-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تفسير الدّاودي

تفسير الدّاودي

على كثرة ما قرأت، وما سمعت وكثرة من التقيت من العلماء والأساتذة من العرب والعجم في عدة أمصار لم أقرأ، ولم أسمع، ولم ألتق من يتسفّه ويقول عن شعب كامل بأنه شعب لا يتطور بالتعليم إلا ما جاء في أدبيات الفرنسيين العنصريين عنا نحن الجزائريين، فقد زعم سفيه فرنسي في أطروحته للدكتوراه أنه “يجب أن لا ننظر إلى الجزائري وكأنه ذو عقل شبيه بعقلنا، وإذا فكرنا في أن التعليم يستطيع أن يغيّره تغييرا كاملا فإننا نخالف بذلك، بل نتجاهل، قانون التطور الثابت”. (انظر: أحمد الخطيب: الثورة الجزائرية. ص134) ما قرأت، وما سمعت “هدرة” أسخف من هذه، وما قرأت، وما سمعت عن جهول مثل هذا، ومع ذلك فقد منحه قومه شهادة “الدكتوراه”. إنه السفيه، الجهول بيير مورلان ولو حمل أعلى الشهادات، وحصل على أرفع الدرجات.. وقد ذكر هذا القول السفيه لهذا الأسفه ولقومه الذين يهرفون في قولهم: “إننا شعب بليد لا استعداد فينا للعلم” الإمام محمد البشير الإبراهيمي. (الآثار. ج2. ص230).

ما أكثر غباء هؤلاء الفرنسيين، ولو لم يكونوا كذلك لما سعوا لـ”إدماجنا” في جنسهم، إذ ليس معقولا عند ذوي العقول أن يسعى “عقلاء” إلى ضم “بلداء” لهم، ولكنه “منطق” الفرنسيين اللاّمنطقي حتى في رأي مفخرتهم روني ديكارت القائل ما معناه إن أعدل قسمة قسمها الله بين البشر هي “العقل”.. الذي يقول عنه علماؤنا بأنه مناط التكليف..

إن الإمام عبد الحميد ابن باديس العالم بأن الله – عز وجل- أكرم الناس جميعا بالعقل والفكر يقول عن شعبه قول عالم مدرك لما يقول من غير أن يبخس الشعوب الأخرى، لأن الله – عز وجل- ليس بظلام للعبيد، يقول هذا العبد الصالح الحكيم العليم ردا على ذلك “العالم الجهول”: “إن الطينة الجزائرية طينة علم وذكاء إذا واتتها الظروف” (الشهاب. فبراير 1931. ص18).

فليقارن أهل الحجى، وأرباب العقول، وذوو الأفكار السليمة بين قول هذا الإمام العالم، وبين قول ذلك “الدكتور الجهول”، ليروا أيهما أزكى..

جرّني إلى الحديث عن هذا “السفيه الفرنسي” ما وقع تحت يدي من كتب، ومنها كتاب عنوانه “تفسير الداودي”، وهو أحد علمائنا الأفذاذ من القرن الرابع الهجري، وقد يسّر الله – عز وجل- الدكتور خالد ابن زيان، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة المجاهدة الشهيدة حيسبة ابن بوعلي بمدينة الشلف، فجمع ما نسب إلى هذا الإمام من تفسير لكتاب الله – عز وجل- ثم حقق ما استطاع تحقيقه، بعدما صدّر كتابه بمقدمة عن عصر الإمام الداودي وحياته الشخصية والعلمية من ميلاده في مدينة المسيلة على أرجح الأقوال إلى وفاته في زينة البلدان مدينة تلمسان في سنة 402 للهجرة. فشكرا للأستاذ الفاضل على جهده لإبراز أحد كنوز الجزائر ليلقم بذلك ذلك “العاوي” الخائن لـ”الضمير العلمي”، والمتهم لله – عز وجل- بخلق شعب كريم غير قابل للتربية.. ولو بعث هذا “السفيه” لرأى جامعات فرنسا ومؤسساتها ملآى بـ”العقول الجزائرية” التي تعلم “الفرنسيين”، وتداوي مرضاهم، وقتل الله العنصرية والعنصريين في كل وقت وحين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!