توقيف القاتل المفترض لطبيب الأسنان بسطيف

ألقت مصالح الدرك لبلدية التلة بولاية سطيف القبض على قاتل طبيب الأسنان، وأحالته على التحقيق بعد ما تبين أنه المتهم الوحيد في هذه الجريمة التي خلفت حيرة كبيرة وسط الأهل والأقارب وكل سكان بلدية قجال، وكافة العاملين في ميدان جراحة الأسنان.

المتهم يبلغ من العمر 19 سنة، يقطن في بلدية التلة الواقعة شرق ولاية سطيف، نفذ جريمته ولاذ بالفرار واختفى عن الأنظار، لكن لما علم والده بالحادثة، لم يتقبل الأمر وقام بكل شجاعة بتسليم ابنه لرجال الدرك. وقد تبين أن المتهم لا تربطه أي علاقة بالضحية وكل ما في الأمر أن طبيب الأسنان المدعو (س.ت) البالغ من العمر 45 سنة، كان منذ يومين يسير ليلا بسيارته فصادفه شابا يقف على حافة الطريق يشير بإصبعه يطلب التوصيل، فامتثل الطبيب للطلب وتوقف وطلب من الشاب أن يركب معه، ظنا منه أن المعني تأخر عن العودة إلى منزله ولم يجد وسيلة نقل، لكن هذا العمل الخيري انقلب على الطبيب وكان سببا في وفاته، فبعد السير لمسافة قصيرة ودون طول انتظار أخرج الشاب خنجرا وهجم على الطبيب فوجه له طعنات على مستوى الكلية والرأس تلتها طعنة قاتلة على مستوى الرقبة، ورغم الطعنات تمكن الطبيب من توقيف سيارته وسط الطريق وفتح الباب فانتبه بعض مستعلمي الطريق للحادثة وتدخلوا على الفور، في الوقت الذي قرر المعتدي الفرار والاختفاء وسط قرية مجاورة. ولم يتمكن أحد من اللحاق به، وفضل المتدخلون طلب النجدة من رجال الحماية المدنية ورجال الدرك الذين تدخلوا على الفور ونصبوا تشكيلا أمنيا بموقع الجريمة. وحسب المعلومات التي بحوزتنا، المتهم معروف بانحرافه وكانت نيته الاستيلاء على مركبة الضحية، حيث ظل يترقب مستعملي الطريق لتوقيفهم واستعطافهم لتوصيله إلى مقر سكناه وشاءت الأقدار أن يقع المدعو (س.ت) في الفخ.

يذكر أن الضحية المختص في جراحة الأسنان، أغلق عيادته منذ مدة وتنقل إلى فرنسا التي يقيم فيها منذ مدة، وقد عاد إلى مقر سكناه بمنطقة رأس الماء ببلدية قجال بولاية سطيف منذ أشهر بعد ما مرضت والدته التي توفيت وحضر جنازتها، وشاءت الأقدار أن يلحق بها ويموت في أرض الوطن ويدفن بجوارها.

وقد خضع الضحية للتشريح من طرف الطبيب الشرعي بمستشفى صروب الخثير بالعلمة وشيعت جنازته الأحد في موكب حضره الأقارب وسكان المنطقة بالإضافة إلى زملاء المهنة من جراحي الأسنان، كما حضرها رئيس المجلس الولائي لأطباء الأسنان بولاية سطيف.

وقد عرفت منطقة رأس الماء أجواء حزينة وخيم عليها الأسف والأسى إثر هذه الحادثة الأليمة التي أودت بحياة طبيب جراح قصد فعل الخير فلقي حتفه على يد من أحسن إليه.