توظيف أبناء المنطقة في صلب اهتماماتنا

يعرف ملف التشغيل بولاية أدرار، تعفنا ومنحنى خطير هذه الأيام، ما جعل لهيب الاحتجاجات يشتعل بين الفينة والأخرى، إذ يؤثر على استقرار المنطقة وهدوئها المعهود، كما لا تزال معظم المركبات الغازية البترولية الضخمة بالولاية، تشهد تعطلا مفاجئا بسبب إقدام مجموعة من الشباب البطال على غلق المصانع، نظرا لعمليات التوظيف لأشخاص من الشمال، التي تقوم بها الشركات البترولية العاملة بالمنطقة.

قال رئيس المجلس الشعبي الولائي في حديث مع “الشروق”، أنه يسعى في حدود الصلاحيات المحدودة للمجلس، على رسم خطة طريق واضحة المعالم، من أجل وضع قواعد محلية للتشغيل نظرا للخصوصية التي تعرفها المنطقة، وفق شروط قانونية يحتكم إليها الجميع، مشيرا إلى أنه مستعد للذهاب مع مطالب المحتجين إلى أبعد الحدود، معربا عن أسفه عن مطالبة بعضهم بتوظيفهم مباشرة، دون المرور على وكالة التشغيل، وهذا مخالف للقانون وشرط غير مقبول حسبه، لأنه من الغير المعقول الدعوة إلى تطبيق الشفافية وفرص للرقابة ونكون السباقين لاختراقها، دون التسجيل والمرور على وكالة التشغيل، بحجة أن المعتصمين الذين تحت أشعة الشمس أولى من غيرهم، وهو ما يفتح الباب والمجال أمام الفوضى، التي من الصعب التحكم فيها، كغلق المجمعات البترولية وتنظيم الاعتصامات.

دعا محدثنا إلى ضرورة وضع الثقة في لجنة تقصي الحقائق، المنبثقة عن الدورة الاستثنائية للتشغيل، التي عقدها المجلس الولائي خصوصا لهذا الغرض، والمشكّلة من المنتخبين المحليين وبطالي الولاية، التي تعمل في حرية مطلقة، حيث ستجوب كل المجمعات البترولية بالولاية، كما تم تسخير كافة الوسائل والإمكانيات للعمل في شفافية تامة، لتكون لها نتائج إيجابية لصالح أبناء المنطقة.

أكد ذات المسؤول أنه لا تزال الاتصالات جارية، مع الجهات المركزية للشركات الوطنية العاملة في المنطقة، لافتكاك أكبر عدد ممكن من المناصب لجميع شباب الولاية دون استثناء، من تمياوين إلى تبلكوزة، حيث دعاهم إلى التعقل والتحلي بالحكمة والصبر، وعدم الانصياع وراء الدعايات، التي يهدف أصحابها إلى نشر إشاعات مغرضة، لبث التفرقة والفتنة وسط الشباب، والجر بهم مستنقع مجهول، منبها إلى الأهمية الاقتصادية التي تكتسبها المجمعات الغازية الثلاث بالولاية، التي تضمن 30 بالمائة من الإنتاج الوطني، مؤكدا على ضرورة الالتزام بالمسؤولية من طرف الجميع، لتفادي عدم تعطيل نشاط هذه المنشآت الإستراتيجية، حيث يخل تعطيلها بالالتزامات التعاقدية مع الأجانب.

تعكف السلطات المحلية بأدرار، على عقد اجتماعات ماراطونية مع الشباب المحتج، واقتراح حلول آنية واستعجالية، تجنبا للحل الأمني الذي يلوح في الأفق، نظرا لإقدام البعض على تعطيل مصالح الدولة والاقتصاد الوطني.