-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ثورة قريبة في “الكاف”

ياسين معلومي
  • 3999
  • 0
ثورة قريبة في “الكاف”

يبدو أن “الكاف” قد فقدت، في الساعات الأخيرة، المصداقية والاحترام، من طرف جل أعضائها، ماعدا بعض الذين يجيدون فنَّ التلاعب بمستقبل كرتنا الإفريقية، ويسيطرون على دواليبها بعيدا عن النزاهة والإمكانات، وتصبح الورقة الخضراء هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق المبتغى، إلى درجة أن كل النقاد والاختصاصيين والمتتبعين يجزمون بأن هذه الهيئة الكروية أصبحت، خلال السنوات الأخيرة، دمية يتلاعب بها أصحابُ النفوذ، وكم هم كثيرون، وكذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي جعلها أداة له خاصة في أثناء انتخابات “الفيفا”، ووسيلة ضغط على الهيئات الكروية الأخرى لتحقيق مآربهم.

الكاف“، أرادت تبرير منحها شرف تنظيم نسخة 2027 لكينيا وتنزانيا وأوغندا (ملف مشترك)، وقالت إن ذلك جاء بعد “دراسة معمقة ودقيقة” لمكتب دراسات ألماني، حتى ترفع عنها أي لبس، غير أن الحقيقة كانت قد ظهرت منذ سنة، وبالضبط، شهر أكتوبر 2022، حين ذكر الزميل يزيد وهيب، من مصادر مؤكدة، أن المغرب هو من سيفوز بتنظيم نسخة 2025 بالدلائل والبراهين.. وهذا، رغم أن الملف الجزائري أقوى بكثير من كل الملفات، سواء من ناحية الملاعب أم الفنادق أم المطار والبنى التحتية، وكل الجزئيات التي يتطلبها دفتر الشروط، وهو ما لم تعتمده هيئة موتسيبي، التي كانت ناكرة للجميل، لأن كل أعضائها الذين تواجدوا بالجزائر خلال كل المنافسات التي جرت ببلادنا مطلع هذا العام، كانوا مقتنعين بأن بلد المليون ونصف المليون شهيد بإمكانه، وفي أي وقت، أن يكون جاهزا لأي منافسة، مهما كان حجمها، لكنهم، فضَّلوا المحاباة وأمورا أخرى، قد تكون سببا في ثورة قادمة على هذه الهيئة التي فقدت مصداقيتها، بعدما أصبحت لقمة سائغة في يد عصابة اختطفتها وجرّتها نحو الفضائح، غير أن انسحاب الجزائر في آخر الدقائق أوقع “الكاف” في مأزق كبير أمام العالم، لكنه وجد تبريرا لا يتقبَّله العقل، وهو مساندة المغرب لاحتضان كأس العالم سنة 2030 في ملف مشترك، لكن الحقيقة أن الجزائر انسحبت لما علمت بتواطؤ الجميع، عقب التصويت على الملف المغربي، الذي لا يضاهي الملف الجزائري.. وهو ما جعلنا اليوم نهتم قليلا بكرتنا المحلية، ونعيد ترتيب البيت، ولن نلعب أبدا دور البديل، لأن اللاعب الأساسي لن يرضى أبدا أن يكون احتياطيا، حتى ولو حاول البعض احتقاره وتهميشه.

لقد حان الوقت لإجراء ثورة في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لأن الرئيس موتسيبي صرّح بأنه ينتظر منصبا سياسيا في بلده، وأن الكرة– بحسبه- أصبحت لا تهمه، بقدر ما تهمُّه الشركات التي يديرها وأربعة آلاف عامل، الذين يُشغّلهم، وسيترك مكانه لمن هو أفضل منه، إذ إن تحركات سنغالية تنبئ بما هو قادم، خاصة وأن أعضاء المكتب التنفيذي لـ”الكاف” تآمروا على زميلهم السنغالي سانغور، وأخرجوه من الباب الضيق، رغم الثورة الكروية التي تشهدها السنغال.. والقادم أفضل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!