-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تعايش الضرائر.. هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟

سمية سعادة
  • 567
  • 0
تعايش الضرائر.. هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟

بعيدا عن المناوشات والحروب الباردة والساخنة، تعيش بعض الضرائر في حالة سلام دائم يصنف عادة ضمن خانة”الهدوء الذي يسبق العاصفة”.

فالضرة في جميع المجتمعات العربية، تعتبر مصدر الخلافات والفتن التي تفضي إلى إحالة الزوجة الأولى على “المعاش” وإنهاء جميع صلاحياتها.

أما بالنسبة لهؤلاء الضرائر، فالأمر لا يحتاج إلى مخططات كيدية، أو مناورات سرية، بقدر ما يحتاج إلى تقبل للطرف الآخر الذي أصيح أمرا واقعا لا مفر منه، وهو ما ينعكس إيجابا على حياة الأولاد الذين يشعرون أن الله رزقهم بأم ثانية، أمّا الزوج، فيجد نفسه متفرغا للتفكير في زوجة ثالثة طالما أن زوجتيه على وفاق تام!

وجدير بالذكر، أن هؤلاء الضرائر اخترن التعايش السلمي ليس لأنهن مثاليات أو خارقات للعادة، بل لأنهن يعلمن جيدا أن المكائد والصدامات من شأنها أن تستنزف طاقتهن وتمتص راحة بالهن، ففضلن الركون إلى السلام.

تهدّم السور وتآلفت القلوب

نموذج حي عن العلاقة الطيبة بين الضرتين، روته السيدة أم ماريا، حول سيدتين تعرفهما، واحدة من مدينة عنابة والأخرى من قالمة.

فقبل أن يسافر الزوج، توقع أن تندلع الخلافات بين زوجتيه في غيابه، فسارع إلى بناء سور يفصل بينهما في بيت واحد، غير أن حالة التناغم التي كانت بين الضرتين جعلتهما يهدمان السور أثناء سفره ليتحول البيت إلى بيت واحد، وبدل المطبخين، أصبحتا تستعملان مطبخا واحدا، وكل واحدة منهما تقوم على رعاية الأخرى عند ولادتها وذلك على مدار 20 سنة كاملة.

“لا مشكلة بيننا”

ولا تجد السيدة “ب.ج”، وهي الزوجة الثانية، أي مشكلة مع ضرتها التي تقول إن زوجها لم يكن على وفاق معها لذلك تزوج عليها، غير أن علاقتها بضرتها لم تشوبها شائبة، خاصة وأن كل واحدة تعيش في بيتها المستقل، وتحظيان برعاية كاملة من زوجهما، وكثيرا ما تحثه على الإحسان إليها.

وفي نفس السياق، تقول ياسمين إنها تعيش مع ضرتها في تواد وحب، وتقومان بانجاز كل شيء مع بعضهما، متمنية أن تدوم محبتهما لتفرحا معا بأولادها.

في الحقيقة أن هؤلاء الضرائر اكتشفن “الخلطة السحرية” للحياة المستقرة التي لا تفجرها المشاكل والخلافات في فترات متقاربة، وتجنبن الإنهاك النفسي والعاطفي طالما الضرة أصبحت أمرا واقعا، وقليلا هن الضرائر اللواتي يفكرن بهذه الطريقة التي يميزها الذكاء والحكمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!