الشروق العربي
الشاب صحراوي من باريس لـ"الشروق العربي":

“تُبتُ إلى الله بعد ما سئمت حياة الليل وتذوقت حلاوة الإيمان”

الشروق أونلاين
  • 19021
  • 0

لم يكن إعلان مُغني الراي الشاب صحراوي اعتزاله الغناء خبرا عاديا، بل شكّل “مفاجأة” كبيرة لدى الكثيرين. فالفنان الذي عرف نجاحا مدويا خلال الثمانينات، وحتى التسعينات، مع طليقته الشابة فضيلة، وضع حدا لعلاقته بالغناء منذ أكثر من 3 سنوات، لكنه فضّل عدم إعلان ذلك أمام وسائل الإعلام، بل ظل المقربون منه فقط من يعرفونه؟ وهو ما يشرحه ضيف مجلة “الشروق العربي” في هذا الحوار الحصري الذي خصّنا به من فرنسا.

* لديّ مشروع أنشودة مع جلول ولن أسجل بعد اليوم إلا ما يعظ الناس.

* اشتغل حاليا في إحدى شركات الصيانة بفرنسا بعد ما قطعت صلتي بالغناء.

 

**بعد مشوار فني دام أزيد من 30 سنة، شكّل خبر اعتزالك الغناء مفاجأة غير منتظرة للكثيرين. فلماذا أخفيت الخبر طوال هذه المدة؟

– لم أخف شيئا، بدليل أن المقربين مني كانوا يعلمون تفاصيله، لكن في نفس الوقت وجدت أن قرارا كهذا، هو قرار شخصي يخصني لوحدي ولا داعي أن أبلغه لكل الناس. 

 

** لكنك شخصية معروفة، وبالتالي من حق الجمهور عليك أن يعرف قرارا مصيريا كهذا؟

– رُبما، لأنني كنت مقتنعا أن هذا الأمر هو بين الرب وعبده، وأن الناس ستعلم في يوم ما، كما أنني رفضت الترويج لقرار اعتزالي كما فعل بعض الفنانين. كل ما وجدتني أقوله: “الحمد لله أنه هداني وفضّلني على كثيرين لأحج بيت الله الحرام العام قبل الماضي. فأيامها فقط شعرت أنني ولدت من جديد”.

 

** من أول من علم بقرار اعتزالك؟

– بعد زوجتي وأولادي، كان مدير أعمالي ورفيق دربي، نور الدين قفايتي، أول شخص يعلم بالقرارالذي قام بإبلاغه لجميع منظمي الحفلات الذين لم يصدقوا اعتزالي في البداية. علما أن القرار اتخذته منذ فترة طويلة، أي قبل أن أحج بيت الله الحرام، حيث انتابني فجأة شعور بأني قدمت كل شيء في الفن وأنه ليس معقولا أن أستمر في هذا المجال وأنا جاد.

 

** ماذا عن شعورك وأنت تطوف حول الكعبة الشريفة؟

– شعرت بالندم على اشتغالي في مجال الغناء. وكان لسان حالي يقول: “الحمد لله أنني بلغت هذا المكان الطاهر.. الحمد الله أنك لم تأخذ عمري وأنا بملهى ليلي.. الحمد لله الذي هديتني وما كنت لأتوب لولاك”.

 

** من أول من هنأك في الوسط الفني؟

– جلول والزهوانية وهواري بن شنات والمنتج بوعلام “ديسكو مغراب”.. وهؤلاء كانوا أيضا أول من باركوا لي بعد الحج.

 

** من أين يعيش صحراوي اليوم بعد تركه الغناء والحفلات؟

– أشتغل حاليا في إحدى شركات الصيانة المعروفة في فرنسا باسم”SUPUR” .. وأصدقك القول أن حياتي تغيّرت كليا الآن.. فمن مغن مشهور لا يستيقظ قبل الظهر إلى موظف يستيقظ مبكرا ويحافظ على صلواته الخمس في وقتها.. إنه انقلاب كبير.

 

** ما الذي جعلك تقرر الاعتزال، وهو قرار صعب بالنسبة لفنان قضى أكثر من نصف عمره في الفن؟

– سئمت من حياة الليل.. وبعد أن تذوقت حلاوة الإيمان مستحيل أن أعود لهذه الحياة الصاخبة.. الآن بات لديّ وقت لأجلس مع أولادي هواري، سالم، آسيا من زوجتي الأولى، وليليا وسيرين من زوجتي الثانية وأحفادي محمد وزكريا وحكيم.

 

** كلمة أخيرة نختتم بها هذا الحوار؟

– الحمد لله أنه هداني إلى ما هو أجمل.. حياتي الآن تغيّرت إلى الأفضل، لكن في نفس الوقت لم أندم على مشواري الفني وكل ما قدمته على مدار ثلاثة عقود، لأن أغانيّ ليس فيها ما يسيء لي أو لأولادي وأحفادي.

مقالات ذات صلة