الرأي

جمال الملكة

عمار يزلي
  • 3253
  • 8

“ما بقى للعمياء غير الكحل”! هذا ما يمكن أن نصف به “حفل” وأي “حلف” انتخاب “ملكة جمال الجزائر”! هكذا صار الأجانب اليوم يدفعوننا لفهم الجمال على مقاسهم! ويدخلوننا في “تسليع” المرأة وتحويلها إلى عارضات موضة وأزياء “زي الهوى”!. هذا الهم الذي وصلنا من كل حدب وصوب، والذي صار”موضة” لها “مودة”، خاصة باعتبار”الجمال”، مرتبط بالمرأة دون غيرها! ولما نقول جمال المرأة، لا نقصد غير جمال الجسد! صحيح أن ملكة الجمال (الدول والعالم، والقطاعات المحددة)، يشترط فيها مستوى ثقافيا ومعرفيا معينا، لكن، الفكر لا يرى، فقط الجسم والقوام والوجه والاستعراض وطريقة المشي و”التكعبير” وحدها المقياس الأساسي للفوز بالشهادة!

نمت على هذا الحدث الذي حدث، والذي من المفروض أن يعتبر”لا حدث”، لأجد نفسي أحضر الحفل إياه، ولكن بطريقة أخرى! “انتخاب ملكة قبح الجزائر”! السن لا يتجاوز 20 سنة! المستوى الثقافي “صفر” (حمارة يعني!). المواهب: الشطيح والرديح والتقرديح و”آدادا وماااالي”!..بقرة صفراء…لا تسر أي أحد، عدا المنظمين ولجنة “الحكم”!. من عائلة ميسورة معروفة ذات صيت في المال والجاه لا في شرف العلم ولا في المعرفة ولا في الأخلاق العامة ولا الخاصة، خريجة مدرسة خاصة لا تعلم إلا الفرنسية! لغة واحدة موحدة! لا حديث بالعربية. شروط إضافية مختارة ومفصلة تفصيلا: منفتحة على الخارج قبل الداخل، متحررة من كل قيود الداخل ومن كل “تدخل”، مترجلة في اللباس والهندام والتسريحة، متأنثة الكلام والمشي إلى الخلف بدعوى السير إلى الأمام، سافرة مسافرة “حالة شعرها”، مدببة الأنف، تنبذ الإسلام والعنف، شعرها “مغنجف” وعيونها “تشف” من كثرة المساحيق التي لا “تتلف”، أمها شارفة لكن تدعي أنها “لا تشرف”. أبوها راعي في الأصل ثم صار يفهم و”يعرف”! تخرجت من صالون حلاقة “بامتياز”، وشهادة حسن السلوك من مرقص في “سان أنياز”، وشهادة شرفية من فندق”دانياز”، عاشت أشهرا في فرنسا شغالة فوق العادة، وعاما في كندا، مغنية “ذات سيادة”، ومضيفة بروما، بمطعم “دي ميادا”، لها مؤلفات عديدة في فن ترك العبادة، وأعمال جليلة في الترفع عن الشهادة، لها سيرة مشرفة في كل الكباريهات، وحسن السلوك في كل البارات، وشهادات تشريف من الرجال من كل الموديلات! “بريس بوكها” (بريس بوك)، يضم صورها مع المشاهير، مع مطربي الراي الميامين، والرياضيين العالميين، وبريجيت باردو وبعض الشعراء”الغاوين”، صور في غاية الجمال مع البقر والجمال، والحمير والبغال، من أصحاب المال والأعمال…

حين، أفقت من غيبوبتي، كان”البسيكياتر” يقول لي: نوض…هاك أشرب دواك..درك تبرا!(أنا نبرا؟؟؟! محااال!)

مقالات ذات صلة