-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جدل بالكرات الضائعة…

الشروق أونلاين
  • 4241
  • 3
جدل بالكرات الضائعة…

لم يسبق وأن أحدثت استقالة أو إقالة مدرب المنتخب الوطني مثل الضجة التي أحدثها رحيل رابح سعدان، بعد أن جُرِّم بالتعادل أمام منتخب تنزانيا المتواضع في الثالث من سبتمبر الجاري. ولم يسبق أن شد موضوع تعيين المدرب الوطني الجديد اهتمامَ الجمهور الرياضي، مثلما حدث هذه المرة، باختيار عبد الحق بن شيخة “جنرالا” على رأس محاربي الصحراء.

 

وإذا كان رابح سعدان قد قرر الرحيل أو دُفع لذلك في ليلة “تنزانية” حزينة، فإن المصيبة الكبرى تبقى في الجدل الذي أثير بالكرات الضائعة، بعد التعادل المر في المباراة الأولى.

لقد تسارعت الأحداث، وبات سعدان يقف في صف المبتدئين، وأصبح المنتخب بدون مدرب، ومُحي ما سمي بمآثر المحاربين بجرة قلم أو قرار اتُّخِذَ بليل، وتعالت أصوات “فقهاء” الكرة وبعض الوصوليين والمنافقين، لتقول إنها وضعت قدمها على معضلة “الخضر” وعقم هجوهم وهشاشة دفاعهم… إنه في المدرب ولا ريب في ذلك.

وإذا كان كبار المدربين في العالم يخطئون ـ وهذا هو قانون الكرة ـ فإن اللاعبين أيضا يخطئون، لكن من الذي يملك الشجاعة لمحاسبتهم؟

والمؤسف في الأمر بعد صدمة تنزاينا، أن لا أحد تحدث عن اللاعبين، أو توجه لهم بالنقد حتى من باب الإفادة، لم يذكرهم أحد من “منظّري” الكرة في هذا البلد بمالاوي وصربيا وايرلندا والغابون… ولم يذكّرهم صوت شجاع أن الفريق الجيد لا يصنعه المدرب، وأن خطة اللعب ـ التي أصبحت في متناول العامة من الناس ـ يصنعها اللاعبون وليس العكس.

لقد فتح تعيين المدرب عبد الحق بن شيخة صفحة جديدة في تاريخ “الخضر”، لكن المدرب لم ولن يكون الأصلَ في بناء أي منتخب، ولو كان الأمر كذلك، لنالت دول كثيرة، استثمرت ملايير الدولارات في انتداب مدربين عالميين، كأسَ العالم، لكنهم فشلوا لأنهم افتقدوا للأصل، ونعني بذلك المهارات العالية.

ألم يفشل كابيلو مع منتخب الإنجليز؟ وليبي بطل العالم مع ايطاليا ودومينيك الوصيف في المونديال الأخير؟ ومهما يكن من أمر، فإن المنتخب الوطني مطالب بمراجعة حسابات أخرى، بعد أن “تخلص” من ثقل سعدان، وهي الحسابات المعقدة التي لن يجد لها لا بن شيخة ولا غيره الحلَ في الأجل المنظور، وعليه فسيستمر الجدل والنقاش حول مواضيع ثانوية، دون التحلي بالشجاعة الكافية والجرأة اللازمة لمعالجة المشكل من الأصل، والتخلص من الأسباب التي طردت سعدان، وستأتي على خليفته، حتى ولو كان جنرالا.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • amira

    عندك الحق

  • بدون اسم

    لقد قلت نفس الشيء منذ ان بدات الحملة القذرة على سعدان لماذا الكل هاجم سعدان ولا احد انتقد الاعبين .

  • منى

    يعطيك الصحة يا كاتب المقال