-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جديدة في لعيبة أم شغب عيال؟

حبيب راشدين
  • 1226
  • 1
جديدة في لعيبة أم شغب عيال؟

لأي جهة يناول فريق الموالاة في الغرفة السفلية، ويستأسد بحزم وجرأة حد تجميد نشاط البرلمان بقدر قد يغري الجهة الماسكة بناصيته على معالجة حالة الانسداد بقرار الحل؟ ومن هي الجهة التي تسند ظهر رئيس الغرفة السفلية حتى يصمد ويجالد بشجاعة في وجه أغلبية من ذوي الرحم والأصهار، لن تمتثل للعمل معه مستقبلا وقد قطعت صلة الرحم، وعبرت نهر الروبيكان، وركبت أعلى غصن في شجرة المناكفة الصريحة ومشاغبته برفع شعار “ارحل يا رايس”؟
في بلد يحكمه نظامٌ معقد، غامض، ومنطوي على نفسه، يتعامل مع مؤسسات الحكم في الواجهة كأدوات وقطع غيار قابلة للتغيير دون كلفة، لن يكون من السهل البحث عن أجوبة ذات مصداقية، حتى مع التسليم بفرضية وجود صراع أجنحة يكون قد دخل مرحلة الحسم قبل موعد الرئاسيات، وإن كان الطرفان المتخاصمان يدينان بنفس القدر من الولاء للجهة صاحبة النعمة التي حملت قبعة الرئاسة الشرفية للحزب الذي ينتمي إليه المشاغبون والمشاغب عليه.
وما دام اللاعبان من نفس الفريق، فلا بد أنهما ينفذان بالضرورة خطة المدرِّب مثل أقرانهم في أي لعبة جماعية، أو خطة المناورة التي أعدتها القيادة (لو كانوا من العسكر)، أو العزف على اللحن الذي يختاره قائد الجوقة (حتى في الهابط من راينا رايكم)، إلا إذا كنا أمام حالة تكاد تكون مستحيلة في النظام القائم، قد أغريت فيها الجماعة بـ”التمرد” لغاية في نفس يعقوب قد حُجبت عنا هويته.
الظاهر من استماتة الطرفين في التصعيد، أن كليهما ربما يكون قد حصل على ضمانات أو على وعد بمغنم أو وعيد بمغرم من جهة أو أكثر لا يُعصى لها أمر، وسواء كانت المشاغبة محض لعبة بريئة من تهمة الجد بغاية تقطيع الوقت، وملء ساحة مشهدٍ سياسي متكلس، مصاب بالشلل الرباعي قبيل استحقاق مفصلي، يتزاحم فيه أكثر من رهان، ويتربص به أكثر من مغامر مقامر، أم هو اقتتالٌ فعلي جاد، قد نُقلت جبهته بالتراضي إلى ساحة مرئية إعلاميا بالقدر الكافي مثل ساحة البرلمان، يعتقد أنها مؤمنة وغير مكلفة، فإن توقيتها واستدامتها قد يفتحان شهية المتعوِّدين على المشاغبة في ساحات غير محصَّنة.
وما لم توقف المشاغبة بسرعة قبل حصول “آثار جانبية” على المشاغبين بالوكالة، والمشاغب عليه بالأصالة، والمشاغب له بالأصالة أو بالوكالة، فإن هبوط الجميع من أعلى الشجرة سوف يكون مكلفا للأطراف الثلاثة، لأن مآل اللعبة ـ إن كانت مجرد لعبة ـ أن يُجبَر رئيس الغرفة السفلية على الاستقالة مع إخراج يحفظ له ماء الوجه، وهو الأرجح، أو تأتي الإشارة للمشاغبين بانجاز “تراجع تكتيكي” بعد التسويق لمناورة التفافية يُرفع لها شعار “لا غالب ولا مغلوب”، وفي الحالتين سوف يلحق بالجميع “دمار جانبي” يضيف مزيدا من الضعف والهوان لمؤسسة مستضعَفة منذ النشأة، ويكشف عورة نظام حكم كان حريصا على تحصين ما تشابه من الفصل بين السلطات، ويحرج رئيس الجمهورية الذي تأخّر في إنهاء مشاغبةٍ مجانية بلا أفق، قد اختلط فيها الجد بالهزل، فلا نعلم هل هي “جديدة في لعيبة” أم محض “شغب عيال” قد يركبه من أغلقت في وجهه ساحات اللعب الجد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مواطن

    أصبح شكلهم جميعا مثيرا للشفقة!