“حراڤة” جزائريون مفقودون في عرض البحر باليونان
قصدت أمس عائلة “حراڤ” جزائري مقر “الشروق”، وأبت إلا أن تروي تفاصيل مرعبة عن مغامرة الابن، الذي قصد تركيا بتأشيرة سياحية، ثم تنقل إلى اليونان وبالضبط إلى جزيرة “كركرة”، ومنها إلى المجهول، عندما انقلب قارب الموت بأزيد من عشرين شابا وشابة من الجزائر وتونس والمغرب في عرض البحر. شهادات الناجين الثلاث، أكدت الحادثة، وفتحت جراح عائلات البقية التي لم تجد الجثث، ولم تسمع أي أخبار عن أبنائها.
-
أكدت العائلة أنها لم تكن لتسمح بسفر الابن لو علمت أنه سيركب قوارب الموت. ولكن استظهاره لتأشيرة السفر والتذكرة، جعلها تطمئن وتوافق على خياره، الذي كان ـ حسبها ـ ضرورة ملحة في ظل الظروف الاجتماعية القاهرة، التي يعيشها الشباب من بطالة وأزمة سكن وضغوط نفسية واجتماعية، قصد الشاب صاحب الثلاثين سنة تركيا في شهر أوت المنصرم، وظل على اتصال يومي بوالديه وإخوته، ثم دخل اليونان بطريقة غير شرعية، وكان أيضا دائم الاتصال بعائلته، وفي آخر اتصال أخبر شقيقه بأنه سيغادر إلى جزيرة “كركرة”، وبعدها بأيام وخلال اتصال بوالدته، انقطعت المكالمة وانقطع معها أي تواصل.
-
أكدت العائلة أن الابن سافر رفقة مجموعة من أبناء حيه بالعاصمة، إضافة إلى شباب من مختلف ولايات الوطن، وكان المخطط منذ البداية هو “الحرڤة” أي الهجرة غير الشرعية إلى أي بلد أوروبي، وصدمتها الكبيرة كانت بعد عودة بعض أبناء الحي وانتشار خبر غرق القارب في عرض البحر، بعد انطلاقه بخمس وأربعين دقيقة، وسقوط كل من فيه. وبدأت العائلة تنسج سيناريوهات كثيرة انطلاقا من شهادات الناجين، الذين توافقت تصريحاتهم حول تواجد الابن معهم في الرحلة.
-
يقول شقيق الشاب المفقود إن أحد إخوته سافر منذ أيام إلى اليونان، وقصد الجزيرة التي أبحر منها “الحراڤة”، ووقف على الكثير من المعطيات المرعبة، أهمها برنامج الرحلات المنظمة بمعدل ثلاث مرات في اليوم، والتواجد الكبير للجزائريين وحتى الفتيات، إضافة إلى التواجد الكبير للسفارات المغاربية، التي فتحت تحقيقا في مصير “الحراقة”، الذين لم تطفُ جثثهم إلى السطح، ولم تسمع عنهم أي أخبار. في حين تقول العائلة: السفارة الجزائرية في اليونان تطالب بأدلة مادية تثبت أن الشاب كان ضمن “الحراڤة” للتحرك والتحقيق، ولكن الشباب الذين نجوا وأكدوا الحادثة، سواء الذين عادوا إلى أرض الوطن أو من فضلوا البقاء بأثينا لتكرار المغامرة، رفضوا الظهور واشترطوا على العائلة التكتم. أحد أشقاء الشاب لا يزال في اليونان في رحلة بحث، عن أي دليل يقطع الشكوك باليقين، ولا تزال العائلة لحد كتابة هاته الأسطر، تخفي الخبر عن الوالدين، وتنتظر تدخل السفارة في اليونان للبحث في مصير المفقودين الذين لم يعثر على جثثهم.