائريين عقب الأضرار الكبيرة التي خلفتها حرائق الغابات التي مست عدة مدن وولايات جزائرية مثل الطارف وسوق أهراس وسكيكدة وسطيف وغيرها، وترجم ذلك في برقيات وتعاز ومقالات تعكس عمق الألم ووقفتهم الأخوية في هذا المصاب بعد الأضرار التي حلت بالقطاع الغابي وتسببت في عشرات الضحايا والمتضررين بين موتى وجرحى ومصابين.

أكد الفلسطينيون تضامنهم ومواساتهم للشعب الجزائري، وعبروا عن عميق ألمهم بعد الأضرار التي خلفتها حرائق الغابات في عدة مناطق من الوطن، وسببت أضرارا بالجملة في ولايات في شرق البلاد، ما جعل عدة أحزاب وجمعيات فلسطينية تعبر عن حزنها لما حل بالجزائر، مقدمين تعازيهم للمتضررين ومؤدين وفاءهم للجزائر التي تبقى حسبهم الذراع الأيمن لفلسطين على مر السنين.

من جانب آخر، تقدّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بخالص التعازي والمواساة من الجزائر شعبًا وقيادةً ودولةً، في ضحايا حرائق الغابات التي تضرب 14 منطقة في شمال الجزائر، والتي أودت بحياة عشرات الأشخاص وخلّفت عشرات الإصابات. وعبّرت الجبهة الشعبية عن تضامنها الكامل مع الشعب الجزائري وقيادته، بهذا المُصاب الجلل، ونقلت الجبهة لهما تعازي وتضامن عموم الشعب الفلسطيني داخل الوطن وفي مواقع اللجوء والشتات، متمنيةً للجزائر مواجهة هذه الموجة من الحرائق والسيطرة عليها بأقل الخسائر وبأقصى سرعة ممكنة، وأن تنعم دائمًا بالأمن والاستقرار والتقدّم. وأكّدت الشعبيّة أنّ دولة الجزائر قويةٌ وقادرةٌ على تجاوز الأزمات ومواجهة المحن والتحديات، بثبات وإصرار وقوة شعبها العظيم.

كما عبر حزب الشعب عن عميق تضامنه مع الشعب الجزائري بعد المصاب الذي ألم به، حيث قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني: “قلوبنا يعتصرها الألم تجاه الجزائر الشقيقة”، وأضاف في تصريح له “نتقدم بأحر التعازي والتضامن الأخوي من الرئيس الجزائري والحكومة والشعب الجزائري الشقيق بضحايا الحرائق التي تجتاح عددا من الولايات الشمالية الشرقية من أراضي الجزائر”.

أما جبهة النضال الشعبي الفلسطيني فقد أعربت هي الأخرى عن أحر التعازي وأصدق المواساة لرئيس وحكومة وشعب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة بضحايا الحرائق التي تشهدها عدة ولايات في البلاد وأسفرت عن وفاة وإصابة العشرات من المواطنين. وأكد سكرتير الجبهة وممثلها في الجزائر علاء الشبلي على كامل التضامن مع الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، معربا عن أحر التعازي لذوي الضحايا والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وخص الكاتب مايك سلمان الذي يشتغل مسؤولا في جمعية أدباء بلاد الشام في فلسطين الجزائر بمقال عبر فيه عن تعازيه وتضامنه مع الشعب الجزائري بعد المصاب الذي حل به جراء حرائق الغابات، حيث قال في هذا الجانب “أخبرني يا أخي في العروبة والإنسانية، ماذا حل في الجزائر؟ شرارة في الهشيم اشتعلت وأتت على الأخضر واليابس فهاجت الذاكرة والخواطر.. ثروة حيوانية نفقت بين الهشيم ولهيب الحرائق المتناثر، وأطفال ذابت أجسادهم وهم يصرخون: أبي.. أمي.. أجيرونا من ويل النار..! وصبايا تُشوى أجسامهن على ألسنة النيران واستسلمن للحروق والاختناق ودفنّ في الخلاء تحت الرماد، لا في المقابر.. ومسنون عجزوا عن الفرار فأكلتهم النيران وأصبحوا جزءاً من ذاكرة الأبناء والأحفاد.. وأبٌ هرع مستنفراً يبحث عن أبنائه بين ألْسِنَة النار غير آبه بالحروق وهول المخاطر..”، مضيفا أن “آلاف “الهكتارات” من الأحراش والثروة الغابيَّة طُمِسَت واللهب لا زال يعصف ويستعر..”، واضفا ما حدث بأنه “لوحة مأساوية رهيبة أسفرت عن مشاهد مرعبة تقضُّ المضاجع وتؤجِّج المشاعر”، وتساءل “هل هي موجة الحر، أم أنها جهنم على الأرض، أم غضب الطبيعة الهادر؟!! إحدى وأربعون ضحية ومئات المصابين..”، متمنيا العافية للجزائر قائلا “حماك الله وحمى شعبك ورُباكِ يا جزائر.. يا وطني الثاني ومركز اللقاء.. ويا أرض الثورة والأحرار.. وكفاك المولى -جل جلاله- شرَّ أوقات الغفلة والمفاجآت، وأخرجكِ من سعير هذه المصيبة الكبرى كما خَرَجْتِ سالمة من سعير الاستعمار.. يا أرض المليون شهيد ووطن كل جسور شجاع.. لقد حرقت من فلسطين القلب يا نيران الجزائر!”